خبر السيناريوهات المحتملة لما قد تفعله سلالة الانفلونزا الجديدة

الساعة 05:27 ص|03 مايو 2009

فلسطين اليوم-وكالات

قالت منظمة الصحة العالمية امس، انها لم تشهد انتشاراً متواصلاً لفيروس انفلونزا (اتش1 ان1) الجديد خارج اميركا الشمالية لكن حدوث وباء ما زال امراً "وشيكاً".

وحتى الآن يبدو فيروس الانفلونزا الجديد مثل الانفلونزا الموسمية في الوقت الذي انتشر فيه الى 17 دولة عن طريق مسافرين من المكسيك في اغلب الاحيان.

وهذه بعض التصورات لما قد يتطور اليه الموقف

الاختفاء تدريجياً

يأمل الجميع في ان تتلاشى هذه السلالة من الانفلونزا. والانفلونزا فيروس مختلط يتبادل جينات مع فيروسات انفلونزا اخرى في جسم الانسان او الحيوان كما تتحور بشكل مستمر. وهذه العوامل تعني انه يمكن ان يشتد بسرعة او تصبح اقل حدة.

ويمكن للفيروس ان يفقد في اي وقت قدرته على الانتقال بسهولة من شخص الى آخر وينضم الى خليط من سلالات الانفلونزا الموسمية المألوفة.

واذا حدث هذا فان منظمة الصحة العالمية التي اعلنت ان العالم على شفا وباء ستتعرض بشكل شبه مؤكد لانتقادات لتضخيم رد فعلها. لكن خبراء الصحة العامة سيجادلون بانه ليس هناك سبيل للتنبؤ بما سيؤول اليه الفيروس وان من الافضل انقاذ ارواح بدلا من الانتظار حتى فوات الاوان.

وتعطي التحذيرات ايضا للشركات والحكومات والافراد تدريباً عندما يواجه العالم تهديدا من جرثوم اكثر فتكا. وتسارع منظمة الصحة العالمية لتوضيح ان سلالة الانفلونزا تختفي غالباً خلال اشهر الصيف وتعاود الظهور في اواخر الصيف او اوائل الخريف. وفعلت ذلك الانفلونزا الوبائية بصورة عنيفة.

وباء خفيف

حدث هذا آخر مرة في عام .1968 فقد قتلت سلالة (اتش 3 ان2) ما يقدر بنحو مليون شخص. ويتوقع الخبراء ان سلالة بمثل هذه الشدة اليوم ستكون لها آثار اقل حدة مع توافر الادوية المضادة للفيروسات التي لم تكن متاحة في الاسواق قبل 40 عاماً.

وحتى مع وجود اللقاحات والعقاقير والتعليم الافضل للمواطنين فان الانفلونزا الموسمية العادية تقتل ما بين 250 الفا و500 الف شخص كل عام. والاختلاف عن السلالة الوبائية هو انه لن يكون هناك على الفور اي لقاح ضدها وستسبب على الارجح مرضاً خطيراً بين مجموعات من فئات عمرية اوسع لن تقتصر على الصغار جدا او الكبار جدا أو الذين لديهم حصانة ضعيفة والمعرضين بوجه عام للاصابة بالانفلونزا.

وقد يحدث توقف في التجارة والسفر وتقلبات في العملة واعاقة وصول الامدادات الضرورية للتصنيع ونقص الادوية المضادة للفيروسات والمضادات الحيوية الضرورية لمعالجة العدوى المتزامنة بامراض اخرى التي غالبا ما تصاحب الانفلونزا. وتتوقع بعض التقارير حدوث نقص في اجهزة التنفس الصناعي في الوقت الذي ستعمل فيه المستشفيات في الكثير من الدول لا سيما الولايات المتحدة بكامل طاقتها.

وباء خطير

هذا هو السيناريو الاسوأ. فالعالم يتعرض كل فترة تتراوح بين 30 و 40 عاماً لوباء انفلونزا بظهور سلالة جديدة من الانفلونزا التي تنتشر بسرعة وتسبب حالات مرضية خطيرة وتقتل مئات الالاف من الاشخاص خلال بضعة اسابيع.

ويعتبر الوباء الذي حدث في عام 1918 هو الحالة الاسوأ. فقد لاقى 40 مليون شخص على الاقل حتفهم خلال 18 شهرا وانتقل الوباء عبر تجمعات سكانية بصورة كبيرة.

ولكن هذا حدث في عهد ما قبل المضادات الحيوية وفي وقت كانت تتسبب فيه حتى حالات العدوى البسيطة في مقتل اشخاص ولم يكن هناك اجهزة تنفس صناعي وكانت اللقاحات بدائية في احسن الاحوال. ولم يكن لدى الناس بوجه عام فكرة تذكر عن كيفية انتقال المرض.

ورغم ذلك يتوقع الخبراء ان انفلونزا مثل تلك التي ظهرت في عام 1918 ستمنع 40 في المئة من القوى العاملة من الذهاب الى عملهم في حال حدوثها حيث سيكون الناس اما مرضى او يرعون اقاربهم المرضى او الاطفال المتغيبين عن المدرسة او يريدون ببساطة تجنب الاماكن العامة. وهذا سيؤدي الى نقص في الامدادات وحتى انقطاع التيار الكهربائي.

واذا حدث وباء من هذا النوع اليوم فان ملايين الاشخاص قد يموتون وستشهد التجارة العالمية حالة من البطء الشديد وقد تتهاوى الكثير من الاقتصاديات.