جروبات الفيس: "بلا رقابة" وتجاوزت الخطوط الحمراء والنتيجة "خراب البيوت"!

الساعة 01:24 م|16 يوليو 2022

فلسطين اليوم

"هل يحق للزوجة الخروج من منزل أهلها بدون علم زوجها، وماردة فعلك عندما تدعو حماتك زوجك للغداء وحده، وهل تقبلين بخدمة حماتك، وماذا لو ركبت والدة زوجك في المقعد الأمامي في السيارة، وهل ترضين العيش في منزل عائلة زوجك.. كلها أسئلة تجدها مطروحة "بلا تمعن أو رقيب" على مواقع التواصل الاجتماعي، قد تثير بعضها الاستغراب كونها غير منطقية، وبعضها يدخل ضمن الفتاوى الدينية التي لا تقبل التأويل، تستقبلها "زوجة" لا يمكن التنبؤ بتفاصيل حياتها الشخصية لكن حتماً ستؤثر في تفكيرها "فالزن على الودان أمر من السحر"..

هذا جزء من العالم الافتراضي الذي تعيشه الكثير من النساء على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً الجروبات الاجتماعية، التي تزيد نسبة تفاعلها بأسئلة لا تمت للعقل والدين في أغلبها بصلة، مستغلة الظروف الاجتماعية المحيطة.

فمنذ حادثة مقتل رجل وطفلتين على يد زوج ابنتهم في جباليا شمال قطاع غزة، الخميس الماضي بحجة ذهاب الزوجة للبحر دون معرفة زوجها- كما تدعي هذه الجروبات- حتى باتت القضية مادة دسمة للدردشة والثرثرة الفيسبوكية.

جروب 1.JPG
 

نقاش غير مجدٍ

فاتن سلامة، متزوجة ولديها أطفال تقول:" صفحات الفيس بوك وخصوصاً الجروبات زاخرة بالفتاوى والأسئلة والنقاشات التي لا تجدي نفعاً وغالباً تكون غير مدروسة وعقلانية، فقط هدفها جمع أكبر عدد من التعليقات والمشاهدات لكنها تؤثر في العقول".

وأوضحت في تصريح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن قلة من الجروبات والصفحات الالكترونية التي تلتزم بالحفاظ على منشوارتها بعيداً عن الأهواء وإثارة الفتن والمشاكل بين الناس، لافتةً إلى أنه في بعض المواقف كانت تسبب هذه الجروبات مشاكل عائلية وأسرية بسبب التعليقات على المواضيع.

جروب2.JPG
أم عدنان بركة، أكدت أن هذه المواقع والصفحات تؤثر لأن كل شخص يفتي بناءً ع معتقداته وتفكيره وظروفه، حيث أن من شخص لشخص الظروف تختلف والبيئة تختلف كذلك.

وقالت بركة في تصريح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "لو الأمر اقتصر على الشخص بحد ذاته، أو على أحد يخصه، فرأيه سيكون مختلفاً لما قاله، فالأغلب لا يقولون كلمة منصفة، لأنهم يضعون أنفسهم في مكانه في ظروف وبيئة مختلفة.".

وتابعت:"بأى حق يتم وضع رأى شخصي بناءً على قضية تخص طرف آخر عاش ظروف لا يعلم بها الجميع، ولا عاشها معه".

وانتقدت بركة، نشر المشاكل الخاصة التي يتم طرحها على صفحات وجروبات مواقع التواصل الاجتماعي، وتبحث عن حلول أو نصائح من أشخاص لم يعيشوا أو فهموا حيثيات القضية.

وقالت:" قد تكون صاحبة المشكلة لديها سلبية من موضوع 1%‎ لكن مع نصائح البعض من المعلقين تصبح  100%‎وتخرب ما تعمر، أيضاً يجري الذم والقدح والردح على الملأ، عند حدوث أزمة أو مشكلة عبر المنشورات والبوستات، لقد وصلنا لمنحدر صعب.

بلا رقابة أو فلترة

أستاذ علم النفس الاجتماعي الدكتور درداح الشاعر، أوضح أن الانترنت سهل عملية الاتصال والتواصل بين الناس، وطبيعة الاستخدام تعود للأخلاق والقيم للمتواصلين، فمن أخلاقه عالية سيستخدمها في ذلك، وسيؤثر بالأخرين بشكل إيجابي.

وأوضح د. الشاعر في تصريح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت بشكل عام لا مشكلة فيها، إنما المشكلة فيمن يستخدمها ويقوم بالاتصال، فمن لديه أخلاق سيستخدمها في نشر محتوى أخلاقي، والجاهل سينشر جهلاً.

ولفت إلى أن التكنولوجيا تستخدم من قبل عالم سيقدمها في وجه حسن، وجاهل سيقدمها في الوجه السيئ، موضحاً أن البعض يستخدم التكنولوجيا في أنه يفضي ما بداخله للآخرين، والبعض يفضي بتفاهة وسخافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل تسيء للآخرين ولا تلزم، فالأصل أن الأزمة ليس لها علاقة بالتكنولوجيا بحد ذاتها بل هي أداة قد تستخدم في جميل السلوك أو في سيئه.

وبين د. الشاعر أن بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تحولت لدردشة وثرثرة لا قيمة لها ولا نفع، مستذكراً المثل القائل "الثرثرة ستكلف أرواحاً".

ووصف بعضها بنوع من العبث وإضاعة الوقت ومحاولة التأثير على الآخرين، لافتاً إلى أن مواقع التواصل باتت في الآونة الأخيرة جزء كبير منها سلبي، والكثير من القائمين عليها ليسوا على مستوى الدين والثقافة، وباتت الصفحات والمواقع وسيلة سهلة لاستخراج مابداخلهم من أفكار سيئة.

ونوه د. الشاعر إلى عدم وجود رقابة على ماينشر عبر الجروبات والصفحات، موضحاً أن الرقابة لا تحدث إلى في حال حدوث مشكلة فيتم تقديم شكوى عبر الجرائم الالكترونية، سواء مشكلة أخلاقية أو مالية، وأكد عدم وجود فلترة إعلامية لما ينشر.

 

 

 

  

كلمات دلالية