خبر خنازير إسرائيل تعيد الهدوء لسيناء

الساعة 05:14 م|03 مايو 2009

بدو شبه الجزيرة اختاروا لحماية أنفسهم من إنفلونزا الخنازير الرماد

خنازير إسرائيل تعيد الهدوء لسيناء

محمد أبو عيطة

بدت إنفلونزا الخنازير ككتيبة من ضباط وجنود حرس الحدود بين مصر وإسرائيل؛ حيث ساعدت في الحد من حركة تسلل المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين عبر الأراضي المصرية إلى إسرائيل، وحركة تهريب المخدرات من إسرائيل إلى مصر؛ خوفا من الإصابة بالفيروس الذي أصاب 3 إسرائيليين حتى صباح اليوم الأحد.

ومن جانبهم قام بدو سيناء القريبون من الحدود بوقاية أنفسهم من فيروس إنفلونزا الخنازير، على طريقتهم الخاصة، وذلك بإحراق الحطب ونشر رماده حول منازلهم.

 

ووفق ما صرح به مصدر أمني مصري مطلع لـ"إسلام أون لاين" فقد لوحظ تراجع حركة وصول المتسللين الأفارقة إلى المنطقة الحدودية التي اعتادت في الشهور الأخيرة على وصول أفارقة إليها فرادى أو جماعات، بعضهم يتم القبض عليهم، وآخرون ينجحون في الفرار وحط الرحال في إسرائيل، كما انخفض معدل تدفق الهيروين من إسرائيل، والذي شهد في الفترة الأخير تصاعدا ملحوظا.

 

وأرجع "محمد ع. ن." -شيخ قبيلة بوسط سيناء- تراجع وصول المتسللين إلى المخاوف والمحاذير من الإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير داخل إسرائيل، خاصة أن مزارع الخنازير تقيمها إسرائيل في الأراضي القريبة من الحدود، والتي يمر عليها المتسللون عند مرورهم إلى الداخل.

 

وتقيم إسرائيل مزارع الخنازير بعيدا عن المناطق السكنية بالقرب من المنطقة الحدودية مع سيناء؛ لحماية مواطنيها الإسرائيليين من مخاطرها.

 

وكانت الخنازير الإسرائيلية قد تسببت منتصف العام الماضي في خسائر فادحة لمزارع بشمال الأردن بعد أن هاجمتها ليلا، وأتت على محاصيلها، خاصة في بلدتي "عمراوة" و"الذنيبة" المحاذية للمناطق الحدودية مع إسرائيل.

 

وبحسب ما يقوله سكان سيناويون قريبون من الحدود، فإن مزارع الخنازير الإسرائيلية انتشرت في السنوات الأخيرة ورغم أن العقيدة اليهودية تحرم لحم الخنزير، فإن المزارع على ما يبدو هي مشروعات استثمارية للتصدير للخارج.

 

وتعد إسرائيل -حتى الآن- الوحيدة في الشرق الأوسط التي سجلت إصابات بمرض إنفلونزا الخنازير، وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أمس السبت تأكيد ثالث إصابة بالفيروس، وهو رجل عمره 34 عاما، عاد مؤخرا من رحلة إلى المكسيك.

 

وفي الأيام الماضية تم الإعلان عن إصابة رجلين (26عاما) و(49عاما) كانا عائدين أيضا من رحلة إلى المكسيك.

 

الوقاية بالرماد

 

وكإجراءات احترازية من تسلل الفيروس المسبب لإنفلونزا الخنازير من الجانب الإسرائيلي إلى الجانب المصري اتخذت السلطات المصرية خطوات مشددة مثل تطبيق إجراء الحجر الصحي على المعابر الحدودية مثل معبر طابا المخصص لعبور الأفراد والعوجة المخصص لعبور البضائع، يتم خلاله الكشف على جميع المارين من هذه المعابر للتأكد من خلوهم من المرض.

 

أما أبناء بدو سيناء فكانت لهم طريقتهم الخاصة في حماية أنفسهم؛ حيث لجأ السكان المحاذون للمناطق الحدودية، خاصة في قرى المهدية ونجع شيبانة والبث ووادي العمر والنقب والكنتلا إلى نشر رماد الحطب المشتعل حول المنازل.

 

وقال عدد من قاطني تلك القرى لـ"إسلام أون لاين": "نحن قلقون جدا من انتقال عدوى إنفلونزا الخنازير من تلك المزارع التي لا تبعد عنا سوى أمتار، ولا يفصلنا عنها سوى السلك الحدودي الشائك، خاصة أن إسرائيل لم تتخذ أي قرار بإعدامها مثلما فعلت مصر التي قررت التخلص من جميع خنازيرها".

 

وعن المغزى من نشر الرماد المشتعل حول المنازل قال سليم غانم (بدوي تجاوز السبعين عاما في قرية شيبانة) لـ"إسلام أون لاين": "وجدنا أفضل شيء نقي به أنفسنا من هذا الخطر أن نقوم بنشر ما تخلفه نيراننا المشتعلة من رماد حول منازلنا بعد أن نخلطه بالماء، ونضعه في أوعية على الجهة الشرقية بموازاة الحدود، وهذا اعتقاد منا بأن تلك المادة البدائية قادرة على اجتذاب الوباء المتطاير في الهواء".

 

وأضاف الشيخ البدوي: "لجأنا إلى هذه الطريقة أثناء إطلاق الصواريخ الكيماوية من العراق على إسرائيل لحمايتنا من خطر استنشاق الكيماويات في وقتها".

 

ومن جانبه قال محمود أبو زيد، مدير الطب البيطري بشمال سيناء، لـ"إسلام أون لاين": "إن مسحا طبيا شاملا أجري على المناطق السيناوية القريبة من الحدود مع إسرائيل؛ للتأكد من خلوها من المرض، ولم يثبت حتى الآن وجود خنزير واحد على أرض سيناء".