احتفالات صاخبة بنتائج التوجيهي.. مظاهر بذخ وعادات دخيلة على شعبنا

الساعة 01:41 م|31 يوليو 2022

فلسطين اليوم

مفرقعات بمبالغ طائلة، وتوزيعات هدايا، وكميات كبيرة من "سدور" الحلوى للمهنئين، وولائم غذاء، هي كانت عناوين الاحتفاء بالناجحين في امتحانات الثانوية العامة في محافظات الوطن أمس السبت، إذ باتت هذه المظاهر الدخيلة تزيد وتنتشر بين أوساط الشعب الفلسطيني عاماً بعد عام، ولا تعبر عن مشاعر الفرح والسعادة التي كان يعبر عنها الشارع الفلسطيني سابقاً، لدرجة أن عدداً من العائلات اضطرت للاستدانة من أجل التظاهر أمام الناس، ومواكبة غيرهم من المحتفلين لأجل المفاخرة والمباهاة فقط.

أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى الدكتور درداح الشاعر، يرى إن ظاهرة البذخ والإسراف المبالغ فيه على العديد من المناسبات، هي أمور دخيلة على الشعب الفلسطيني، إذ لم يكن يحتفل الناس بهذه الأساليب سابقاً، مشيراً إلى أن إطلاق المفرقعات والإسراف في الاحتفال هي ثقافة جديدة لم يعهدها الشعب الفلسطيني من قبل.

وأكد الشاعر في مقابلة خاصة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنّ إطلاق المفرقعات وتوزيع الحلوى بكميات كبيرة، وجلب الهدايا بمبالغ خيالية، هي أساليب ترهق كاهل الإنسان الفلسطيني الذي يُعاني من واقع اقتصادي مرير، مشدداً على أنه لا علاقة للمفرقعات والبذخ بالفرح، أو الشعور بالسعادة، وإنما تعبير عن حالة احتقان نفسي يعيشها من أطلق المفرقعات.

ونوه إلى أن إطلاق المفرقعات تعبر عن الحالة النفسية لمطلقها، ولا علاقة للمُحتفى به بهذه المفرقعات، لافتاً إلى أن انحراف سلوكي في المجتمع الفلسطيني لا يمكن القبول به على الاطلاق؛ لأنه يترتب عليه الكثير من الأضرار والمخاطر.

وقال: "إطلاق المفرقعات ومظاهر البذخ والإسراف الشديد، هو سلوك مظهري يتفاخر به الإنسان الذي يشعر بنقص، أو لا يستطيع تحقيق الإنجاز الذي حققه الناجح، مضيفا: "ذلك السلوك لا يعبر عن أي حالة من حالات الفرح أو السعادة نحو المُحتفى بهم على الإطلاق".

ولفت إلى أن ما يحدث هو شكل من أشكال المظهرية، فكل أسرة تحاول أن تثبت إنها الأغنى والأقوى، والأفضل في الشارع، مستدركا: "لكن ما يحدث هي أساليب ممقوتة وغير صحيحة، لأنّ الدافع وراءها ليس الفرح أو العادات الطيبة الأصيلة التي نرغب بها".

وذكر، أن بعض الأسر لا تمتلك ثمن الحلويات أو الاحتفال، لكنها تلجأ إلى الاستدانة من أجل الاحتفال والتظاهر بالقوة والغنى، فبات هناك ربطا كبيراً من الأسر بين تلك المظاهر الدخيلة والشعور بالسعادة.

وأُطلقت المفرقعات النارية وسط أحياء المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية احتفاء بالناجحين في امتحانات التوجيهي، بينما أبدى العديد من الأهالي، استنكارهم واستيائهم من عمليات إطلاق النار والمفرقعات التي صاحبت احتفالات الطلبة بنتائج الثانوية العامة، كما إن هذه المفرقعات أدت إلى إصابة العديد من الأشخاص.

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية