في حوار خاص لـ"فلسطين اليوم"

مفكر لبناني: معركة "وحدة الساحات"أسست لمرحلة جديدة رفعت فيها حركة الجهاد سقف التحدي مع العدو

الساعة 07:47 م|14 أغسطس 2022

فلسطين اليوم

- الخطاب الذي ظهرت عليه الجهاد الإسلامي في "وحدة الساحات" كان وحدوياً

- معركة "وحدة الساحات" أكدت أن الجهاد الإسلامي حركة لا يمكن  تجاهل قدراتها ونفوذها

- معركة "وحدة الساحات" أكدت بها حركة الجهاد  بأن فلسطين واحدة موحدة

 - "وحدة الساحات" أسست بها الجهاد مرحلة جديدة في مشروع المقاومة الفلسطينية

أكد المُفكر اللبناني وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية في بيروت د. طلال عتريسي، أن القوة والإدارة العسكرية التي ظهرت بها حركة الجهاد الإسلامي في خضم معركة "وحدة الساحات" التي خاضتها مؤخراً  رداً على العدوان "الإسرائيلي" الذي استهدف ثلة من قادة جناحها العسكري سرايا القدس أثبت قدرتها على رفع سقف التحدي أمام العدو "الإسرائيلي".

وأوضح د. عتريسي خلال حديث لـ "مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": أن معركة وحدة الساحات سبب اندلاعها "إسرائيلي" لذلك بادر وشن سلسلة من الغارات وعمليات الاغتيال لقادة الجهاد، في محاولة لتحقيق أهدافه التي أفشلتها حركة الجهاد الإسلامي حينما فرضت شخصيتها القوية التي تميزت بالثبات والشجاعة والقدرة على رفع سقف التحدي أمام "الإسرائيلي" الذي اعتقد أنه باستطاعته الاستفراد بالحركة وأن يجعلها تشعر بالعزلة والقلق والخوف عندما اغتال القائد تيسير الجعبري.

وبين أن من أبرز الأهداف "الإسرائيلية" التي دفعت لخوض هذه المواجهة هو البعد السياسي لقادة الاحتلال على صعيد التنافس الانتخابي وكذلك على الحكومة الحالية  والتي يقودها " يائير لابيد" السعي للظهور أمام الجبهة الداخلية "الإسرائيلية" أنه شخص قوى ويتخذ قرارات عسكرية هامة في محاولة ليغطي على تاريخه الذي يخلو من الإنجازات العسكرية أو المشاركة العسكرية.

وردت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي على العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة والذي استمر 3 أيام، بقصف كافة مستوطنات العدو الصهيوني، بدءاً من مستوطنات غلاف غزة وحتى مدن المركز" تل أبيب وبئر السبع والقدس المحتلة" في عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "وحدة الساحات".

"وحدة الساحات"

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الجهاد الإسلامي  كانت على دراية تامة بأن هذه المواجهة هدفها ليس الجهاد الإسلامي وإنما المستهدف والمقصود كل فلسطين، لذلك أطلقت على المعركة اسم "وحدة الساحات" لتؤكد للعدو والمحتل بأن فلسطين واحدة وموحدة، وأن غزة كجنين ونابلس والقدس.  

كما أشار إلى أن المعركة استطاعت من خلالها حركة الجهاد أن تؤسس لمرحلة جديدة في مشروع المقاومة الفلسطينية، عنوانها أن فصيلا واحداً يستطيع أن يواجه ويرد بطش العدو "الإسرائيلي" وخلفه كافة قوى المقاومة وأن  وحدة الساحات المقصود منها بعدين أولا: البعد الداخلي الفلسطيني بأن المقاومة واحدة، والبعد الخارجي أن المقاومة في فلسطين هي جزء من ساحات المواجهة  ومن محور المقاومة وأن المواجهة ممكن أن تتحول إلى مواجهة واسعة في كل المنطقة، وهذا ما أرادت حركة الجهاد أن تعبر عنه من خلال التسمية" وحدة الساحات" منذ الساعات الأولى للمواجهة.

ولفت المُفكر اللبناني عتريسي إلى أن حركة الجهاد استطاعت في معركة "وحدة الساحات" أن تثبت أنها قادرة على المواجهة وعلى أن تجعل العدو يشعر بأنه يواجه حركة قوية أصيلة ثابتة تمتلك القدرات وهذا ما أكدته  بعض التصريحات "الإسرائيلية" التي قالت " إننا نقاتل تنظيماً وحيداً جعلنا نشعر بالقلق واللجوء إلى الملاجئ والهروب من المستوطنات".

كما لفت إلى أن الجهاد استطاعت أن تثبت للاحتلال والعدو الصهيوني بعد هذه المعركة بأنها حركة لا يمكن  تجاهل قدراتها ونفوذها وأنها تمتلك كافة عناصر القدرة والقوة على مواجهته وجعله يشعر بأنه يواجه حركة مقاومة قوية ويصعب الاستفراد بها، وهو ما أكدته في إدارتها لمجريات المعركة بمفردها ومبادرتها للرد وإلى إطلاق النار والتحكم في إطلاقه بدون انفعال.

خطاب وحدوي

وأوضح أن حركة الجهاد جسدت في هذه المواجهة البعد الوحدوي وفي نفس الوقت الشجاعة لاي فصيل فلسطين يمكن أن يدخل المعركة وأنها فندت كل الادعاءات بأن الجهاد تقاتل لوحدها بلا أكدت أنها في المواجهة تعمل في إطار راوية شاملة تنص على  المحافظة على الخصوصية والاندماج في مشروع المقاومة الاوسع.

كما أوضح أن خطاب الجهاد في خضم المواجهة  كان خطاب فلسطيني مقاوم وخطاب المواجهة الشاملة، ولم ينجر إلى كل الادعاءات التي تتحدث بان الجهاد تنظيم منفصل ويقاتل ويواجه العدو لوحده، بل استطاعت أن تثبت أنها تسير وفق خطوات عملية مدروسة وموزونة وخلفها كافة قوى المقاومة والمتمثلة بالغرفة المشتركة لفصائل المقاومة.

 

"ما بعد المعركة"

وبين أستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية في بيروت د. طلال عتريسي، أن العدو عقب معركة "وحدة الساحات" حساباته ستختلف تجاه قطاع غزة وخاصة حركة الجهاد الإسلامي، وسيعيد تفكيره بالتعامل معها،  خاصة وأن الأداء التي ظهرت عليه الحركة أفشلت كافة خططه واعتقاداته أنها حركة يمكن الاستفراد بها واضعافها واخراجها من ساحة المقاومة.

 وأكد أن الاحتلال سيضع في حساباته أن التعامل مع حركة الجهاد سيكون بمثابة التعامل مع حركة حماس وكافة قوى المقاومة في المنطقة، متوقعاً أن يعيد الاحتلال الكرة مرة أخرى ويشن عدواناً جديداً على قطاع غزة في المرحلة المقبلة.

وعلي الصعيد الفلسطيني، قال د. عتريسي :" إن المقاومة ستعزز من قدراتها وسوف تدرس هذه التجربة واستخلاص الدروس والعبر من عمليات الاغتيال التي حصلت لتحصين جبهتها الداخلية وفي نفس الوقت وعلى الأرجح سيكون تعاون أوسع مع باقي جبهات المقاومة في وحدة وكيفية تعزيز القدرات الصاروخية وغيرها والاستعداد للمواجهة المقبلة بأفضل القدرات وافضل التعاون على مستوي ساحات المقاومة في فلسطين وخارج فلسطين ".

ودخل وقف إطلاق النار، مساء الأحد الماضي، حيز التنفيذ بشروط حركة الجهاد الإسلامي وبعد ثلاثة أيام استنجدت خلالها "إسرائيل" الوساطات للتوصل إلى اتفاق بعد جولة سريعة دكت خلالها سرايا القدس كافة البلدات الصهيونية ووصلت لتل أبيب والقدس ويافا والنقب المحتلة وغيرها من المدن التي تعتبر خطوطاً حمراء بالنسبة للاحتلال.

كلمات دلالية