خبر مصانع الباطون في غزة على قائمة أهداف (إسرائيل) التدميرية!!

الساعة 05:33 ص|05 مايو 2009

فلسطين اليوم-غزة

حالة من الذهول ممزوجة بالحزن والألم والصدمة مازال يعيشها المواطن تيسير أبو عيدة، والذي كان يملك عددا من مصانع الباطون الجاهز شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة، قبل أن يحولها جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة إلى كومة من الركام، دفنت معها مصادر رزق مئات  العائلات التي كانت تعتاش من ورائها.

 

وبينما كان يتفقد الدمار والخراب اللذين لحقا بمصنعه، قال أبو عيدة: "إن خسائره المادية خلال العدوان على غزة تقدر بأكثر من مليون دولار".

 

وتحولت معالم مصانع غزة الضخمة إلى أنقاض ، لتضاعف الألم الفلسطيني، الذي افتقد منذ بداية الحصار الإسرائيلي على غزة، لأبسط مقومات الحياة الكريمة، وافتقر إلى مواد البناء اللازمة لإنشاء وترميم البيوت السكنية والمنشآت الحيوية.

 

المواطن أبو عيدة، قال وهو يحث الخطى ويتفحص الدمار الهائل الذي لحق بمنشآته: "هذا الدمار شاهد على همجية هذا الاحتلال، اقتصاد غزة كان متعثراً أصلاً قبل الحرب بفعل الحصار الإسرائيلي الظالم على قطاع غزة، ومنع دخول مواد البناء إلى القطاع أدى إلى ازدياد خسائر هذا القطاع الحيوي".

 

 وأضاف بمرارة: "جاءت الحرب ودمرت كل شيء، وما لم يدمر خلال الحصار الإسرائيلي قضت عليه القنابل والدبابات الإسرائيلية".

 

يشار إلى أن مصنع أبو عيدة للباطون كان قد تعرض للتدمير مرتين من قبل الاحتلال الإسرائيلي وتم إعادة إنشائه مرتين، كانت آخرها قبل حوالي عام عقب المحرقة التي شنتها (إسرائيل) على شمال غزة.

 

حال المواطن حسن جابر، وهو صاحب مصنع  آخر للباطون شرق جباليا، ليست بأفضل من حال سابقه أبو عيدة، فقد كافح جابر للمحافظة على مصنعه في ظل الحصار، وقام بتقليص عدد العمال الذين كانوا يعملون به، إلا أن كافة محاولاته باءت بالفشل واضطر إلى إغلاق المصنع بعد نفاد المواد اللازمة لصناعة الباطون بسبب الحصار المفروض منذ عامين.

 

ورغم إغلاق المصنع منذ فترة، لم ترحم الآلة العسكرية الإسرائيلية ما تبقى من آلات كانت موجودة فيه تنتظر فرج الله، فأغارت عليها ليصبح المصنع أثرا بعد عين، وبتعجب أضاف جابر لـ "قدس برس": "لم يكن هناك أي أثر لمتفجرات أو ذخيرة داخل المصنع أو وجود مقاومة كما تدعي قوات الاحتلال كعادتها".

 

وليس بعيدا عن مصنع جابر للباطون كان المواطن ناصر أبو ريا، مدير شركة المتوسط لصناعة الباطون الجاهز، يجلس فوق أنقاض إحدى سيارات الباطون الخاصة بالمصنع والتي سحقتها الجرافات الإسرائيلية، وحولتها هي وباقي المصنع وآلاته إلى أكوام من الحديد يلهو على أطلالها الأطفال.

 

ويقول أبو ريا ": "لا يستطيع المرء أن يميز الآلات في هذا المصنع ولا يستطيع أي إنسان من خارج المنطقة أن يعرف إن كان هذا مصنعا للباطون أم مكاناً لتجميع سكراب الحديد".