يريدون ليطفئوا نور الجهاد الإسلامي.. بقلم د. شريف الحلبي

الساعة 05:14 م|02 أغسطس 2022

فلسطين اليوم

وسط ظلمة الجمود والتخبط الذي أصاب المشروع الوطني الفلسطيني منذ سنواتٍ عديدة ٍ فلا نحن في "تحرّر وطني" ولا نحن "نبني الدولة" يبزغ نور الجهاد الإسلامي مجدّداً ليضيء على المفردات والمرتكزات ذاتها التي أضاء عليها مطلع الثمانينات، عندما كانت فجوة مظلمة تثقب برنامج الإسلاميين بإبقاء نصوص حيوية في الإسلام حبيسة أرفف المكتبات وعدم ممارستها أو تفعيلها في القضايا الحيوية والاكتفاء بترتيلها وتجويدها وفي مقدّمها ذروة سنام الإسلام "الجهاد في سبيل الله"، وفجوة أخرى أكثر ظُلمة تخرق برنامج الوطنيين والقوميين بتحييد الإسلام كمرجعية وأرضية ومنطلق، فكان الحل في مشروع الجهاد الإسلامي الذي ردم هذه الفجوات بعبقرية فريدة، وانطلق في مشروعٍ ذاتيٍّ مستقلٍ واضح المعالم والمبادئ يعالج هذه الثقوب، فانطلقت السفينة وهي تُخلّد باسمها ما عالجته من فجوات "الجهاد" و "الإسلام" في بحرٍ لُجّيٍّ من الأزمات والنكبات والانتكاسات التي تضرب القضية الفلسطينية والمنطقة، وعلى الرغم من شدّة رياح المؤامرات والاغتيالات والاعتقالات والإبعاد والتهديدات وباطل الاتهامات التي أرادت أن تقلب هذه السفينة لتُغرق ما فيها ومن فيها،  وعلى الرغم من محاولات تعكير صفو المياه التي تبحر فيها سفينة "الجهاد الإسلامي" والألغام البحرية شديدة الانفجار التي تعترض طريقها، إلّا أنها تواصل المسير أكثر اتزاناً وقوةً ببركة الله وحكمة قيادتها وتضحيات وإيمان ووعي مجاهديها ودقة توجيهها نحو مرساها، ولأنها ظلماتٍ بعضها فوق بعض تضرب المنطقة ظلمة موجة التطبيع التي تُضاف إلى ظلمة جمود المشروع الوطني الفلسطيني، ويزيد حلكة الظلام مشروع ترويض غزة عبر العناوين الإنسانية ومشروع الضم في الضفة الغربية ومشروع أسرلة الداخل المحتل، مشاريع هدفها واحد وهو إطلاق رصاصات الموت على ما تبقى من روح في القضية الفلسطينية وتسييد "إسرائيل" في المنطقة، والذي يقود هذه المشاريع هي رأس الشر في العالم "أمريكا" ويتم لأجل تحقيق هذه المشاريع تسخير ماكنات الإعلام وصناعة الرأي وماكنات البترودولار.


وكالعادة يشرق نور الجهاد الإسلامي ليكون نواة تبديد هذه الظلمات وإعادة تصويب مسار المشروع الوطني الفلسطيني، وفي هذه المرة يشرق وهو يختزل طاقة تزيد عن الثمانية قرون من جنين حيث ثورة القسام في أحراش يعبد، نور الجهاد الإسلامي الذي أشرق من فوهات بنادق أبطال كتيبة جنين أصابهم بالعمى من شدّته، لأنه مُركَّز ومُكثَّف، وكتائبه المنتشرة في جنين ونابلس والخليل وغيرها تتقن فن إيذاء من سرق الأرض وهتك العرض ودنّس المقدسات وقتل الآمنين وأعدم الحرائر وسجن الأحرار، مجاهدون استثنائيون على درب قادتهم نعمان طحاينة ومحمود طوالبة ولؤي السعدي استمدوا عزمهم من مصباح الصوري ومحمود الخواجا ومقلد حميد وبشير الدبش وبهاء أبو العطا وجميل العموري، وانطلقوا على أرضية فكرية صلبة تشكّلت في أواخر السبعينات ودخلت حيز التنفيذ دون تغييرٍ أو تبديلٍ أو براجماتية منذ مطلع الثمانينات حتى وقتنا هذا، فكان جهادهم علامة فارقة في مرحلة شديدة الحساسية، كما كان تأسيس وانطلاقة الحركة علامة فارقة في التاريخ النضالي الفلسطيني.


أمام هذا الإيمان الصادق والوعي الكبير والثورة الملتهبة التي تقودها سرايا القدس في الضفة الغربية كامتداد لما هي عليه في غزة والخارج وتخطط لتحرق كل المؤامرات الصهيوامريكية في المنطقة، قرّر العدو وأدواته أن يطفئوا هذا النور "نور الجهاد الإسلامي في الضفة" بالاغتيالات والاعتقالات والمطاردات كما فعلوا من قبل وفشلوا مع الحركة منذ البدايات وفي السور الواقي وفي حروب غزة، يستخدموا في الضفة ضد الحركة كل سلاح وكل وسيلة وكل حيلة ووظّفوا كل اللغات العبرية والعربية والانجليزية، حاولوا أن يشوّهوا بيئة العمل، وبث اليأس في نفوس الحاضنة الشعبية، وها هم يحاولون النيل من راس الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية الرمز الوطني الكبير الشيخ المجاهد "بسام السعدي" ظانين أن الجهاد الإسلامي سيرفع الراية البيضاء أو سينكسر ويتراجع ويتلاشى نوره، لكنهم عبثاً يحاولون، فنور الجهاد الإسلامي لن ينطفئ لأنه مستمدٌ من نور الله، فهو يقاتل من اجل فلسطين وهي آية من كتاب الله، يقاتل من اجل الأقصى وهو مسرى رسول الله، يقاتل بفريضة الجهاد وهي ذرة سنام دين الله، يدعو إلى الوحدة وهي أمرٌ من الله "واعتصموا بحبل الله". 


إن الجهاد الإسلامي هو قدر الله لفلسطين والأمة، وهو نورٌ من الله يبدّد به ظلمات حرف المسار والتطبيع والتهويد وفقدان البوصلة، ويأبى الله إلّا ان يتم نوره بالنصر والتحرير إن شاء الله.

كلمات دلالية