محمد الفارس يكتب :"ملحمة بطولية بكل معنى الكلمة"

الساعة 04:42 م|07 أغسطس 2022

فلسطين اليوم

فقط في رشقة الصواريخ الأخيرة قبل دقائق وحسب إعلان العدو فإن ربع سكان الكيان الصهيوني دخلوا إلى الملاجئ.

لليوم الثالث على التوالي والصواريخ تنهمر على المستوطنات وكأن المعركة بدأت للتو، تنطلق من كافة قطاع غزة دونما توقف، لليوم الثالث وسرايا القدس تسطّر ملحمة بطولية في الاشتباك وفي قيادة الميدان وفي الاتصال والتواصل.

إن استشهاد القادة والجند أمر وارد في كل المعارك وهذا ليس جديداً، كونهم يتحركون في الميدان ويصدرون الأوامر ومن فوقهم أقوى تكنولوجيا عسكرية عرفها الشرق الأوسط، لكنهم ورغم ذلك أخذوا على عاتقهم قتال العدو وتكبيده الخسائر التي هو كعادته لا يعلن عنها خلال المعركة، لكن بعد انتهاء المعركة تابعوا الإعلام العبري جيدا واقرؤوا لمحلليه العسكريين ماذا سيقولون، إن العدو الصهيوني معروف عنه أنه يتكتم عن خسائره كي يحافظ على معنويات مستوطنيه وأيضا حتى لا يعطي قوة دفع إضافية لمعنويات رجال المقاومة، لكن رجال المقاومة يدركون هذه الحقيقة ومعنوياتهم على الدوام عالية كونهم على الحق ويقاتلون عدوا حقيقياً، والأهم من ذلك هو أن سرايا القدس ومن يقاتل معها من فصائل المقاومة لايزالون يمطرون مستوطنات العدو بالقذائف والصواريخ، ولازالت الكثير من المستوطنات فارغة وكذلك كبرى المدن المحتلة، الميدان الآن يحتمل كل شيئ، فالعدو لايزال يستخدم الخداع لكن المقاومة منتبهة، لازال العدو يلعب بالوسطاء كما لعبة الشطرنج ويستخدمهم في تمرير ألاعيبه، لكن المقاومة منتبهة.
عبر تاريخ الجهاد الإسلامي ارتقى الكثير من القادة وعلى رأسهم امينها العام، لكنها وبعد كل ارتقاء لقائد تزداد الحركة قوة وصلابة وتزداد ثقة الجماهير بها.
إن العدو هو الذي بدأ العدوان والجهاد الإسلامي التزمت بالرد على عدوانه كما التزمت سابقا بالرد على اغتيال قائد القسام وكذلك امين عام لجان المقاومة.
في كل معركة عبر التاريخ الاسلامي وعبر تاريخ حركات التحرر في العالم تجد فيها المقاتل والمثبط والخائف والشجاع والوفي والحريص، كل هؤلاء موجودون في كل المعارك، لكن من يتحكم في الميدان هو الذي يوجه الرأي العام وليس من يثرثر هنا أو هناك، من يتحكم هو المقاتل واداءه وصموده على الأرض، والحمد لله أن أداء مقاتلوا سرايا القدس لا يزال رشيقا كما بدأت المعركة، بل هي لم تستخدم بعد كامل قوتها كما صرح اليوم ناطقها المجاهد أبو حمزة.
يبقى دور النخب والمثقفين بالحفاظ على الجبهة الداخلية مستقرة دونما انجرار نحو ما يريده العدو، دوما يسعى العدو إلى الفتّ في عضد المقاومة واشغالها فيما يؤذيها وما لا يؤذيه هو، فلا يجب اعطاؤه هذه الفرصة بتاتا.

المطلوب الآن هو التضرع لله والدعاء للمجاهدين الذين هم أبناؤكم وآباؤكم واخوانكم بأن يحفظهم الله وأن يسدد رماياتهم، وفي النهاية الميدان يحتمل كل شيئ وأي حدث مقبل سيغير في مسار المعركة.

نسأل الله الثبات ?

كلمات دلالية