الحر و انقطاع الكهرباء يفاقمان حياة المرضى في قطاع غزة!

الساعة 08:46 م|23 يوليو 2022

فلسطين اليوم- غزة

لا يخفى على أحد حجم المعاناة التي يكابدها سكان قطاع غزة، جراء طول ساعات فصل الكهرباء و استمرار هذه الأزمة منذ اكثر من 16 عاماً، حيث تتضاعف هذه المعاناة في هذه الأيام لا سيما أنها تتزامن من صيف حارق، و ارتفاع متصاعد في درجات الحرارة.

و لا شك أن هذه الأزمة القديمة الجديدة تزيد من معاناة الآلاف من المرضى، الذين أرهقهم المرض، و يعيشون على الأجهزة الطبية و يحتاجون لساعات كثيرة من الكهرباء تبقيهم على قيد الحياة، من هؤلاء المرضى مرضى الجهاز التنفسي، الذي يشكل هذا الجو الحار خطراً على صحتهم، و أمراض أخرى تتطلب وجود الكهرباء بشكل دائم في بيوتهم.

و اشتكى عدد من المواطنين في أحاديث منفصلة لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" من زيادة ساعات قطع الكهرباء، تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة و موجات الحر التي تشهدها البلاد منذ عدة أيام، و من المتوقع أيضاً أن تشتد حدتها خلال الأيام المقبلة.

المواطن رائد حسن، مريض أزمة صدرية و ربو شعبي، أوضح بأنه يحتاج لتشغيل جهاز الأكسجين الذي يعمل بالكهرباء، و خصوصاً في ساعات الليل، مشيراً الى أن وضعه الصحي أصبح لا يحتمل هذا الوقت الطويل بدون كهرباء.

و أضاف: "منذ أن بدأت موجة الحر هذه لم أخرج من بيتي نهائياً، و اقضي ساعات وجود الكهرباء جالساً في غرف بها تهوية و مراوح كهربائية، لكن الوضع الصحي لدي اصبح سيئاً بسبب زيادة ساعات قطع الكهرباء خلال الأيام الماضية".

بدوره تحدث "عبد صالح" و هو من ذوي الاحتياجات الخاصة عن معاناته من انقطاع الكهرباء قائلاً: "أنا لا استطيع التحرك و لا الخروج من البيت الا من خلال سكوتر يعمل على البطارية، و يتم شحنها على الكهرباء، و هذا السكوتر يمثل كل شيء في حياتي".

و أضاف: "لا أستغني عن السكوتر، و بفضله أنسى أنّني بلا ساقين وهو يخدمني في كلّ ما أحتاجه، و عندما يكون معطّلاً بسبب نفاذ شحن البطارية، و انقطاع الكهرباء، أكون أنا أيضاً معطّلاً، أنا فعلياً حياتي مرتبطة بجدول الكهرباء، حيث ابقى ساعات طويلة أنتظر عودة الكهرباء لكي أشحن السّكوتر".

الستينية "أم صبحي"، بدورها قالت: "أسكن مع ابني في شقة سكنية بالطابق السادس، و المصعد المتوفر في البرج يعمل فقط عند وجود الكهرباء، و كثيراً ما احتاج الخروج، و لكن لا يمكنني ذلك بسبب تعطل المصعد".

و تابعت تقول: "أنا أعاني من ارتفاع ضغط الدّم وانزلاق غُضروفي، بالإضافة الى مشاكل في الصدر، أنا لا أستطيع هبوط الدّرج وعندما تنقطع الكهرباء لا أخرج من المنزل، حتى لو كنت اريد الذهب الى طبيب أو للعيادة المجاورة للبيت".

و تحدثت مراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" الى مدير العلاقات العامة في شركة توزيع الكهرباء، المهندس محمد ثابت حول حالة الارباك في جدول توزيع الكهرباء، و الذي بدوره أشار الى أن كمية الكهرباء المتوفرة في الشركة محدودة، و لا تتجاوز تقريبا 180 ميجا وات.

و أوضح ثابت بأن العجز الحاصل في ساعات وصل الكهرباء يتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، أي أن له علاقة بالموضوع بشكل مباشر.

و أضاف: "خلال شهر رمضان وموسم عيد الفطر الماضي، كان هناك زيادة في كمية الكهرباء، نظراً لحالة التقلبات الجوية و المناخ البارد، حيث دخلنا بمناخ لطيف ودافئ عشان، مما ساهم في تخفيف استخدام المدافئ الكهربائية و سخانات المياه. وغيرها من الأجهزة ، فانخفض الطلب على الطاقة وكانت 180 ميجا وات تكفينا و تزيد عن الحاجة.

و لفت الى أنه مع دخول الأجواء الحارة، أصبحت المكيفات متاحة في كل الشركات بالتقسيط، و أصبح بإمكان أي مواطن أن يقتني المكيف، و تعمل المكيفات خلال هذه الأيام بشكل مفرط بالإضافة الى أجهزة التبريد و الثلاجات.

و بين أن نسبة العجز تتوقف على المنطقة و حجم الطلب على الكهرباء، حيث أن هناك مناطق في عيد الاضحى وصلتها الكهرباء 24 ساعة، ولكن خلال الأيام التالية لعيد الأضحى، اصبح هناك عجز بسبب ارتفاع درجة الحرارة وزيادة الطلب على الكهرباء، حيث وصلت نسبة العجز نسبة العجز من نسبة 55- 65٪.

و حول الجدول المعمول به في توزيع الكهرباء أوضح ثابت بأن الشركة تعمل بنظام تشغيل 8 ساعات وصل للتيار مقابل 8 ساعات فصل، مع نسبة عجز حسب المناطق، تتحكم فيها الاحمال والطلب على المنطقة.

و يحتاج قطاع إلى 500 ميغاواط فقط لتكون الطاقة على مدار اليوم، يعتمد على ثلاثة مصادر تزوّده بالتيار: الأول وهو الرئيس، ما تنتجه شركة توليد الكهرباء في غزة (مؤسسة خاصة ربحية تعمل مباشرة مع سلطة الطاقة التي تديرها السلطة الفلسطينية)، وفي أحسن الحالات تنتج نحو 75 ميغاواط، أما الثاني، فهو شركة الكهرباء الإسرائيلية بقدرة تصل إلى 120 ميغاواط عبر 10 خطوط منتشرة في مختلف مدن القطاع، والثالث الخطوط المصرية، لكنها معطلة منذ مارس (آذار) 2018، وكانت تزوّد غزة بنحو 25 ميغاواط.

و بدأت الأزمة عام 2006، حين قصفت "إسرائيل" محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع، عقب عملية أسر الجندي جلعاد شاليط، ما أدى إلى توقفها عن العمل بشكل كامل، لكن الاتحاد الأوروبي تكفل عام 2009 بإصلاحها وعادت إلى العمل جزئياً. ومنذ ذلك الوقت، أصبح القطاع يعاني بشكل مستمر عجزاً جزئياً في الطاقة.

وسببت أزمة الكهرباء الممتدة منذ زمن طويل كوارث مختلفة في غزة، ونتيجتها أن مات نحو 30 طفلاً، في وقت حرقت مئات المنازل بسبب اعتماد ساكنيها على وسائل بدائية لإنارة بيوتهم فترة قطع الطاقة.

كلمات دلالية