ما الذي أجبر "إسرائيل" على نشر صور الشيخ بسام السعدي خلال التحقيق معه ؟

الساعة 10:56 ص|02 أغسطس 2022

فلسطين اليوم

شكلت تهديدات سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بعد اعتقال القيادي في الحركة الشيخ بسام السعدي من منزله في مخيم جنين وتردد أنباء إصابته، وفي ساعات الليل المتأخرة حالة من الرعب للاحتلال "للاسرائيلي" مما دفعه لنشر صورة للشيخ بسام توضح أنه بصحة جيدة ومعافى.

صباح اليوم الباكر نشر الإعلام العبري خبر يقول "إسرائيل" ترسل لمصر صورة جديدة من غرفة استجواب الشيخ بسام السعدي زعيم حركة الجهاد الإسلامي في جنين وتبلغ "إسرائيل" مصر أن بخير الشيخ السعدي بخير ، وستعطي غزة المزيد من المواد من أجل الحفاظ على الهدوء في الجنوب ، على حد زعمهم مع صورة توضح أن القيادي السعدي بصحة جيدة أيضا".

تهديدات السرايا

هذا الرعب الذي أصاب دولة الاحتلال جاء بعد تهديدات لسرايا القدس " أعلنت فيه الاستنفار ورفع الجاهزية لدى مجاهديها، والوحدات القتالية العاملة ؛تلبيةً لنداء الواجب أمام العدوان الغادر الذي تعرض له القيادي الكبير الشيخ بسام السعدي وعائلته قبل قليل في جنين".

وقال الناطق الرسمي باسم السرايا:" الاستنفار العام لقواتنا ومجاهدينا في كافة الأراضي الفلسطينية، ونحذر الاحتلال من المساس بحياة القائد الكبير الشيخ بسام السعدي، ونحن جاهزون للرد على العدوان بقوة إذا لم يتوقف".

خطوة ضمن الحسابات الخاصة

بالرغم من أنها المرة الأولى التي ينشر فيها الاحتلال صوراً لمعتقل أثناء التحقيق معه، إلا أن محلل الشؤون "الإسرائيلية" عصمت منصور يرى أن هذه الخطوة تأتي ضمن الحسابات الخاصة التي تضعها سلطات الاحتلال بالتعامل مع حركة الجهاد الإسلامي وكوادرها.

فبعد التهديد من قبل سرايا القدس في القطاع وكتيبة جنين في الضفة بالرد على أي ضرر يلحق القيادي في الحركة الشيخ بسام السعدي، بعد اعتقاله من منزله في جنين أمس، كان لا بد من ردة فعل "إسرائيلية"، وفقا لمنصور.

وقال منصور:” واضح أن هناك خوف من ردة فعل حركة الجهاد الإسلامي وربط الموضوع مع وضع غزة الصعب وإمكانية التصعيد، وأن تكون هذه شرارة لتصعيد جديد”.

وتابع : "بالإضافة إلى تخوف إضافي لدى الاحتلال من ردة فعل كتيبة جنين، الامتداد لسرايا القدس، فهذه الكتيبة أصبحت تشكل تهديداً جدي "لإسرائيل" بعد أن  تنامت قوتها في الضفة وانتقال عملها من مخيم جنين إلى نابلس ثم شمال الضفة الغربية بالكامل".

وبحسب منصور فإن اعتقال السعدي، جاء في إطار تكثيف الجهد ضد كتيبة جنين في الضفة الغربية التي باتت تقُلق "إسرائيل"، وتضييق الخناق عليها خوفا أن تتوسع في عملها، فهي حتى الآن تعمل على صد اقتحامات القوات الخاصة للمدن، وتنفيذ عمليات إطلاق نار في المنطقة، ولكن الخشية "الإسرائيلية" أن تتوسع في عملها وتتطور في إطار عمليات في الداخل الإسرائيلي.

ليست المرة الأولى

وشدد منصور : "هذه ليست المرة الأولى التي يتعامل معها الاحتلال مع تهديدات الحركة بشكل مختلف ويحملها على محمل الجد، فالتقديرات "الإسرائيلية" تقول أن الحركة وعناصرها خارج المعادلات الإقليمية والداخلية والحسابات السياسية التي يمكن أن تمنعه من تنفيذ تهديداته، فالخوف من ردة فعل غير متوقعة وغير منسجمة مع كل هذه المعادلات السياسية التي يمكن التعامل معها.

وتابع منصور:" حتى في السجون ومع وجود الهيئات التنظيمية فالحسابات وتقدير الإدارة لردة فعل أسرى الجهاد الإسلامي تكون مختلفة، وهي تعتبر ميزة لدى الجهاد الإسلامي في التعامل مع الاحتلال".

وكانت قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت مخيم جنين مساء أمس واقتحمت منزل الشيخ بسام السعدي واعتقلته مع صهره " أشرف الجدع" وبعد انسحاب قوات الاحتلال تفاجأت عائلته وآثار الدماء في محيط المنزل بعد مهاجمته والاعتداء عليه وعلى كل من تواجد في المنزل، بحسب نجله عز الدين.

وأبلغ عز الدين " فلسطين اليوم" أن قوات الاحتلال التي اقتحمت منزل عائلته تعاملت بوحشية مع من تواجد فيه، وقامت بالاعتداء على والدته وشقيقاته وحتى الأطفال المتواجدين في المنزل بالضرب، نقلت والدته فيما بعد للمستشفى لتلقي العلاج.

وبحسب ما قاله عز الدين فإن العائلة لا تعلم عن مصير الشيخ، وكل الذي تعرفه أنه أصيب خلال الاعتقال ولكنها لا تعلم طبيعة إصابته أو مكانها، خاصة أن اعتقاله ترافق مع إطلاق الرصاص.

الصحافة العبرية حذرت من خطورة هذا الاعتقال لقيادي بحجم السعدي، وغرد الصحافي الإسرائيلي  إلئيور ليفي من يديعوت أحرنوت على صفحته "عندما تقوم إسرائيل باعتقال شخص مثل بسام السعدي قائد الجهاد بالضفة وداخل جنين  وخلال أيام عصيبة ومع وجود قتيل يجب توجيه العيون أيضًا إلى قطاع غزة ،  في إشارة إلى تحرك سرايا القدس للرد من قطاع غزة.

ونشر المتحدث باسم الجيش "الإسرائيلي" أنه وبعد تقييم الوضع بسبب مخاوف من نيران القناصة والصواريخ المضادة من غزة، بعد اعتقال السعدي في الضفة، تم إغلاق الطرق والمحاور على طول المنطقة القريبة من حدود قطاع غزة، بالإضافة إلى ذلك، تقرر إغلاق شاطئ زكيم، ووقف حركة القطارات بين عسقلان وسديروت وإغلاق معبر إيريز أمام حركة العمال"
 

 

كلمات دلالية