في أعقاب التهديدات المتبادلة بشأن حقل "كاريش"

محلل سياسي لبناني لـ"فلسطين اليوم": حزب الله لديه مفاجآت كثيرة والتلاعب بالوقت سيُقَابل بضربة قاسية

الساعة 06:42 م|27 يوليو 2022

فلسطين اليوم

اعتبر نذير حرب، المحلل السياسي اللبناني، رفع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سقف التهديدات في ضرب جميع منصات الغاز لـ"إسرائيل" التي تزامنت مع تنقيب تل ابيب عن الغاز في حقل "كاريش" المتنازع عليه، تأتي في سياق معادلات فرض قوة ردع للعدو الذي يخشى من اندلاع حرب ثالثة يصعب التكهن في نتائجها التي قد يشارك فيها قوى أخرى من محور المقاومة.

وقال حرب، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، اليوم الأربعاء، إن المقاومة في لبنان تريد ضمانات حقيقية وموثوقة بالحصول على حقوق لبنان كاملة في البحر المتوسط، وإزالة كل العقبات الأمريكية لمنع لبنان من الاستفادة من غازه ونفطه".

وأضاف المحلل السياسي، أن الاحتلال أخذ تهديدات حزب الله على محمل الجد وقد أطلق تهديدات بتدمير لبنان، مشيرًا إلى أن ذلك محاولة لترميم هيبته المتآكلة على مدار السنوات الماضية بفضل قوة المقاومة".

وبشأن احتمالية التصعيد، تابع: "حزب الله لا يريد حربًا لكن لا يخشاها، كما ويوجد صعوبة التكهن بمسار ومدى توسيع الحرب حال اندلعت لما لها من تداعيات على مجمل الوضع الإقليمي والدولي، كما أنها ستنعكس سلبًا على خطوط نقل النفط والغاز ما قد يحدث أزمة حقيقية"، ونقل قول نصرالله: "دخول قوى أخرى في الحرب من محور المقاومة احتمال وارد وقوي جدًا" وهو السيناريو الأكثر رعبًا للكيان والأشد إنزالًا للخسائر.

وكان الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أعلن، خلال "حوار الأربعين" عبر الميادين، الاثنين الماضي، أنّ حزب الله "قادر على ردع العدو، وضرب الأهداف التي يريد ضربها في أيّ مكان في بحر فلسطين المحتلة، وفي البر".

كما أعلن أن حزبه "قادر على ردع العدو، وضرب الأهداف التي يريد ضربها في أيّ مكان في بحر فلسطين المحتلة، وفي البر".

ويخشى الجانب "الإسرائيلي" الدخول في حرب مع غير مضمونة النتائج، وقد تتدحرج بشكل كبير، خصوصًا أنّه لدى حزب الله الكثير من المفاجآت تغير مسار المعركة بالكامل لصالح المقاومة، وفقًا للمحلل.

لكن أي خطأ في التقدير يرتكبه الأميركي أو "الإسرائيلي" والتلاعب لتمرير الوقت - بحسب حرب- سيجدان ردًا صارمًا وقاسيًا من المقاومة في توجيه ضربة مباشرة وتنفيذ التهديدات، بالشكل الذي تراه مناسبًا.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن "إسرائيل" بعثت برسائل تحذير إلى حزب الله عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية استعدادًا لتفعيل منصة كاريش - وهددت بأنه إذا حاول الحزب مهاجمة المنصة، فسيكون الرد قاسياً.

رفع حالة التأهب

وأردف حرب: إن "التدريبات ورفع الجهوزية خصوصاً في سلاح البحرية يؤكد أن العدو يتعاطى بجدية مع تهديدات حزب الله. كما برز  ما تم تسريبه عبر قناة ١٢ التي أشارت إلى أن الكيان يضغط للوصول إلى اتفاق بحلول أيلول المقبل".

وبيّن المحلل رسالة المسيرات وتهديدات الأمين العام لحزب الله "قد كسرت التصلّب الإسرائيلي والأميركي، وفرضت عليهما التعامل بجدية مع الواقع الجديد خاصة في تحديد مسار المفاوضات التي يقودها المفاوض الأمريكي عاموس هوكشتاين".

وأشار إلى أن مسار المرحلة المقبلة مرهونة في التجاوب الأميركي "الإسرائيلي" مع المطالب اللبنانية -المدعومة بقوة وإمكانات وقدرات المقاومة، منوهًا إلى أنّ أي جواب سلبي ينقله هوكشتاين في زيارته المرتقبة، سيكون لها تداعيات كبيرة لن تكون حتمًا في صالح الكيان الصهيوني.

وذكر حرب، أن الجانب الأمريكي يخشى وقوع أي حرب في المنطقة، وهو حريص على إبقاء التهدئة من أجل حماية والحفاظ على مصالحه ومصالح أوروبا التي تعاني من تعويض النفط الروسي.

وكشف الاعلام العبري، قبل يومين، أن حكومة الاحتلال تضغط على الولايات المتحدة من أجل إتمام الاتفاق بين لبنان و"إسرائيل" قبل شهر أيلول/سبتمبر.

وفي 2 تموز/يوليو، أعلن الحزب، عبر بيان "إطلاق 3 مسيّرات غير مسلّحة في اتجاه المنطقة المتنازع عليها" عند حقل "كاريش"، وذلك في مهمّات استطلاعية، مؤكدةً أنّ "المسيّرات أنجزت المهمة المطلوبة، وأوصلت الرسالة".

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة اللبنانية قد لبنان أودعت الأمم المتحدة قبل شهرين، رسالة تؤكد فيها تمسكها بحقوقها وثروتها البحرية، وأن حقل "كاريش" يقع ضمن المنطقة المتنازع عليها، وجرى تعميمها في حينه على كل أعضاء مجلس الأمن كوثيقة من وثائق المجلس تحت الرقم S/2022/84 بتاريخ 2 شباط 2022 وتم نشرها بحسب الأصول.

كما وطلب لبنان، في رسالته من مجلس الأمن عدم قيام الاحتلال الإسرائيلي بأي أعمال تنقيب في المناطق المتنازع عليها، تجنبا لخطوات قد تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين.

كما أكدت الرسالة، أن لبنان ما زال يعول على نجاح مساعي الوساطة التي يقوم بها الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين للتوصل إلى حل تفاوضي لمسألة الحدود البحرية برعاية الأمم المتحدة.

كلمات دلالية