بعد نقل مهندس نفق الحرية "العارضة" ويليه الزبيدي

من عزل لآخر ..أسرى نفق الحرية تحت مجهر الاحتلال والقاعدة التنظيمية هاجس يُقلقهم

الساعة 12:53 م|25 يوليو 2022

فلسطين اليوم

لا يزال هاجس عملية "انتزاع الحرية" من سجن "جلبوع" الأشد حراسة وتحصيناً، يسيطر على قادة الاحتلال "الإسرائيلي" ويعكر صفوهم؛ لأنها شكّلت ضربة قاسمة للمنظومة "الأمنية" الصهيونية، وجعلتها أضحوكة العالم، كما وعرّضتها لهجمة شرسة من المجتمع "الإسرائيلي"، وفضحت ما ادعته من الجهوزية العالية والدقة والأمن واليقظة، وهو ما دفع إدارة السجون إلى تنفيذ أشد العقوبات الجسدية والنفسية على الأبطال الستة.

إدارة سجون الاحتلال لا تتوقف عن نقل قائد عملية "انتزاع الحرية" الأسير القائد محمود العارضة بشكل دوري، إذ إنها أقدمت أمس الأحد على نقله من عزل سجن "رامون" إلى عزل سجن "ريمونيم"، وهو ما دفع إلى العديد من التساؤلات حول تلك الإجراءات التعسفية بحقهم، فهل خطوات السجّان تأتي خشية من تخطيط وتنفيذ عملية "انتزاع حرية" جديدة، أم إنها تأتي تحت إطار العقوبات القاسية المفروضة عليهم؟

و أقدمت إدارة السجون أمس الأحد على نقل الأسير زكريا الزبيدي إلى عزل سجن "رامون"، وأعلن إضرابه عن الطعام مجددًا، كما نقلت الأسير القائد محمود العارضة، من عزل سجن "رامون" إلى عزل سجن "ريمونيم".

مدير مركز الأسرى للدراسات د. رأفت حمدونة، أشار إلى أن إدارة السجون تحاول بين فينة وأخرى التنغيص على الأسرى لاسيما أبطال "نفق الحرية"، وإرباكهم، والعمل على عدم استقرارهم في مكان معين؛ لأن عملية النقل بالشكل العام تنعكس بالسلب على الحالة النفسية للأسير، مستبعداً أن تكون تلك الإجراءات خشية من التخطيط وتنفيذ عملية "انتزاع حرية" جديدة.

وأوضح د. حمدونة في تصريح خاص لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنّ عملية تدوير نقل الأسرى لا سيما القادة منهم له علاقة بالتأثير، بمعنى عدم تأثيرهم بشكل إيجابي على القاعدة التنظيمية في السجون، من حيث خوض الإضرابات والخطوات النضالية، والمواضيع الثقافية والأدبية.

ونوه إلى أن هاجس عملية "انتزاع الحرية" لايزال يسيطر على قادة العدو، وهو ما يدفعهم للاستفراد بالأبطال الستة، وتنفيذ أشد العقوبات الجسدية والنفسية بحقهم، ونقلهم من عزل إلى آخر من أجل التنغيص عليهم، وتشكيل حالة ارباك وقلق على أسرهم، مضيفا: "هذا النقل يأتي في سياق العقاب المستمر للأسرى عمّا حققوه من إنجاز".

بدوره، أشار المتحدث باسم مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى تامر الزعانين، إلى أن إدارة السجون تقدم كل أربعة أشهر على نقل أسرى أبطال عملية "انتزاع الحرية" من عزل إلى آخر، تحت حجج وذرائع واهية، تهدف إلى تشديد التضييق والخناق عليهم، عقاباً لهم على الإنجاز الذي حققوه في 6 سبتمبر 2021، وحتى لا يقدموا على حفر "نفق آخر".

ونوه الزعانين في تصريح لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" إلى أن تصريحات الأسرى الستة في أكثر من مناسبة، بأنهم سيحاولون "انتزاع حريتهم مرة أخرى عبر "نفق آخر" في المستقبل، يدفع قوات الاحتلال إلى اتخاذ أشد العقوبات بحقهم، ووضعهم تحت حراسات مشددة، ونقلهم بشكل دوري من عزل إلى آخر.

وفي عملية نوعية غير مسبوقة، تمكن ستة أسرى فلسطينيين في السادس من سبتمبر 2021 من تنفيذ عملية "انتزاع الحرية" عبر حفر نفق من سجن "جلبوع" الأشد حراسة وتحصيناً، قرب بيسان في فلسطين المحتلة العام 1948، فكانت خطوة شكّلت صدمة كبرى للمنظومة الأمنية الصهيونية، ولا تزال تعكر صفو الاحتلال.

 

 

 

 

كلمات دلالية