فلسطين اليوم

"عصفور في الايد ولا عشرة على الشجرة" بهذا المثل وصف المواطن وائل دوحان (41 عامًا) مشروعه المؤقت في "شوي الكباب"، منذ اليوم الأول في عيد الأضحى المبارك، ليدرّ دَخلًا يسيرًا على أسرته المكونة من 7 أفراد بالإضافة إلى والده ووالدته في ظل الظروف الاقتصادية المتردية.

وعند مرورك في شوارع وأزقة القطاع تنبعث منه رائحة شواء الكباب التي تعلن بدء "موسم الكباب"، والذي يُقبل عليه المواطنون كأحد الطقوس السنوية في عيد الأضحى التي يعتنقها الغزيون مع عائلاتهم وأصدقائهم، سواء بشواء الكباب أو إقامة الولائم الجماعية.

رزق مؤقت

وعلى قارعة الطريق، يقوم دوحان قرب منزله بمساعدة أخيه أبو العبد بتجهيز "معرش" ليقيه حر الشمس أثناء عمله ونصب كانون الشواء وماكينة فرم اللحم، إلى جانب المروحة والفحم وأدوات العمل، ليبدأ في استقبال طلبات الزبائن من شواء الكباب وفرم اللحوم.

يقول دوحان لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه يستغل الأيام الأولى في عيد الأضحى كل عام حتى بعد أسبوع من انتهاءه في الحصول على مصدر رزق مؤقت لإعالة أسرته، واصفًا الدخل المالي الذي يجنيه من شواء الكباب وفرم اللحوم بـ "الجيد".

ويضيف أن هناك إقبالًا كبيرًا من قبل المواطنين على الشواء هذا العام، لافتًا أن "عمال إسرائيل" ورواتب موظفي السلطة وغزة، كل ذلك ساهم في تحسن الأوضاع قليلًا في هذه الأيام.

ويرجع أصل الكباب إلى المطبخ الحلبي الشهير حيث كان الحلبيون أول من حضر الكباب ويسجل التاريخ ولع أهالي مدينة حلب بأنواع كثيرة من المشويات وتفردهم بأصناف فاخرة من الكباب الذي انتشر في كثير من البلدان، خاصة في فلسطين.

للمزيد اقرا: بالفيديو.. أسهل طريقة عمل الكباب مع التتبيلة 2022

اقتصاد صعب

وفي الحارة المجاورة لدوحان، يمسك الشاب منار صافي وهو خريج لغة عربية من جامعة الأقصى، بصينية بلاستيكة لتهوية الكباب الذي يتوسط كانون الشواء، لتنتشر في المكان رائحة الشوي المميزة، وسط تجمع للزبائن عليه.

ويشير صافي لـ" وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": " في أول يوم استقبلنا نحو 18 كيلو من اللحم، في الوقت الذي استقبلنا فيه خلال السنوات الماضية 30 كيلو في اليوم الواحد، جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة وقلة المضحين هذا العام.

وحول سعر عمل كيلو الكباب، يلفت أن فرم كيلو اللحم وشويه (8 شواكل)، فيما يبلغ سعر فرم كيلو اللحم فقط (2 شيكل)، لافتًا أن هناك آخرون يتقاضون 10 شيكل لشواء كيلو اللحم في مناطق أخرى.

ويتابع: "عملي في موسم شواء الكباب يوفر لي مصدر دخل جيد ومؤقت لإعالة أسرتي، فبعد أن تخرجت من الجامعة أعمل كأجير في الباطون والنقليات".

وحسب إحصائية للأمم المتحدة، تُعدّ مستويات البطالة في غزة من بين الأعلى في العالم، حيث وصل معدل العاطلين عن العمل خلال الربع الأول من العام 2022 إلى 46.6 في المائة بالمقارنة مع المتوسط الذي كان يبلغ 34.8 في المائة في عام 2006، فيما وصل معدل البطالة بين الشباب (15-29 عاما) إلى 62.5 في المائة خلال الفترة نفسها.