زيارة بايدن للمنطقة لخلق درع دفاعي لـ"إسرائيل" والفلسطينيون صفر اليدين

الساعة 05:44 م|13 يوليو 2022

فلسطين اليوم

حالة من عدم التفاؤل تنتاب الشعب الفلسطيني وقيادته على زيارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن إلى "إسرائيل" ضمن جولة شرق أوسطية تستمر مدة خمسة أيام لفتح أفق سياسي شامل يقف بجانب الفلسطينيين ويجرم الاحتلال الإسرائيلي من جرائمه المتصاعدة، إذ جاءت الزيارة لتدعم "تل ابيب" في كافة المجالات لاسيما الأمنية والعسكرية مع توسيع هيمنتها على المنطقة من بوابة التطبيع.

زيارة بايدن إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي في أولى محطاتها -بحسب مراقبين- لا تضع القضية الفلسطينية على سلم أولوياتها كما أنها تشرعن انتهاكات الاحتلال في القدس وبناء الاستيطان ودعمه في المحافل الدولية لضمان عدم محاسبة قادته أمام المحاكم الدولية على جرائمهم، وهي سياسة مستمرة مع الحكومات الأمريكية المتعاقبة منذ احتلال فلسطين عام ١٩٤٨.

وأكدت القيادية الفلسطينية، حنان عشراوي، أن بايدن لا يضع ملف القضية الفلسطينية أولوية في جدول زيارته التي بدأت أولى محطاتها للمنطقة في الكيان الإسرائيلي.

وقالت عشراوي، في تصريح صحفي لـ"قناة الجزيرة"، تابعتها "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": إنه "يوجد محاولات أمريكية للضغط على الجانب الفلسطيني من أجل عدم اتخاذ أي مواقف وخطوات قد تؤدي إلى زعزعة الوضع ومنع محاسبة إسرائيل في الجنائيات الدولية وأمور أخرى".

وأضافت أن بايدن سيقدم للجانب الفلسطيني بعض من الفتات والخطوات الرمزية، مشيرةً إلى أن: "الولايات المتحدة ليس لديها أي التزام لفتح أي أفق سياسي قد تحمله مع أي عملية تفاوضية تفضي لإنهاء الاحتلال وإعادة القدس إلى أهلها ووقف الجرائم".

وتابعت: إن "الرئيس الأمريكي مستمر في تنفيذ سياسة سلفه دونالد ترامب في فرض أمر واقع جديد، خاصة في ملف الاستيطان وعدم سحب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".

وبخصوص لقاء الرئيس محمود عباس في بيت لحم، الجمعة، شدّدت عشراوي، على اللقاء الذي يجمع بادين مع عباس هو لقاء شكلي ورمزي ولا يمد بخطوات وحلول جذرية وواقعية لصالح للشعب الفلسطيني وقضيته.

إلى ذلك، قالت عشراوي: إن "زيارة بايدن ستدعم ملف التطبيع لا سيما تطبيع السعودية مع تل ابيب ويأتي في إطار توسيع هينمة إسرائيل في المنطقة وإعادة تموضعها في إنشاء حلف عسكري واقتصادي مع استقطاب الدول العربية في مواجهة ايران على اعتبار أن الأخيرة هي العدو الأول".

وذكرت أن الرئيس الأمريكي يعمل على ضم الاحتلال الإسرائيلي في المحور السني بحيث يصبح حليفا رسميا وبالتالي تكون جزءًا شرعيًا في المنطقة.

وفيما يتعلق بمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، أكدت القيادية عشراوي، أن الحكومة الأمريكية ستساعد الاحتلال في التنصل بملف اغتيال شيرين أمام أي مساءلة لاحقة.

تشجيع انتهاكات "إسرائيل"

من جهته، رأى المحلل السياسي عدنان الصباح، أن زيارة الرئيس بايدن، تأتي لتشجيع الكيان الإسرائيلي في توغله على الحق الفلسطيني وشرعنتها، وضم السعودية للدول المطبعة.

وقال الصباح، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "لا أتوقع من زيارة بايدن أي حلول تكون في صالح الشعب الفلسطيني وحقوقه، وإنما ستكون مصلحة عليا في دعم حكومة نفتالي بينت التي ترتكب ابشع الجرائم الإنسانية في مواجهة الفلسطينيين".

وأضاف المحلل، أن لقاء الرئيس الأمريكي مع الرئيس محمود عباس تكون من باب المجاملة وقد يحمل في جعبته ما تريده "تل ابيب" من فتات اقتصادية يقدمها للسلطة على شكل تسهيلات، مشيرًا إلى زيارة بايدن لمدينة بيت لحم تأخذ طابع ديني أكثر ما هو سياسي.

وأوضح الصباح، أنه على السلطة أن تتخلى عن أوهامها ومغادرة مربع المفاوضات مع العدو، وضرورة ترتيب البيت الداخلي وإعادة دور منظمة التحرير لدورها الحقيقي، لحماية حقوق الفلسطينيين ومواجهة المؤامرات والتصفيات.

وبحسب وسائل إعلام عبرية، فقد ذكرت أن المسؤولين الأمنيين "الإسرائيليين" يخططون -خلال الزيارة – لمطالبة بايدن بالانتقال من التعاون العسكري إلى بناء قوة دائمة وتوسيع المنتديات المشتركة في مجال الدفاع وضم الدول العربية المطبعة.

وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، في خطاب له، فور وصوله مطار بن غورين وسط فلسطين المحتلة، أن علاقة بلاده مع "الكيان الصهيوني" أعمق وأقوى من أي وقت مضي، قائلاً: "تربطنا مع إسرائيل علاقات وروابط وثيقة".

وأضاف بايدن، أن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن "إسرائيل"، مشيرًا إلى أنه "سيبحث دعم بلاده المستمر لحل الدولتين خلال الزيارة".

كلمات دلالية