دعاية انتخابية لـ "لابيد وغانتس"

مختصون: الاحتلال بدأ عدوانه على غزة وللمقاومة كلمة الفصل في إنهائه

الساعة 01:54 م|07 أغسطس 2022

فلسطين اليوم

يتواصل العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، مخلفاً 31 شهيداً بينهم 6 أطفال، وإصابة 215 مواطناً آخرين، بينهم 96 طفلا و30 سيدة و12 مسناً، إضافة إلى تدمير وتضرر مئات الشقق السكنية والممتلكات الخاصة والعامة، وأراضٍ زراعية.

محللون سياسيون وخبراء في الشأن "الإسرائيلي"، يرون أن العدوان على قطاع غزة، هو بمثابة داعية انتخابية لرئيس حكومة الاحتلال "يائير لابيد"، ووزير جيشه "بيني غانتس"، تحضيراً لخوض الانتخابات المقبلة، والفوز بها على حساب دماء الشهداء والجرحى والدمار الذي خلفته الطائرات الحربية في القطاع.

ويرى الخبراء، أن عدوان الاحتلال على غزة لا ينفصل عن التحضير لانتخابات الكنيست المنوي إجراءها في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني، خاصة أن رئيس وزراء الاحتلال، يائير لابيد، لا يملك أي سجل أمني أو عسكري يستند إليه في برنامجه القادم.

ورجّح الخبراء، أن استمرار العدوان على غزة، وإطالة أمده، مرتبطان بالتطورات الميدانية على الأرض، وبالمفاجآت التي قد تحدث من طرف المقاومة أو الاحتلال.

المختص في الشأن "الإسرائيلي" حسن لافي قال: إنه "لا يمكن فصل العدوان الحالي بعيدًا عن الدعاية الانتخابية، حيث إن لابيد يسعى لإقناع الإسرائيليين بأنه الأكفأ لقيادتهم".

وأشار لافي إلى أن ذلك يأتي في ضوء انعدام التاريخ العسكري للابيد، وعدم توليه منصبًا أمنيًا من قبل، "لذلك فهو يريد إثبات نفسه من خلال هذه العملية".

ونوه إلى أن الاحتلال شعر أن هناك "فشلاً ذريعًا في معركة سيف القدس (عدوان الاحتلال على غزة عام 2021)، لذلك أراد ترميم قوة الردع "الإسرائيلية"، ولكنه لم يستطع تحقيق شيء حتى الآن، غير الخروج بصورة اغتيال القياديين في سرايا القدس تيسير الجعبري، وخالد منصور.

وأضاف أن "(إسرائيل) تحاول تقصير زمن المعركة، حتى تحافظ على هذه الصورة الوهمية باغتيال الجعبري، وكلما طال أمدها ستنقلب الأمور عليها، وسيخسر لابيد هذه الفرصة التي أرادها للفوز بالانتخابات المقبلة".

وتابع لافي: "إنهاء هذه العملية ليس مرتبطًا بـ(إسرائيل) وحدها، فهناك كلمة عليا للمقاومة، التي يتسم أداؤها بالرزانة، فهي تدرك ماذا تفعل، إذ أنها تنتهج سياسة النفس الطويل، وبالتالي فإن توقيت المعركة ليس بيد (إسرائيل)؛ فالكلمة الفصل للمقاومة".

من جهته؛ قال المتابع للإعلام "الإسرائيلي"، مؤمن مقداد، إن "هذه العملية ستستمر أسبوعًا - على الأقل - وفق ما يشير إليه المنظور الحالي، ما لم يحدث أي تطور ميداني جديد، فالاحتلال يرفض أي وساطات، ولا يريد التعامل معها".

ويرى مقداد، أن الاحتلال "لا يستطيع تحديد موعد نهاية العملية لوحده"، مشيرًا إلى أن "استمرار العدوان أو توقّفه مرتبط بأمرين، الأول هو أن المقاومة قد تكون لها الكلمة الأخيرة، والثاني دخول غرفة العمليات المشتركة لدائرة العمل بشكل أوسع، أو باستهداف نوعي، يغير مسار المعركة، ويجعلها تستمر لفترة أطول".

وأضاف، أن الضغط الذي يعيشه المستوطنون "سيؤثر على قيادة الجيش لإنهاء المعركة، فقد فُرضت إغلاقات على مستوطني الغلاف، فيما هرب بعضهم باتجاه الجليل والقدس، وهذا في نظرهم أمر لا يطاق".

وأردف: "كما أن الملاجئ فُتحت في كافة المدن المحتلة، وتعطلت الحياة"، مشيرًا إلى أن "استمرار العملية لوقت أطول يؤثر على ثقة المستوطنين بالحكومة، وقد ينقلبون عليها".

وقال مقداد: إن جيش الاحتلال يسوق فكرة أن "الجهاد الإسلامي" هي هدف العدوان، في محاولة لإحداث التفرقة بين الفصائل، وإرسال رسالة للناس بأن حركة "حماس" تم تحييدها من المعركة، وأنها تعمل كوسيط للتهدئة لا أكثر.

وأضاف أن الاحتلال "يخشى من دخول (حماس) في هذه المعركة، فهو لم يضمد جراحه من عملية سيف القدس، ومواجهته لفصيل واحد ليست كمواجهته الفصائل كلها".

وقال موقع واللا" العبري إن رئيس الشاباك، رونان بار، دعا خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر السبت، "للعمل على إنهاء العملية العسكرية في غزة، قبل أن تحدث أخطاء تورط (إسرائيل) في عملية أوسع".

كلمات دلالية