الشهيد ضياء.. كان الموت أسرع فخطفه قبل أن يصبح عريساً تاركاً خلفة إرثه الوحيد!

الساعة 05:25 م|08 أغسطس 2022

فلسطين اليوم

في تمام الساعة التاسعة والربع صباح يوم الأحد ثالث أيام عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ارتكب جيش الاحتلال جريمة إنسانية مدوية بقصف طائراته منزلاً سكنيًا في مخيم جباليا بالمحافظة الشمالية بدون سابق انذار راح ضحيتها شابين، إحدهما الشاب ضياء البرعي، صاحب بسطة بيع "البطيخ والشمام".

خبر نبأ استشهاد الشاب ضياء (32 عاما) وهو يجلس أمام بسطته المتواضعة بالقرب من منزله الكائن في مخيم جباليا لم يكن سهلاً على أفراد عائلته حيث كانت والدته المسنة تنوي زواجه، إلا أن الصاروخ الإسرائيلي خطف منها حلمها وترك في قلبها جرحًا نازفًا.

وبحسب وزارة الصحة بغزة، فإن العدوان الإسرائيلي خلف، 44 شهيدًا من بينهم 15 طفل و4 سيدات وإصابة 360 مواطنًا بجراح مختلفة، وتدمير عشرات المنازل للمواطنين منهم استهداف برج سكني جراء القصف المباشر لها بالصواريخ الثقيلة.

وبلغ عدد المنازل المدمرة خلال هذا العدوان –بحسب وزارة الاشغال والإسكان العامة- 18 وحدة سكنية مدمرة كليًا و71 جزئيًا.

وفي هذه الغارة الجوية الإسرائيلية، دمر الصاروخ منزلاً مكون من خمسة غرف يعود لعائلة أبو جاسر كليًا وأصيب معظم أفراد الأسرة بجروح مختلفة بينهم فتاة فقعت عينها اليسرى، بالإضافة إلى أضرار جسيمة لحقت في المنازل المتلاصقة، فيما تناثرت الشظايا والركام لعشرات الأمتار في الشوارع.

وبعد أن نقلت سيارة الإسعاف التي جاءت إلى مكان الاستهداف القريب من مستشفى اليمني السعدي جثمان ضياء، انهارت والدته من البكاء أمام بسطته المدمرة كليًا بفعل الشظايا وتحولت إلى كومة ركام مغبرة، وقالت: "حبيبي ياما، بقيت بدي اخطبلك وأجوزك ياما".

ويقول زهير البرعي، والد الشهيد ضياء: إن "ضياء لم يشكل خطرًا أمنيًا على الاحتلال، وكان يجلس أمام بسطته يسترزق منها لحظة الاستهداف"، متسائلاً: لماذا تم استهدافه؟.

ويضيف لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن "شقيقه الأصغر أصيب في الغارة بجروح طفيفة بالقدم".


ويجلس والد الشهيد أمام بيته بحسرة على فراق فلذة كبده بعد تشييع جثمانه في مقبرة الفالوجا، فيما أخذ أبناؤه الثلاثة بإزالة الدمار الذي خلفه القصف في منزلهم، حيث تعرض لإضرار جسيمة نجم عنه تحطم زجاج المنافذ والأبواب وتطاير ألواح الزينكو والجدران.

ويطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والانسانية بحماية المدنيين الفلسطينيين من الجرائم الإسرائيلية التي يعاقب عليها القانون الدولي ويحاسب مرتكبيها.

الشاب ضياء، يعد أحد جرحى مسيرات العودة التي انطلقت عام 2018 شرقي محافظات قطاع غزة الخمس، وتعرض للإصابة في القدمين إثر رصاصة متفجرة أطلقها صوبه جندي "إسرائيلي"، واجرى بعدها نحو ستة عمليات جراحية في الخارج.

297817193_1377902685950496_7611060517626584907_n.jpg

ودخل اتفاق لوقف إطلاق النار توصّلت إليه بوساطة مصرية إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، حيّز التنفيذ، في الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء أمس.

وشن جيش الاحتلال أربعة عمليات عسكرية واسعة على قطاع غزة في الأعوام (2008، 2012، 2014، 2021) واستخدم فيها أسلحة ثقيلة ومحرمة دولية، راح ضحيتها آلاف الشهداء مئات آلاف الجرحى، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية المتهالكة عمدًا، وخلفت معاناة إنسانية صعبة بين السكان.

ويواصل الاحتلال تطبيق حصاره  على القطاع جوا وبرا وبحرا منذ عام 2007م، ويحرم أكثر من مليوني مواطن من أبسط حقوقه ويمنعهم من السفر بأريحية تامة عبر المعابر والمنافذ إلى الخارج، وكل ذلك أمام مرأى العالم الذي لم يحرك ساكنًا اتجاه سياسة العقاب الجماعي.

من جهته، قال المحلل السياسي، محمد عبده، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن "حكومة إسرائيل ترتكب أبشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني مع اقتراب كل موعد انتخابات"، إذ من المقرر أن تجري "إسرائيل" انتخاباتها الـ25 في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بعد أن صادق الكنيست على حل حكومة نفتالي بينت.

296774935_1377902802617151_8319108771776553000_n.jpg

11.jpg

 

كلمات دلالية