مختص في الشأن الروسي يكشف لـ"فلسطين اليوم" أسباب حل الوكالة اليهودية في روسيا

الساعة 12:44 م|26 يوليو 2022

فلسطين اليوم

في خطوة تدلل على توتر العلاقات بين موسكو وتل أبيب، بعد أن دعت وزارة العدل الروسية بحل الوكالة اليهودية المسمى "سخنوت" كونها تشكل خطرًا أمنيًا على الأمن القومي الروسي، ما استدعى لاستنفار الحكومة "الإسرائيلية" لتحويل المعضلة لأزمة دبلوماسية لا سياسية أو قانونية كونها تدرك تماما مخاطر التهديد بالإغلاق على المنظور القريب والمتوسط.

جاءت هذه الخطوة الروسية -بحسب مراقبين-في ظل تعمد تل أبيب استفزاز موسكو في محاور عدة عبر دعمها للقوات الأوكرانية عسكريًا وتنفيذ غارات جوية في سوريا بالإضافة لعرقلة تقدم الاتفاق النووي الإيراني وهو ما أغضب الدب الروسي كثيرًا ودفعه لاتخاذ هذا الإجراء الذي ينذر بالتصعيد.

وبحسب الإعلام العبري، فإن إسرائيل تدرس اتخاذ خطوات شديدة وصارمة في حال نفذت روسيا تهديدها وأغلقت مكاتب الوكالة اليهودية.

ويعتقد المختص بالشأن الروسي، فايز حوالة خلال حديثة لوكالة "فلسطين اليوم"، رفع وزارة العدل الروسية في 15 يوليو/تموز الجاري شكوى أمام محكمة في موسكو على الوكالة اليهودية جاء بناء على رصد موسكو شبهات ترتكبها هذه المنظمة على الأراضي الروسية لانتهاك دورها الرئيس المحكوم بالقوانين الروسية في تهجير اليهود الروس إلى أراضي الكيان.

وقال : "الوكالة اليهودية تخزن المعلومات عن اليهود الروس والمواطنين الأصليين وتنقلها خارج أراضي روسيا مما يشكل خطرا على الأمن القومي الروسي وهذا الأمر يستدعي تدقيقاً في الحسابات المتعلقة بالمعلومات المخزنة".

وأضاف أن إجراءات الوكالة مخالفة لقوانين البلاد المطبق على باقي الشركات والجمعيات والمنظمات غير الربحية التي تتخذ روسيا الاتحادية مركزًا لنشاطاتها، إذ يفترض القانون الروسي على أن أنشطتها محكومة بالقوانين الروسية، بحيث تكون جمع المعلومات داخل أراضيها فقط مع الاطلاع عليها.

وأوضح حوالة، أن ما حصل في الكيان الإسرائيلي أنه استشف مدى مخاطر معادته لروسيا الاتحادية أو مدى الخطورة التي ستقع على هذه الوكالة من ناحية قانونية لذلك يحاول تحويل هذا (الصراع) لأن تكون مشكلة دبلوماسية وليس موضوعًا حقوقيا أو قانونيا لأنهم يعلمون ما يحصل من تداعيات خاصة على مستوى العلاقات.

لكن المعضلة حاليًا تعد قانونية وقضائية وليس دبلوماسية وسيتم عرض ذلك على المحكمة في موسكو، الخميس المقبل، في إثبات مخالفة أنشطتها أم لا ومصادر تمويلها، وفق المختص في الشأن الروسي.

وأشار المختص، إلى أن المنظمة اليهودية التي أنشأت في الاتحاد السوفيتي رسميا عام 1989 تمكنت من سرقة العقول وأصحاب رؤوس الأموال بالإضافة إلى تزوير أوراق مواطنين من أصول روسية ومنحهم الجنسية الإسرائيلية في تسهيل هجرتهم.

وأردف : إن "العلاقات الإسرائيلية الروسية بعد الحين لم تكن كما كان في السابق، وقد يشوبها توترًا، لا سيما أن إسرائيل تعمل على استفزاز روسيا عبر دعم القوات الأوكرانية عسكريا والوقوف بجانب الدول الغربية في المحاكم الدولية ضد موسكو علاوة عن تنفيذ غارات جوية في سوريا ورفضها تمرير الاتفاق النووي الإيراني".

وحذر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يائير لبيد من أن حظر "الوكالة اليهودية للهجرة لإسرائيل" في روسيا سيمثل حدثا خطيرا من شأنه التأثير على العلاقات بين البلدين، إذ تضمّ إسرائيل أكثر من مليون شخص أصولهم من الاتحاد السوفياتي السابق.

وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن لابيد، أعطى توجيهات لإعداد فريق قانوني ليكون مستعدا للسفر إلى موسكو فور موافقة روسيا على إجراء محادثات بهذا الشأن.

وفي 15 يوليو/تموز الجاري، رفعت وزارة العدل الروسية، شكوى أمام محكمة في موسكو على الوكالة التي تساعد اليهود على الهجرة إلى "إسرائيل"، ومن المقرر عقد جلسة استماع الخميس المقبل.

وعبر بيان لها، قالت المحكمة في روسيا: إن "وزارة العدل طلبت تصفية الفرع الروسي من الوكالة اليهودية"، فيما أوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: أن تحرك الوزارة جاء بعد انتهاك الوكالة للقوانين الروسية.

وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينيت، قد انتقد بشكل لاذع تصريحات وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، بعد أن زعم الأخير أن أدولف هتلر من أصول يهودية.

وقال بينيت، ردًا على تصريحات لافروف، أن "مثل هذه الأكاذيب تهدف إلى اتهام اليهود أنفسهم بأبشع الجرائم في التاريخ والتي ارتكبت ضدهم".

وهاجمت الخارجية الروسية، سلوك إسرائيل المنحاز لأوكرانيا، وقالت: " نأسف لأن إسرائيل قد اختارت موقفا غير بناء ومتحيز ضد روسيا في القضية الأوكرانية".

كلمات دلالية