مركز زوار ببطن الهوى بالقدس.. سرقة للتراث والأرض في آنٍ واحد!

الساعة 07:47 م|23 يوليو 2022

فلسطين اليوم

يوماً بعد يوم يسابق الاحتلال الصهيوني الزمن للسيطرة على مدينة القدس بكافة الطرق والسبل المتاحة؛ بهدف تغيير التراث العربي والإسلامي في المدينة، ونسبه للتراث اليهودي.

ليس آخر هذه الخطوات هو إنشاء مركز للزوار في حي بطن الهوى في بلدة سلوان بالقدس المحتلة، على أنقاض أحد المنازل الفلسطينية؛ لتغيير طابع المدينة وتسريع فرض السيادة على مدينة القدس.

الخبير في شؤون القدس والاستيطان د.جمال عمرو، أكد أن إنشاء الاحتلال لمركز زوار في بلدة سلوان وبطراز عربي قديم على غرار بيئة المسجد الأقصى، هو محاولة من الاحتلال لنسب التراث العربي والإسلامي له.

 

تسريع السيطرة على القدس

وقال عمرو خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، :"إن الاحتلال يقوم بعملية تسريع للاستيطان والمخططات الاستيطانية بمدينة القدس من خلال طرد السكان الفلسطينيين من أرضهم بهدف تسريع عملية فرض السيطرة العسكرية والمدنية على المدينة".

وأضاف :"الاحتلال يعتبر إقامته لهذه المراكز والمطلات في القدس بمثابة "إنجاز وطني كبير؛ لأنه استطاع من خلال ذلك طرد السكان الفلسطينيين من أرضهم في القدس وإنشاء مراكز صهيونية على أنقاض بيوتهم".

صراع الرواية

وتابع عمرو :"المشروع الصهيوني في أساسه قائم على مفهوم الرواية من خلال تغيير الرواية الفلسطينية إلى رواية صهيونية، مبيناً أن الاحتلال من أجل ذلك قام بإنشاء ما يسمى بـ"المرقط" على كافة الأماكن المرتفعة المطلة على مدينة القدس، بالإضافة لإنشاء المطلات ومراكز الزوار".

وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي ينفق أموالاً طائلة وجهوداً جبارة في سبيل ترسيخ مفهوم الرواية "الإسرائيلية" في القدس، لافتاً أن هذه الرواية هي عبارة عن أكاذيب من صنع أيدي الصهاينة ومن التوارة التي قاموا بتحريفها.

وبين عمرو أن الاحتلال يقوم بتحصيل أموال من الزوار والسائحين اليهود الذين يرغبون في زيارة هذه الأماكن، مشدداً في الوقت ذاته أن الصهاينة طوال تاريخهم بعيدون عن الدين وهم فقط يعبدون المال والجنس.

أهمية حي بطن الهوى

وأشار إلى أن أهمية حي بطن الهوى في القدس كونه يأتي في الدائرة الثانية حول الأقصى، لذلك يهدف الاحتلال من خلال إنشاء مراكز للزوار وإطلالات في الحي لخنق الرواية العربية والفلسطينية ويسمون الأقصى "جبل الهيكل".

ولفت عمرو إلى أن الاحتلال يسعى لإنشاء مراكز الزوار في كافة أنحاء مدينة القدس المحتلة، مبيناً أنه قام قبل ذلك بإنشاء العديد من المراكز والإطلالات في أحياء القدس الأخرى؛ في محاولة لفرض السيطرة على القدس.

ونوه إلى أن الاحتلال يسابق الزمن للسيطرة على القدس وهو يسعى لمبدأ الهجوم عوضا عن الدفاع أي نقل المعركة للساحة الفلسطينية من خلال التهويد والاستيطان بالقدس المحتلة.

مخططات تهويدية 

وكانت أعلنت سلطات وبلدية الاحتلال في القدس عن عرض عطاءات لبناء مركز للزوار في حي بطن الهوى في بلدة سلوان الواقعة جنوب المسجد الأقصى.

ويأتي مشروع هذا المركز على غرار المركز المتواجد الآن في حي وادي حلوة شمال بلدة سلوان.

وذكرت مصادر عبرية أن وزيري البناء والاستيطان، ووزارة شؤون القدس في حكومة الاحتلال، اتفقا، مع جماعة عطيرت كوهنيم الاستيطانية، وممثلي اليهود اليمنيين الذين استولوا قبل أكثر من 12 عاما على المنزل الفلسطيني الذي سيقام عليه المركز في المنطقة، وتم تخصيص مبلغ 4.5 مليون شيقل لإقامة معبد تاريخي إضافة إلى مركز الزوار في بلدة سلوان.

ويتضمن المركز بحسب مخططات الاحتلال التي تم الإعلان عنها الأمس فإنه سيتم بناء المركز بطراز عربي قديم على غرار البيئة والمنطقة المحاذية لأسوار المسجد د الأقصى، والبلدة القديمة، وسلوان بأبنيته التاريخية والقصور الأموية بطراز القباب العربية والأقواس.

ومن المتوقع أن يقام المعبد التاريخي في ذات المنطقة ويحمل اسم "كفر هشيلواش" نسبة إلى للتسمية الصهيونية لمنطقة الحارة الوسطى في بطن الهوى.

كلمات دلالية