بالصور في غزة... عائلات تعيش في أفران والهروب هو الحل!

الساعة 03:37 م|21 يوليو 2022

فلسطين اليوم

منازل متهالكة.. جدرانها آيلة للسقوط لا يحمل أسطحها إلا ما يطلق عليها ألواح الزينقو.. تفتح أبوابها تشعر للوهلة الأولى أنك تدخل أفران وليست منازل من شدة حرارتها... ماهو موجود ليس من ضرب الخيال إنما منازل الفقراء في غزة.

"فلسطين اليوم" حاولت رصد معاناة هذه العائلات، وحاورت العديد منها لإبراز معاناتهم والظروف الصعبة التي يعيشونها.

لا نستطيع دخول البيت 

أم رائد الأعرج تسكن في بيت من الصفيح مكون من غرفتين وصالون "صغير" ومطبخ، بمنطقة بطن السمين في مدينة خانيونس، سردت لنا معاناتها في ظل ارتفاع درجات الحرارة في هذه الأوقات.

وقالت أم رائد خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، :"لا نستطيع دخول البيت والجلوس فيه في النهار في هذا الحر الشديد، وكذلك في ساعات الليل لا نستطيع النوم في البيت؛ لذلك نعاني معاناة كبيرة في فصل الصيف وارتفاع الحرارة وخاصة أن السقف من الصفيح"

وأضافت :"في ظل الحر الشديد ونظراً لأن المنطقة التي نسكن بها خالية تدخل علينا الحشرات الضارة في البيت من :صراصير، وعقراب، وأفاعي، لافتةً أنها تدخل عليهم في غرف النوم ما يهدد أطفالهم ويعرضهم للخطر".

معاناة ليس بعدها معاناة

وأشارت أم رائد الأعرج إلى أن معاناتهم من الحر الشديد ليس بعدها معاناة، موضحةً أن أطفالهم من شدة الحرارة يعانون من بعض الأمراض الجلدية مثل "الحساسية"، و"انتشار البثور"، وغيرها؛ مبينة أنها نتيجة لذلك تقوم بالتهوية عليم باستخدام "الكرتون" حتى يستطيعوا النوم.

ولفت إلى أن معاناتهم متجددة سواء فهي تعاني في بيتها سواء في الصيف أو الشتاء لأن بيتها من الصفيح، مطالبة الجهات المسؤولة بتفقدهم ومد يد المساعدة لهم.

الحرارة والزينقو (12).jpg
 

بدورها أم محمود رشيد، تسكن في أحد بيوت الصفيح بمنطقة الحي النمساوي في خانيونس أكدت أن أطفالها لا يسطيعون المكوث في البيت لشدة درجات الحرارة في البيت.

الجو "نار"

وقالت رشيد خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، :"إن وضعها سيئ جداً والجو يمكن وصفه بـ"النار"، في ظل درجات الحرارة العالية خاصة وأن لديها عشرة أفراد في البيت وهو مكون من ثلاث غرف سقوفها من الصفيح.

وبخصوص تأثير الحر على الأطفال، أوضحت أنها بشكل دائم تقوم بمعالجة أطفالها من الأمراض الجلدية والحساسية، وغيرها من الأمراض بفعل تأثير الحرارة العالية وبعض الحشرات مثل البعوض والذباب.

وأشارت رشيد إلى أن بيتها محاط من جميع الجوانب بالبيوت وهناك اكتظاظ في المنطقة بالسكان؛ وهذا الأمر يزيد من معاناتهم وإحساسهم بالحرارة، موضحةً أنهم يقومون برش المياه على سقوف الصفيح حتى تخف درجة الحرارة، كما يقومون برش المبيدات للحشرات.

نستقبل الضيوف وقت الكهرباء فقط

وأضافت :"الضيوف يأتوننا فقط في حالة كون الكهرباء موجودة، أم في حالة انقطاع الكهرباء فلا يأتي إلينا أحد، منوهةً أن العيش في بيتها لا يطاق وغير محتمل.

الحرارة والزينقو (13).jpg
 

من جانبه أكد الراصد الجوي ليث العلامي :"أن موجة الحر التي بدأت في منتصف الأسبوع لا زالت مستمرة، متوقعاً زيادة تأثير هذه الموجة في منتصف الأسبوع القادم.

وقال العلامي خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"،:"إنه من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة نهاية هذا الشهر وحتى بداية الشهر المقبل في كافة مناطق فلسطين، مضيفًا بأن هذه الكتلة الحارة لا موعد حتى الآن لانحسارها، ودرجات الحرارة تفوق معدلاتها بخمس درجات مئوية".

قطاع غزة يعاني من رطوبة عالية

وبخصوص الرطوبة، أوضح العلامي إلى أن قطاع غزة في فصل الصيف لا يعاني من ارتفاع كبير في الحرارة، موضحاً أنه في الغالب يعاني القطاع من درجات رطوبة مرتفعة جداً وهو ما يجعل المواطن يشعر بارتفاع درجات الحرارة.

وبين العلامي أن نسب الرطوبة في قطاع غزة تفوق الـ50 درجة مئوية لتصل لحدود الـ65، مبيناً أن ما يحدث في حالة الرطوبة أن الجسم يمتنع عن التعرق بشكل كبير وينحبس العرق داخل الجسم.

 نصائح هامة

وبخصوص الأشخاص الذين يعيشون في بيوت الصفيح، نصح برش أرضية البيوت بالمياه الباردة، والإكثار من شرب المياه الباردة، وتشغيل المراوح، وتجنب التعرض لأشعة الشمس في حال الخروج من المنزل.

ونوه العلامي إلى معلومة مهمة، وهي إغلاق النوافذ في منتصف النهار لعدم تخزين الحرارة داخل البيت، مبيناً أن الكثيرين يقومون بعكس ذلك من فتح للنوافذ؛ مما يجعل البيت يخزن كمية حرارة كبيرة

الحرارة والزينقو (10).jpg
الحرارة والزينقو (9).jpg
الحرارة والزينقو (8).jpg
الحرارة والزينقو (7).jpg
الحرارة والزينقو (6).jpg
الحرارة والزينقو (5).jpg
 

الحرارة والزينقو (3).jpg
الحرارة والزينقو (1).jpg
 

كلمات دلالية