شركات"VIP" لم تنصفهم..معاناة المسافرين عبر معبر الكرامة مستمرة ومطالبات بفتحه 24 ساعة

الساعة 12:19 م|20 يوليو 2022

فلسطين اليوم

منذ الساعة الــ3 فجراً وصلت "سارة محمود" اسم مستعار، مع أطفالها الثلاثة إلى جسر الملك حسين بمنطقة الشونة الأردن استعداداً للسفر إلى الضفة الغربية المحتلة لقضاء العطلة الصيفية مع عائلتها في مدينة نابلس بالضفة المحتلة.

وعند وصولها إلى المعبر كان المعبر مكتظاً بالمسافرين فقررت بناءً على نصيحة من سبقها، أن تختار السفر من خلال شركة الشخصيات المهمة ال"VIP" والتي يتطلب منها الدفع الإضافي 110 دولار لكل مسافر، اعتقاداً منها أن هذه الوسيلة تجنبها الانتظار طويلاً معهم في الحر الشديد، ولكن في الواقع لم يحدث.

تقول:"إن أعداد المسافرين مع مرور الوقت بدأت بالتزايد حتى تجمع الآلاف في القاعة الصغيرة المخصصة للانتظار، وبدأ المسافرين بالتكدس بالمكان في الحر الشديد ووجود الأطفال وصراخهم وبكائهم."

ست ساعات، رغم خدمة الVIP، حتى تمكنت من إتمام ختم الأوراق والصعود إلى الحافلة التي ستنقلها وأطفالها إلى الجانب الإسرائيلي، والتي تسيطر عليه إسرائيل بالكامل وتطلق عليه اسم " جسر اللبني"، ولكنها تفاجأت كما غيرها من المسافرين بإغلاق الجانب الإسرائيلي الجسر، ووقف العمل ومما أدى إنتظار عشرات الحافلات بين الجانبيين، بدعوى الازدحام الشديد.

بقيت محمود أكثر من ثلاث ساعات في الحافلة مع أطفالها، دون السماح لهم بالخروج منها، حتى عاد الجانب الإسرائيلي العمل وبدأت الحافلات بالدخول، وهو ما استلزم ساعة ونصف إضافية.

في قاعات جسر الذي تسيطر عليه إسرائيل لم يكن الحال أفضل من حيث الازدحام وتعمد التأخير بفحص الجوازات، وهو ما استلزم ساعات إضافية حتى تمكنت من الخروج من الجانب الثاني والصعود إلى الحافلات المتوجه إلى "استراحة أريحا" وهو الجزء من المعبر الذي تسيطر عليه السلطة الفلسطينية.

تقول:" أكثر من عشرة ساعات في رحلة يجب أن لا تستغرق أكثر من ساعتين، عانيت فيها أنا وأطفالي الكثير، وكنت محظوظة بالسفر في نفس اليوم، عشرات العائلات لا تزال تنتظر على الجانب الأردني وباتت ليلتها هناك".

ما تحدثت به محمود لم يكن من باب المبالغة، فقد اضطرت عشرات العائلات المبيت على الجسر من جهة الجانب الأردني بسبب الازدحام الكبير، هذا بالإضافة إلى حالات التعب و الإذلال التي تعرض لها عشرات الآلاف من الفلسطينيين المسافرين خلال الأيام الفائتة، مما جعل هذه المعاناة حديث الشارع الفلسطيني مطالبين بإيجاد حلول من قبل كل الأطراف المسؤولة.

وبحسب الأرقام التي تنشرها شرطة المعابر الفلسطينية فإن أكثر من 50 ألف مسافر يتنقلون عبر المعبر الكرامة يوميا خلال هذه الفترة من الصيف.

وقال منسق عام حملة "بكرامة" طلعت علوي، وهي حملة فلسطينية  انطلقت لتحسين ظروف السفر عبر المعابر وإلغاء كافة المعوقات المالية واللوجستية، إن المواطن الفلسطيني يعاني من تحديات جمة خلال سفره عبر معبر كرامة، فهو "يتخوف ويتعذب على المعابر وهذا مرفوض".

وخلال مؤتمر صحافي للحملة عقد في رام الله قبل أيام للمطالبة بحل هذه الأزمة، قال علوي إن" الحل الجذري لكافة المشاكل اللوجستية هو فتح الجسر لمدة 24 ساعة".

هذا المطلب يبدو صعب المنال في ظل رفض الجانب الإسرائيلي له، وهو الذي أوقف العمل وفقا لهذا النظام مع إنتشار فيروس كورونا في العام 2020، وأبقى على العمل على المعابر مجزوءا، وهو ما لم يتناسب مع حجم المسافرين الكبير وخاصة في ظل عودة الحركة المطارات والسفر حول العالم كالمعتاد بعد عامين من اضطرابها بعد إنتشار الجائحة.

ومع زيادة الحديث عن الأوضاع الصعبة للفلسطينيين خلال السفر عبر المعابر، كانت المبادرة من الجانب المغربي للضغط على إسرائيل للقبول بفتح المعبر طوال اليوم 24 ساعة متواصلة، إلا أن تنفيذا عمليا لذلك لم يحدث.

كما أن تحسين ظروف التنقل للفلسطينيين كانت من القضايا التي اعتبرها الرئيس الأميركي جو بايدين امتيازات تحدث بها خلال زيارته للمنطقة.

وفي بيان صحفي لمركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات" أدان ما وصفه ب "الإذلال" الذي يتعرض له آلاف المواطنين الفلسطينيين يومياً على معبر الكرامة معتبرا  ما يجري سياسة ممنهجة تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإذلال المواطن الفلسطيني وانتهاك كرامته لاشعاره بالوجود الدائم للاحتلال، وبأنه صاحب السيادة على المعبر والأرض على السواء.

وقال مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية حلمي الأعرج إن إسرائيل تعتمد جريمة العقاب الجماعي والتعذيب قصداً وعمداً لإذلال المواطن الفلسطيني من مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية وترفض فتح المعبر على مدار الساعة للتخفيف من حجم المعاناة.

وتابع الأعرج:" إن سياسة القهر والإذلال التي تمارسها سلطات الاحتلال على نحو دائم ومتواصل تستدعي التصدي لها من قبل الحكومة الفلسطينية والمجتمع الدولي وكل مكونات المجتمع الفلسطيني".

 

 

كلمات دلالية