خبر الاتفاق قبل التصادم ..هآرتس

الساعة 10:26 ص|04 مايو 2009

بقلم: افرايم سنيه

        (المضمون: على امريكا واسرائيل ان تعقدا رزمة تفاهم بينهما بدلا من التصادم - المصدر).

        خلال المحادثات المتبادلة مع اطراف امريكية عدة يلمس القلق والخشية من حدوث تصادم اسرائيلي مع ادارة اوباما. الرئيس يصرح من جهة عن انه ينوي احراز الاتفاق الاسرائيلي – الفلسطيني القائم على الدولتين المستقلتين. في المقابل تبشر اصوات الحكومة الاسرائيلية الرسمية بمحاولة للالتفاف والافشال او على الاقل المماطلة في الوقت وتبديد العملية.

"لوي الاذرع" الامريكي لن يسعف شيئا. اسرائيل في اخر المطاف هي دولة ديمقراطية والقرارات تحسم فيها عبر البرلمان. هناك عناصر ومكونات لا مفر منها لهذا الاتفاق الذي تحدث عنه الرئيس الامريكي:- انسحاب من (96 في المائة) تقريبا من الضفة، نقل الاحياء العربية في القدس للسيادة الفلسطينية، ترتيب خاص للاماكن المقدسة. هناك شك كبير في ان تكون في الكنيست الحالي اغلبية كافية لتمرير اتفاق كهذا. الضغط الخارجي القوي قد يؤدي الى انتخابات جديدة  والتي لن تؤدي في ظل الظروف الحالية الى تغيير توازن القوى في الكنيست. وفوق كل ذلك تحوم المسألة الايرانية مهددة ومستوجبة التنسيق والتفاهم التام بين اسرائيل وامريكا وليس التوتر والمجابهة التصادمية.

من الممكن حل هذه العقدة من خلال "رزمة تفاهمات" بين اسرائيل وامريكا بحيث تضمن التقدم الملموس نحو اقامة الدولة الفلسطينية وتخدم المصالح المشتركة للدولتين في مواجهة ايران النووي. في اطار هذه الرزمة يجب على اسرائيل ان تلتزم بخمسة امور:-

تجميد تام للاستيطان وشق الشوارع فيها بين المستوطنات والسماح بتوسيع مجال بناء قوات الامن الفلسطينية ونشرها في كل مدن الضفة، رفع الحواجز والعوائق واقامة مناطق صناعية وتصدير البضائع واخيرا عدم اعاقة حركة الفلسطينيين في الضفة وتقييد تنقلاتهم (اي رفض ضغوط المستوطنين باعادة الحواجز التي رفعت في عهد الحكومة السابقة) والسماح باعادة صلاحيات السلطة الفلسطينية السلطوية لغزة والمعابر ان انهار حكم حماس هناك.

الولايات المتحدة من جانبها تلتزم بأن يقيد حوارها مع ايران زمنيا وعدم قبول مطلب ايران بالاعتراف بها كطرف مهيمن في الشرق الاوسط.

ان لم يؤدِ هذا الحوار الى ايقاف انتاج السلاح النووي ودعم الارهاب فعلى امريكا ان تقود سياسة عقابية اقتصادية شديدة وان تفرض حصارا مطبقا على ايران ماليا واقتصاديا ومعاقبة الشركات التي تتعامل مع ايران وتمدها بقطع الغيار.

كما ان على امريكا ان تشارك في تطوير المشاريع الدفاعية الاسرائيلية ضد الصواريخ بمعزل عن المساعدة العسكرية السنوية وعلى نطاق يسرع استكمالها ويتيح لاسرائيل ان تدخل طائرة اف 35 الجوية في اطار منظومتها الانتاجية.

"رزمة التفاهمات" هذه ستزيل خطر التصادم الاسرائيلي الامريكي. هي ستضمن من جهة عدم فرض حقائق جديدة في الضفة في عهد نتنياهو وتعزيز البنية التحتية الاقتصادية والامنية للدولة الفلسطينية ومن ناحية اخرى ستزعزع العقوبات الحقيقية نظام ايات الله (اسرائيل لن تجد نفسها وحيدة في مواجهة التهديد الايراني ولن تضطر بناء على ذلك للتحرك وحدها مرغمة). على اية حال قدرة اسرائيل في الدفاع عن مواطنيها امام الصواريخ الثقيلة والباليستية ستزداد والدفاع الناجع هو شرط اساسي لشن عملية هجومية.