تقرير المتفوقون في الثانوية العامة يصطدمون بواقع مرير يفرضه سوء الأوضاع الاقتصادية

الساعة 10:21 م|04 أغسطس 2022

فلسطين اليوم- غزة

هدأ ضجيج الثانوية العامة، و انتهت التهاني و التبريكات، و بدأت معاناة جديدة يواجهها الآلاف من المتفوقين الذين حصلوا على معدلات عالية في الثانوية العامة، و لكنهم اصطدموا بعد هذا التفوق بواقع مرير يفرضه سوء الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة.

أي عجز يقف فيه الآباء في هذه الأيام أمام أبنائهم الطلبة المتفوقين، الذين تعبوا و تحملوا عناء الدراسة و اجتهدوا حتى حصدوا نتائج هذا التعب، و حصلوا على معدلات مرتفعة، لكي يرفعوا رؤوس ذويهم عالياً، ليجدوا ابائهم مطأطئي الرؤوس بسبب قلة حيلتهم، و عدم مقدرتهم على توفير ثمن مقعد دراسي في الجامعة يليق بهذا الإنجاز الذي حققه أبنائهم..!!!

الكثير الكثير من قصص القهر و الحرمان كشفتها نتائج الثانوية العامة 2022، القليل القليل منها ما ظهر على وسائل الاعلام، و حصل على بعض المساعدات، و بقي الكم الأكبر عزت عليه نفسه و اختار أن يكتم قهره في بيته حفاظاً على كرامته.

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" في هذا التقرير ترصد الكثير من الحالات التي لم تتصدر الى وسائل الاعلام، و مواقع التواصل الاجتماعي، لتضع قضية تعليم الطلبة المتفوقين أمام كل مسؤول و كل من يهمه الأمر لإيجاد حل جذري يوقف معاناة المتفوقين السنوية، و التي تدفعهم في معظم المواقف لترك البلاد و الهرب الى الخارج بحثاً عن مستقبل آمن لهم.

(ح.ش)، أحد طلبة الثانوية العامة المتفوقين، و حصل على معدل 98.3 في الفرع العلمي، و فضل عدم ذكر اسمه، فهو يطمح لدراسة الطب البشري، يقول: "اجتهدت و سهرت الليالي كي أصل الى هذا التفوق، الذي كنت اراه وسيلة لي لكي أصبح طبيباً، لكن الظروف الاقتصادية للعائلة صعبة للغاية، فأسرتي تتكون من 9 أفراد نسكن في بيت بالإيجار، لي من الأخوات خمسة اثنتان منهن في الجامعات المحلية، و شقيقي الأكبر يدرس في كلية الطب بجامعات مصر على نفقة أهل الخير".

و يضيف: "حتى الآن لم أسجل في الجامعة لأنني لن أحصل على منحة دراسية في كلية الطب في قطاع غزة، و إن لم يحالفني الحظ في منحة خارجية فإن حلمي هذا سيتكسر أمام الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها العائلة".

و طالب الطالب (ش) الجهات المسؤولة للبحث عن حل جذري لهذه المعاناة المستمرة للطلبة المتفوقين في كل عام، داعياً لإيجاد جامعة وطنية حكومية تقدم التعليم للطلبة المتفوقين في مختلف التخصصات التي يرغبونها بشكل مجاني، أو حتى برسوم رمزية.

حال الطالبة هدى، لا يختلف عن حال الطالب (ش)، فهدى التي حصلت على معدل 97.6 في الفرع العلمي، لها طموح مختلف، و هو دراسة الهندسة الوراثية في الخارج، الا أن ظروف أسرتها الاقتصادية تحول دون ذلك، لا سيما ان التخصص غير متوفر في الجامعات المحلية و يحتاج لمبالغ مالية كبيرة للدراسة في الخارج.

تقول هدى: "أنا البنت الوسطى في اخوتي، الوالد مريض و نعيش في منزلنا المتواضع، و ليس لنا مصدر دخل سوى شيكات الشؤون الاجتماعية، و مساعدات نتلقاها من بعض الجمعيات الخيرية في قطاع غزة".

من جهته تحدث أحمد حسن والد الطالبة أسيل، و حاصلة على معدل 91% في الفرع الأدبي قائلاً: "لدي 4 بنات كلهن في الجامعات، و قد لا أتمكن من ارسال أسيل الى الجامعة، مشيراً الى أن المشكلة لا تكمن في الرسوم الدراسية فقط، بل في المصاريف اليومية و الكتب الجامعية غيرها من تكاليف الدراسة.

و أوضح أنه ليس لديه عمل، و بالكاد يستطيع توفير قوت يوم أسرته المكونة من 8 أفراد، من خلال عمله في تنظيف المحال التجارية في احد أسواق القطاع.

و تحدث عن واقع التعليم الصعب في الجامعات الفلسطينية، مشيراً الى أن الجامعات الموجودة جامعات تجارية، و لا يهمها سوى مصالحها، ذلك ما يدفع الكثير من الطلبة لتأجيل دراستهم أو توقفهم عن الدراسة بشكل كامل.

و أعلنت وزارة التربية والتعليم، صباح السبت الماضي، نتائج الثانوية العامة – توجيهي فلسطين 2022، مؤكدة أن نسبة النجاح بلغت هذا العام 68.12 موزعة على الفروع كافة.

و بلغ عدد المتقدمين في جميع الفروع بلغ (85302) طالب/وطالبة مشترك، وكان عدد الناجحين منهم 58107، بنسبة بلغت (68.12%)، موزعين على كل الفروع.

 

 

 

كلمات دلالية