مخطط استيطاني جديد يستهدف أراضي "الفارسية"

الساعة 07:03 م|11 أغسطس 2022

فلسطين اليوم

كشف ممثل قرية "الفارسية"، لؤي أبو محسن، عن ملامح وخطوات متسارعة للاحتلال تؤكد وجود مخطط إسرائيلي جديد، لتعزيز ودعم الاستيطان في الأغوار الشمالية ضمن مساعيه لطرد سكانها والتطهير العرقي ونهب وسرقة المزيد من الأراضي والمساحات خاصة في قرية الفارسية.

وذكر أبو محسن في حديث لـ "القدس" دوت كوم، أن لجنة الاستيطان الإسرائيلية، تقوم منذ أكثر من شهر بالتضييق على المواطنين في القرية، إضافة إلى تجريف الجبال المحيطة بها، والأخطر، نصب لافتة كتب عليها مشروع "إقامة وإنشاء جامعة" للمستوطنين"، إضافة إلى مرافق حيوية مثل المتنزهات ومناطق ترفيهية لهم.

ولم يتوقف الاحتلال عن استهداف أراضي سلة فلسطين الغذائية، وبدعم كامل من الحكومة، يوفر الجيش الإسرائيلي كل الدعم للمستوطنين، وبحسب أبو محسن، باشرت جرافات الاحتلال، بتجريف وتدمير معالم الجبال العالية والقريبة من الفارسية، ونقل الأتربة إلى مناطق سكنية يقطنها الأهالي وقريبة من أماكن سكناهم.

ويعبر أهالي الفارسية على لسان ممثلهم، عن قلقهم الشديد من الخطوات والإجراءات المتسارعة من الاحتلال والتي شملت مؤخرًا، مصادرة الجبال المحيطة لإقامة منشأتهم، فيما حرم الاحتلال المزارعون من الوصول إلى أراضيهم الزراعية أو الاقتراب منها، موضحًا أنه قام بنشر الآليات العسكرية في المنطقة والتي أغلقت الطريق أمام المزارعين للوصول لأراضيهم، مشيرًا إلى أن الاحتلال منذ شهر صادر المركبات والجرارات الزراعية وصهاريج المياه واحتجزها لمدة شهر كامل.

ويرى أبو محسن، أن الفارسية تعتبر قرية منكوبة ومهمشة، ويقول "لا أحد يسال عنها، فالمزارع يعيش مشاعر الخوف والقلق من التوجه إلى أرضه بسبب اعتداءات المستوطنين والجيش الإسرائيلي الذي يتجول في المنطقة ولا يغادرها.

ويضيف: بعد معاناة مريرة، وفرض غرامات باهظة، أعاد الاحتلال الآليات والمركبات التي صادرها، ولكنه فرض قرار وقف تنفيذ على عمل هذه المركبات لمنع استخدامها وهذه الخطوة أكبر خطر يواجهها الأهالي، كونهم يعتمدون في حياتهم الزراعية والمعيشية على هذه المركبات والجرارات الزراعية وصهاريج المياه.

وتابع: جميع هذه المعدات متوقفة تماما عن العمل حتى إشعار آخر، وإذا رصد الاحتلال عمل إحداها، فإنه لا يتأخر عن مصادرتها فورًا، وقد جرى ابلاغنا بهذه القرارات التي تعتبر جزء من تضييق الخناق علينا وتدمير مقومات معيشتنا كون هذه الآليات هي المساعد الوحيد لنا في عيشنا ورزقنا.

يفيد ممثل القرية أبو محسن، أن عدد سكان الفارسية 300 فردًا، ويعيشون حياة بدائية صعبة وشاقة، ويعتمدون في مقومات معيشتهم على الأراضي الزراعية وتربية المواشي وصناعة الألبان والأجبان والتي يتم تسويقها إلى محافظة طوباس.

وذكر، أن العائلات تعيش في خيام لأن الاحتلال يمنعهم من البناء ولا يسمح لهم بالإعمار، كذلك، تستخدم البركسات والحظائر لرعاية وتربية الماشية، وما زالت النساء تطهو على الحطب، بينما تشترى المياه من منطقة عين البيضاء، وهناك صعوبة جدًا لنقلها، اضافة لتكاليفها المرهقة للعائلات.

رغم كل هجمات الاحتلال، فإن المجلس يشجع الأهالي على الصمود والثبات والتوجه لأراضيهم، لكن ما زالت تسيطر مشاعر الخوف والقلق لديهم، ويقول أبو محسن: "كيف يمكن للمزارعين دخول أراضيهم دون جرارات زراعية ومعداتهم الخاصة بهم والتي تساعدهم على الزراعة، إضافة لقيام الاحتلال بمحاصرتهم وملاحقتهم وفرض غرامات مالية باهظة ييعليهم تصل إلى عشرة آلاف شيكل .. المزارع يكافح ويصبر ويتحمل الكثير من أجل الموسم الزراعي، لكن الاحتلال له بالمرصاد، تارةً يمنع المياه وأخرى يصادر الجرارات التي لا يمكن اعادتها قبل دفع غرامة، وهذه انتكاسة كبيرة وخسارة فادحة لا يمكن تعويضها".

يؤكد أبو محسن، إصرار الأهالي على الصمود والثبات لإفشال مخطط الاحتلال لطردهم ومصادرة أراضيهم وتوسيع حدود مستوطناته، ويقول: "نعيش تحت الضغط والرعب كون قريتنا منكوبة، نتحدى الحياة الصعبة والضغوط والتضييق من قبل الاحتلال، لكننا نعيش حياة خوف على أسرنا وأولادنا في كل لحظة .. سنبقى صامدون ومرابطين ومدافعين عن أرضنا، لكن أين المؤسسات والجهات المعنية؟".

 

كلمات دلالية