بالصور دباغة الجلود بغزة.. مهنة متوارثة من الأجداد مهددة بالانقراض..!

الساعة 03:03 م|14 يوليو 2022

فلسطين اليوم

في "ساحة الشوا" شرق مدينة غزة، يجلس الشاب باسل في هذا المكان لإحياء مهنة عائلته المتوارثة "أبًا عن جَد" في جمع جلود المواشي بموسم الأضاحي، والتي تعد مصدر رزق أساسي بالنسبة للعائلة، سيما أن هذه المهنة تقتصر على عائلتين فقط في قطاع غزة.

وتستخدم الجلود التي يتم حفظها وتخزينها في غزة للتصدير إلى الخارج، ليتم بعد ذلك دباغتها في صناعة الأحذية والأحزمة والقفازات والمعاطف والقبعات وحقائب اليد إضافة إلى منتجات أخرى مختلفة.

دبغ الجلود في غزة مهنة تُصارع من أجل البقاء (3).JPG

 

جمع الجلود

ومنذ اليوم الأول في عيد الأضحى المبارك، يقوم باسل الشوا، بشراء وجمع جلود الأضاحي من الجزارين مقابل مبلغ من المال، لمعالجتها وتخزينها خلال مراحل، تمهيدًا لتصديرها إلى للخارج في الضفة المحتلة.

يقول الشوا لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "في موسم الأضاحي كل عام يجلس أحد أفراد العائلة في ساحة الشوا المعروفة منذ نحو 40 سنة لدى من يرغب ببيع الجلود من جميع أنحاء قطاع غزة، حيث يتم اختيار الجلود بعناية ووفق معايير وشروط خاصة".

دبغ الجلود في غزة مهنة تُصارع من أجل البقاء (6).jpeg

 

مراحل التخزين

فسلامة الجلود من أي تمزق تعد من الشروط الأولى لاختيارها، إلى جانب الجودة التي يجب أن تتمتع بها، وعدم تعرضها لتهتك أثناء عملية الذبح، والأهم من كل ذلك ألا يمر وقت طويل أكثر من 6 ساعات على عملية ذبح وسلخ الأضحية كي لا تتعرض للتلف والتعفن.

وحول مراحل تخزين الجلود يضيف الشوا، أنه يتم إزالة طبقة اللحم والدهن الملتصقة بالجلود من خلال أدوات ومعدات يدوية، ثم يتم تنقية الجلد من الماء لتنظيف آثار الذبح.

وفي المرحلة التالية، يتم خلط كميات كبيرة من الملح الخشن مع مواد حافظة ويتم وضعها على الجلود، وتكرار زيادة الملح نشر الجلود، وفي المرحلة الأخيرة تكون الجلود جاهزة للتصدير بعد حفظها ويمكنها تحمل التحلل لمدة تزيد عن العامين، إلى أن يتم تصديرها إلى مصانع الدباغة في الخارج.

ويشير إلى أن الاحتلال "الإسرائيلي" سمح لهم بالتصدير من قطاع غزة إلى أسواق الضفة بعد منع التصدير منذ عام 2009 حتى 2018.

وحول سعر الجلدة الواحدة التي يقومون بشرائها، فتكون حسب السوق والطلب وتتراوح بين 30 شيكل إلى 35 شيكل، كما أن سعر يزيد ويقل حسب الجودة.

دبغ الجلود في غزة مهنة تُصارع من أجل البقاء (1).JPG

 

مهنة مهددة

ويلفت الشوا دباغة الجلود لم تعد كسابق عهدها، فهذا العام من أسوأ الأعوام في جمع الجلود بسبب قلة الأضاحي، إلى جانب انتشار الجلد المشمع الصناعي "الصيني" شبيه بالجلد الطبيعي ورخيص الثمن ويلبي حاجة السوق، مشيرًا إلى أن ذلك أثّر بشكل كبير على سوق دباغة الجلود.

ويستفيد سوف الضفة الغربية من الكميات الكبيرة التي ينتجها القطاع والتي تصل الى نحو 60% من كمية الجلود التي يتم إنتاجها في فلسطين بشكل عام بسبب انخفاض أسعارها مقارنة مع الجلود المستوردة من "إسرائيل" والخارج.

الجدير بالذكر أن قطاع غزة يخلو من مصانع الدباغة لأسباب تتعلق بصحة البيئة، كما  أن الدول التي تسمح بإنشاء مصانع للدباغة تعتمد طرقاً ووسائل علمية للتخلص من تلك المواد ونفايات المصانع وبحاجة إلى إمكانيات مادية كبيرة.

دبغ الجلود في غزة مهنة تُصارع من أجل البقاء (6).JPG
دبغ الجلود في غزة مهنة تُصارع من أجل البقاء (5).JPG
دبغ الجلود في غزة مهنة تُصارع من أجل البقاء (4).JPG
دبغ الجلود في غزة مهنة تُصارع من أجل البقاء (2).JPG
دبغ الجلود في غزة مهنة تُصارع من أجل البقاء (5).jpeg
دبغ الجلود في غزة مهنة تُصارع من أجل البقاء (3).jpeg
دبغ الجلود في غزة مهنة تُصارع من أجل البقاء (2).jpeg
دبغ الجلود في غزة مهنة تُصارع من أجل البقاء (1).jpeg
 

كلمات دلالية