بالصور البيع بشاطئ بحر غزة.. مهنة موسمية للهاربين من شبح الفقر والبطالة..!!

الساعة 07:40 م|25 يوليو 2022

فلسطين اليوم

حروق الشمس تظهر على كلتا يديه ووجهه الذي يتصبب منه العرق، فلون بشرته يُفصح عن طبيعة عمله الشاق، فبالكاد تحمي "الطاقية" جزء من وجهه مع انتصاف الشمس في كبد السماء، ليجوب شاطئ بحر مدينة خان يونس مشيًا على الأقدام، أملًا في جنى قوت يومه من خلال بيع أصناف البسكويت والشيبس بين طاولات المصطافين على شاطئ البحر.

فاكتظاظ شاطئ بحر غزة بالمستجمين في فصل الصيف إلى جانب انقطاع الكهرباء، يدفع المواطنين للهروب إلى البحر، في الوقت الذي يستغل فيه الباعة المتجولين الاكتظاظ طيلة الموسم على الشاطئ للحصول على قوت يومهم بمشقة وعناء.

نحصل أحيانا على مربح 20 شيكل وأحيانا 15 شيكلًا، واللي ربنا برزقنا فيه بنصرفوا ع ولادنا، والحمد لله ع كل حال".

زياد أبو مصطفى "أبو محمد (45 عامًا)، يحمل يوميًا كراتين "الشيبس" المربوطة ببعضها البعض، من خلال حبل بيده اليسرى، وفي الجهة المقابلة يحمل كرتونة أخرى مليئة بالبسكويت والشوكولاتة، ليجوب شاطئ البحر مشيًا على الأقدام بحثًا قوت يومه.

يقول أبو مصطفى لـ"وكالة فلسطين اليوم الاخبارية"، والذي يعيل 10 أفراد في منزل لا تتجاوز مساحته (80) مترًا، ويعتاش على مخصصات الشؤون الاجتماعية: " متطلبات الحياة كثيرة وما تقاضيته خلال أزمة الشؤون لا يكفي لسد احتياجات أسرتي، فاضطررت أنا وزوجتي للعمل في البيع خلال موسم الصيف".

بائعين البحر (22).jpg

ويجوب أبو مصطفي حاملا الكراتين بين طاولات العائلة التي تستجم على شاطئ البحر، مناديًا بصوت عالي: " يلا شيبس بسكوت شوكولاتة"، مشيرًا إلى أنه يستخدم كلمات جميلة كي يلفت نظر الناس له ويبتاعوا منه.

ويضيف: "صحيح أن العمل ساعات طويلة في الشمس الحارقة مرهق ومتعب جدًا، لكنه يهون لأستر على بيتي وأعيل أطفالي بالقليل من المال، وأتجنب شر الفقر والجوع والتسول".

وعلى صندوق بلاستيكي، تضع زوجة زياد أبو مصطفى، العديد من أصناف الشوكولاتة والشيبس المحببة للأطفال، مستعينة بشمسية تقيها حر الشمس الحارقة، في منطقة البحرية بخان يونس والمعرفة باكتظاظها بالمواطنين الذين يفترشون الأرض، لتعين زوجها في الحصول على دخل يومي بسيط.

فأم محمد وابنها الأكبر يعانون من مشاكل صحية ويحتاجون إلى علاج شهري، فضلًا عن أطفالها الصغار الذين ينتظرونها وزوجها بفارغ الصبر للعودة إلى البيت وتناول الطعام بشكل جماعي، وفق "أم محمد".

وتضيف لمراسلنا: "نحصل أحيانا على مربح 20 شيكل وأحيانا 15 شيكلًا، واللي ربنا برزقنا فيه بنصرفوا ع ولادنا، والحمد لله ع كل حال".

بائعين البحر (13).jpg


وبالقرب من أم محمد، يدفع الشاب رائد جويعد (35 عامًا) عربته المزينة بصور "البراد والأيس كريم"، والتي ينطلق منها أصوات أغاني طيور الجنة ليجذب الأطفال والعائلات إليه والاستمتاع بمذاق البراد المنعش في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

يقول رائد لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "منذ تخرجي من الجامعة حاولت جاهدًا العمل في مجال الذي درسته بـ"اللغة العربية"، أو الحصول على فرصة عمل حكومية مناسبة على الأقل، لكني لم أتمكن من ذلك، ما دفعني للعمل على شواطئ بحر غزة بموسم الصيف فصل الصيف في بيع "البراد والأيس كريم".

ويضيف: "أبدء العمل في البيع مع انطلاق موسم الصيف، وأنتظر حتى يكتظ الشاطئ بالمصطافين، لا سيما بعد انتهاء الامتحانات في المدارس والجامعات، حيث أعمل لنحو 11 ساعة للحصول على مقابل 25 شيكل".

ويتابع أبو جويعد مبدًيا رضاع عن عملة: "هذا الموسم الوحيد الذي أضمن فيه الحصول على دخل يومي، بخلاف باقي أيام السنة، التي أعاني فيها للحصول على عمل كأجير في الباطون".

بائعين البحر (15).jpg

أما فؤاد حمدان، فقرر استغلال موسم الصيف في بيع ألعاب البحر من عوّامات الأطفال وأدوات السباحة وما يعرف بـ"الشياطة"، إلى جانب كرات القدم البلاستكية، مشيرًا إلى أنه يعمل في مواسم الصيف منذ سنوات طويلة، واصفًا إياها بمهنة الصبر والرزق الحلال ".

ويردف حمدان لـ" وكالة فلسطين اليوم الاخبارية": " في اليوم الواحد أربح 30 شيكلا وفي بعض الأيام اعود خالي الوفاض، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، فليس كل المواطنين يرغبون بشراء ألعاب البحر، لافتًا أنه مع بدايات الأشهر مع صرف الرواتب يزداد الاقبال على شراءها.

ويجد العديد من العاطلين عن العمل في قطاع غزة بفصل الصيف فرصة سانحة لمزاولة عدة مهن موسمية، فشاطئ بحر غزة يفتح باب رزق للكثير من العائلات المستورة من ذوي الدخل المحدود "اليومي"، لينقذهم من غياهب الفقر ولإطعام أطفالهم، لاسيما في ظل حالة الغلاء والأوضاع الاقتصادية المتردية في القطاع.

بائعين البحر (25).jpg
بائعين البحر (23).jpg
بائعين البحر (19).jpg
بائعين البحر (17).jpg
بائعين البحر (16).jpg
بائعين البحر (15).jpg
بائعين البحر (13).jpg
بائعين البحر (12).jpg
بائعين البحر (9).jpg
بائعين البحر (7).jpg
بائعين البحر (5).jpg
بائعين البحر (4).jpg
بائعين البحر (1).jpg
 

كلمات دلالية