خبر غزة: مناداة موزعي الغاز تؤذن بانتهاء الأزمة

الساعة 05:53 ص|05 مايو 2009

فلسطين اليوم-غزة

لم يصدق حسن عبد الرازق أذنه بعد أن سمع سيارات تعبئة الغاز تتجـول بالقرب من بيته، مشيرا إلى أنه شعر لأول مرة في حياته بالطرب مع سماع صوت بائع الغاز منادياً عبر مكبر الصوت بنغمته المميزة "غاز غاز".

وقال: كنت أكره في السابق كل أصوات مكبرات الصوت التي تتجول في الشوارع وتيقظ النائمين وخاصة مع ساعات الصبح الأولى، إلا أنني شعرت بسعادة كبيرة هذه المرة ورحت أجمع الأسطوانات الفارغة لأسلمها للوكيل.

وبلغة الفكاهة أكد عبد الرازق (25 عاما) أنه لم يصدق أذنه حتى قال له "أبو مدحت" أحد موزعي الغاز: أعطني يا حسن تسعين شيكلا ثمن أنبوبتي الغاز الممتلئتين، مشيراً إلى أنه حينها تأكد أنه لم يكن يحلم وأن مشكلة الغاز أصبحت على وشك الانتهاء كما أذيع في الحي.

وقال الشاب ممازحاً: مضت سنوات ونحن نعاني من انعدام الغاز ونجري خلف بابور جدتي، ونغلق أنوفنا من رائحة الكاز الأبيض.

وأوضح أبو مدحت أبو غالي (42 عاما) أحد موزعي الغاز أن ابتسامة وفرحة حسن لم تكن الوحيدة مع قدوم الغاز، مشيراً إلى أن العناق والتقبيل والزغاريد والتهاني انهالت عليه مع كل أنبوبة غاز ممتلئة يقدمها.

وأكد باسماً أن ما قابله من حفاوة وتكريم أرجع إليه نشاطه وحيويته التي كاد يفقدها منذ أن قامت إسرائيل بقطع الغاز عن قطاع غزة.

ويعاني قطاع غزة منذ نحو ثلاثة أعوام من حصار خانق شل تفاصيل الحياة، ودفع المواطنين في أحيان كثيرة إلى العـودة للوسائل البدائية وفي مقدمتها بوابير الكاز وأفران الطيـن.

وأكد أبو غالي أن مشكلة الغاز باتت على وشك الانتهاء بعد أن أعادت إسرائيل ضخ الغاز إلى قطاع غزة.

وأوضح محمود الخزندار، نائب رئيس جمعية شركات البترول والغاز أن سلطات الاحتلال أدخلت في شهر كانون ثاني 1140 طنا من الغاز وفي شباط 1250 طنا وفي آذار تصاعد إدخال الكميات حتى وصل 3000 طن.

ولفت في تصريحات إعلامية إلى أنه إذا استمر إدخال الغاز بالكميات الحالية فإن الأزمة ستنتهي خلال شهر، مؤكدا أن التحسن في زيادة كميات الغاز جاء نتيجة ضغوط دولية وعربية على الاحتلال، وتمنى استمرار هذا الضغط إلى حين انتهاء الحصار ورفـعه بالكامل.

ودعا المواطنين إلى أعطائهم فرصة لحل أزمة نقص الغاز كون الأمر ليس بأيديهم، وطالبهم بألا يتهالكوا على تخزين الغاز لإعطاء الفرصة للآخرين ممن لم يحصلوا عليه، مؤكداً أنه ستكون هناك كميات إضافية في المستقبل ما لم تتغير السياسة الإسرائيلية غير المضمونة بالأساس.

وأشار يوسف فوده (26 عاما) إلى أنه نادى على أمه وهو مبتسم عندما سمع صوت بائع الغاز، لافتا إلى أن أمه ردت عليه بالزغاريد.

وأوضح أن أمه صاحت به مطالبة بجمع الفارغ من أسطوانات الغاز وجلب ما تمت تعبئته.

وقالت أم يوسف (48 عاما) وهي تكاد لا تصدق ما تسمع: وأخيرا جاء الغاز بعد أن كان في الأحلام، مشيرة إلى أنها سلمت للموزع إحدى الأسطوانات منذ خمسة أشهر وفقدت الأمل بتعبئتها.

وقالت أم ياسر أبو هاشم (43 عاما): أخيراً تنفست الصعداء وودعت بابور الكاز، وسارعت إلى غسل ما علق بيديها من سواد، مؤكدة أنها لن تتنازل عن بابور الكاز وستحتفظ به، فهو الذي ساعدها في إنارة عتمة الحصار.

وأوضحت أنها سترتاح قليلاً من رائحة الكاز والجهد المتواصل في استخدامه، مشيرة إلى أنها وأطفالها يشتهون الكثير من الوجبات التي كان يصعب عليها إنجازها على البابور.

وأشار المواطن ياسر أبو شعر (40 عاما) إلى أنه سعيد جدا بانتهاء مشكلة الغاز، منوهاً إلى أن فرحته الأكبر تتمثل بالتسعيرة الجديدة التي وضعتها وزارة الاقتصاد المقالة لأنبوبة غاز الطهي (43 شيكلا).

وقال أبو شعر: سعادتنا كبيـرة ونحن نشاهد سيارات تعبئة الغاز تسير في الشوارع، وكأنها سيارات زفة العروس.

وكانت وزارة الاقتصاد المقالة وضعت بالتعاون مع الهيئة العامة للبترول وأصحاب شركات البترول تسعيرة جديدة لغاز الطهي، في أعقاب زيادة الكمية التي سمحت سلطات الاحتلال في الآونة الأخيرة بإدخالها.