دماء الشهيد أمجد أبو عليا لا تزال شاهدة

"قرية المغير" إحدى أكبر المناطق المهددة بمخططات الضم.. واعتداءات المستوطنين هي الأعنف

الساعة 08:13 ص|31 يوليو 2022

فلسطين اليوم

خلال تلقيها نبأ استشهاده لم تصدق والدة الفتى " أمجد أبو عليا" ما سمعته، أسرعت إلى المستشفى  الاستشاري في رام الله هي ووالده المصاب بالسرطان ...وقالت بصوت مفجوع "كنا ترجوه أن "يقوم" ليعود معنا إلى البيت، لا نصدق أنه فارق الحياة".

أمجد ابنها الوحيد من الذكور، شارك مع أهالي القرية في المسيرة التي دعت لها القوى الوطنية وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان واللجان الشعبية في قرية المغير شمال شرق مدينة رام الله احتجاجا على اعتداءات المستوطنين على القرية وسكانها.

ومع بداية المسيرة قمع جنود الاحتلال المسيرة بإطلاق قنابل الغاز والرصاص الحي باتجاه المشاركين بتواجد وتحريض من المستوطنين الذين تواجدوا بالعشرات مسلحين برفقة الكلاب الشرسة.

استشهاد "أمجد نشأت أبو عليا" 16 عاما جراء إصابته بالرصاص الحي في الصدر، بينما أصيب آخرون في مواجهة وصفها المشاركون في المسيرة بأنها الأقوى في القرية منذ سنوات.

تقول الصحافية سجى العلمي، إحدى الصحفيات اللواتي تواجدن لتغطية المسيرة:" شهدنا واحدة من أخطر المواجهات في بلدة المغير بعد هجوم المستوطنين برفقة كلاب شرسة ورجال من شرطة الاحتلال وحراسة من المستوطنة المجاورة بحماية قوات الاحتلال".

وقالت العلمي في منشور على حسابها على الفيس بووك:"شهدنا مطاردة المستوطنين للصحفيين والمسعفين والاعتداء علينا ورجمنا بالحجارة وملاحقتنا داخل الأراضي لمسافات طويلة".

وبحسب العلمي فإن المستوطنين وبحماية جنود الاحتلال تجاوزا حدود الشارع الرئيس بعشرات الأمتار إلى داخل البلدة، وأطلقوا الرصاص الحي بشكل كثيف على كل من كان أمامهم".

من جهته قال منسق اللجنة الزراعية في القرية، كاظم الحاج محمد، "الهجمات ليست بالجديدة ولكنها في الفترة الأخيرة هي الأعنف، حيث بدأ المستوطنون  المسلحون بملاحقة أهالي القرية ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم وطردهم منها.

وتابع الحاج محمد:" في الفترة الأخيرة كان هناك حالات احتجاز للمزارعين خلال توجههم لأرضهم من قبل المستوطنين ومنعهم من الاعتناء بها وضربه، وتدمير مزروعاتهم وسرقة ممتلكاتهم".

وتصاعدت الاعتداءات على القرية منذ عام ونصف، عندما أنشأ مجموعة من المستوطنين بؤرة استيطانية داخل معسكر للجيش أقيم على أجزاء من أراضي القرية، وبدأوا بمحاولة السيطرة على أراضي القرية، والتوسع عليها.

هؤلاء المستوطنون هم من قاموا بالاعتداءات على المشاركين بالمسيرة، كما قال الحاج محمد:" هؤلاء المستوطنون هم من قاموا بقمع المسيرة والمشاركين فيها بإطلاق الرصاص الحي ورشق الحجارة".

وبحسب الحج محمد إن خمسة من هؤلاء المستوطنين كانوا مسلحين وفتحوا النار على المتظاهرين بشكل مباشر، وجنود الاحتلال  كانوا متواجدين لحمايتهم فقط.

وتعتبر قرية المغير إحدى أكبر المناطق الفلسطينية المستهدفة بمخططات الضم التي أعلنت عنها سلطات الاحتلال، وهي التي تشكل الحدود الشرقية للأغوار الفلسطينية  المهددة بالكامل بالضم.

 وبحسب مصادر المجلس القروي فإن 90% من أراضي البلدة البالغة 40 ألف دونم، مهددة بالضم، ولن يبق للأهالي سوى الأراضي التي بنيت عليها المنازل التي يسكنون فيها، حيث يمنع بالكامل البناء على الأراضي التي يملكونها.

واستهداف القرية ليس بالجديد، وهي التي كانت من المناطق التي استهدفها مخطط آلون الاستيطاني مع بداية احتلال ما تبقى من فلسطين في العام 1967.

وهذا المخطط هو المخطط الاستيطاني الأول في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس،  تضمن بناء 34 مستوطنة من بينها 12 مستوطنة في مدينة القدس المحتلة، إلى جانب شبكة طرق وبنى تحتية لهذه المستوطنات، كان من بينها الشارع الاستيطاني الذي فصل قرية المغير عن منطقة الأغوار الشمالية، وفتح الطريق للتواجد الاستيطاني الدائم فيها.


 

كلمات دلالية