الإعلام المقاوم تصدى لها بقوة

ســـلاح استخدمته "إسرائيل" في معركة "وحدة الساحات" لا يقل خطورة عن الحرب الدموية!

الساعة 01:02 م|13 أغسطس 2022

فلسطين اليوم

منذُ أن قصفت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" برج فلسطين في مدينة غزة، لتُعلن عن اغتيالها للقائد الكبير تيسير الجعبري، بدأت الماكينة الإعلامية "الإسرائيلية" المدعومة بملايين الدولارات لدق الأسافين بين المقاومة من جهة والشارع الفلسطيني الغزي من جهة أخرى ، وكأن المقاومة هي المتسبب في المواجهة ، بالرغم من الوعي الفلسطيني لإبطال كافة الروايات التي كان يصدرها العدو، إلا أن العديد من الادعاءات الإسرائيلية التي سوقتها للشارع ونجحت نوعاً في تمريرها ولكنها فشلت في تحقيق أهدافها.

وكالة "فلسطين اليوم الإخبارية" سلطت الضوء على تعاطي الإعلام خلال معركة "وحدة الساحات" وإفشال كافة روايات الاحتلال التي هدفت لإسقاط راية المقاومة وضرب الأسافين بين الشعب والمقاومة.

حرب اعلامية 

مسؤول الإعلام في المنظمات الشعبية، توفيق السيد سليم، أكد أن الحرب الإعلامية "الإسرائيلية "مستمرة على الفلسطينيين وتظهر بصورة أكبر في أوقات الاشتباك والصراع كما حدث في العدوان الأخير على قطاع غزة، لدق الأسافين بين فصائل المقاومة والشارع الفلسطيني.

وقال سليم: إن "الاحتلال يحاول من خلال شنه حربًا إعلامية خلخلة بيئة المقاومة وإضعاف الجبهة الداخلية الفلسطينية. لكنها تبوء بالفشل أمام إصرار ووعي المواطنين الذي يحتضن المقاومة على اعتبار أنها الخيار الأقوى في صّد اعتداءات الاحتلال وطرده من الأرض".

حرب لا تقل خطورة

وأضاف أن هذه الحرب لا تقل خطورة عن الحرب الدموية التي يشنها الاحتلال على شعبنا، لإضعاف الحاضنة الشعبية للمقاومة لا سيما أوقات التصعيدات العسكرية.

وفيما يتعلق بخطاب الاحتلال الاستفزازي في حدوث شرخ بين فصائل المقاومة بالعدوان الأخير، أوضح سليم، أن الماكينة الإعلامية الإسرائيلية الموجهة من المؤسسة الأمنية والعسكرية في "تل أبيب" فشلت بتمرير المخططات بفضل وعي شعبنا ووحدة المقاومة.

نجح في سد الثغرات

وأشار إلى أن الإعلام المقاوم نجح في سد الثغرات، وكان إعلاماً وطنياً وصوت ورسالة للمقاومين في الميادين، وعمل هذا الإعلام على تحسين الجبهة الداخلية وفضح ادعاءات الاحتلال وجرائمه، مشدّدًا على أهمية وخطورة الإعلام في الصراع مع الاحتلال.

وبيّن أن المنظومة الحربية الإسرائيلية تفرض قيودًا وشروطًا على نشر الأخبار والفيديوهات والصور من داخل لكيان أثناء العدوان للحد من إنجازات المقاومة، إلا أنه في العدوان الأخير تم تسريب مقاطع فيديو يظهر حجم الدمار التي خلفته ضربات المقاومة في البلدات المحتلة.

كما وأكد أن صراع الفلسطينيين مع الاحتلال صراع على الوعي والصورة والرواية، وعلى الإعلام الفلسطيني متيقظًا وحاضراً في كل مفاصل الحياة الفلسطينية ومراحل الصراع مع العدو.

من جهته، قال المختص في الشؤون الأمنية، سائد حسونة: إن "الاحتلال شكّل جبهة مجازية حيث لاحظنا حرباً إعلامية منظمة ضد المقاومة بهدف فصلها عن حاضنتها الشعبية في العدوان الأخير الذي بدأ عصر الجمعة (5-8-2022) عند استهدافه قائد المنطقة الشمالية تيسير الجعبري".

وخلف العدوان الأخيرة على قطاع غزة –بحسب وزارة الصحة بغزة- 49 شهيدًا من بينهم 17 طفلاً و4 سيدات و360 إصابة بجراح مختلفة، فيما دمر الطيران الحربي عشرات المنازل.

حرب بدأت قبل اسبوعين

وأضاف حسونة، أن الحرب الإعلامية لم تبدأ مع العدوان الذي بدأ عصر الجمعة (5-8-2022) بل بدأت فعلياً قبل أسبوعين عندما ادعى الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي في مقطع فيديو أن مواقع صواريخ المقاومة تكمن بين المدنيين، لاستهدافها لاحقًا".

وأوضح حسونة، وهو مختص أيضًا في الإعلام الاجتماعي، أن الاحتلال شن بالتزامن مع عمليته العسكرية حملة شائعات كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاستهداف وحدة المقاومة، عبر الاستفراد في استهداف عناصر وقيادات الجهاد الإسلامي.

وبيّن أن وسائل الإعلام الإسرائيلية كافة استخدمت خلال العدوان تصريحات مزيّفة ومفخخة مستفيدة من عنصر التناقل والانتشار السريع على التواصل الاجتماعي، بهدف صناعة الشرخ بين صفوف المقاومة، لكنه فشل في ذلك.

محاربة المحتوى

وأشار إلى أن شركات ومواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية مارست عدوانًا رقميًا في محاربة المحتوى الفلسطيني دون المساس بالمحتوى "الإسرائيلي" المحرض على القتل والدمار. وبهذا تكون هذه الشركات متواطئة مع الاحتلال بمحاربة الشعب الفلسطيني وروايته.

وذكر حسونة، أن الجهات الفلسطينية المعنية عملت على نشر التوصيات والتعليمات للمواطن والناشط  الفلسطيني على التواصل الاجتماعي، حول كيفية استقبال الأخبار وكيفية التعامل معها بالإضافة إلى دحض ادعاءات الاحتلال المفبركة، وكشف وفضح جرائمه.

وشهدت تلك المواقع، تفاعلاً كبيرًا من الفلسطينيين طيلة أيام العدوان، في نشر صور لمجازر اقترفتها طائرات الاحتلال ضد المدنيين والأطفال رغم مخاطر الحضر والتقييد، وفق المختص في الإعلام الاجتماعي، حسونة.

كلمات دلالية