ضوء أخضر لقتل الصحفي الفلسطيني..!

فلسطين اليوم

اعتبرت الأطر والمؤسسات الصحفية، تقرير الخبراء الأمريكيين المتعلق في فحص الرصاصة "الإسرائيلية" الذي تسببت باستشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة ونشرته وزارة الخارجية الأمريكية يوم أمس، بأنه "غير مهني" ويبرر للاحتلال الإسرائيلي في جرائمه المرتكبة بحق الصحفيين الفلسطينيين والعاملين في الصحافة داخل الأراضي الفلسطينية.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي للأطر والمؤسسات الصحفية عقد اليوم الثلاثاء، في مدينة غزة، حول نتائج تقرير الخبراء الامريكيين حول فحص الرصاصة "الاسرائيلية" التي اغتالت الإعلامية شيرين أبو عاقلة.

وقال المتحدث باسم الأطر والمؤسسات الصحفية، رمزي المغيري: إن "التقرير الأمريكي حول أبو عاقلة، يشرعن قتل الصحفيين الفلسطينيين ويبرر ما تقوم به إسرائيل من جرائم ضد الصحفيين"، معتبرًا إياه "غير مهني".

وأضاف المغيري، أن تقرير الخبراء الأمريكيين بخصوص فحص الرصاصة "الإسرائيلية" يهدف إلى تبرئة جيش الاحتلال من جرائمه بحق الصحفيين الفلسطينيين، كما يهدف إلى التهرب من تحميل حكومة الاحتلال مسؤولية استهداف شيرين واغتيالها عمدًا.

وأكد المتحدث على أن التقرير "يعتبر خطيرا جدا" ويرفع الحماية الدولية عن الصحفيين الفلسطينيين والعاملين في الأراضي الفلسطينية.

وشدّد على أن من قام بهذه الجريمة هو الاحتلال الإسرائيلي وتم التأكد من ذلك بالتقرير الصادر عن الأمم المتحدة وعدد من التحقيقات الإعلامية الدولية المهمة ومنها مؤسسات إعلامية أمريكية بارزة وبشهود عيان.

وطالب المغيري، الجميع بالمضي قدما من خلال نقابة الصحفيين والاتحاد الدولي للصحفيين في إجراءاته القضائية في المحكمة الجنائية الدولة ضد قيادة جيش الاحتلال وحكومته ومنفذي الجريمة حتى ينالوا عقابهم وفق القانون الدولي.

 كما وطالب كافة المؤسسات الإعلامية العربية والدولية مواصلة جهودهم من أجل تحقيق العدالة لشيرين أبو عاقلة ووقف إفلات المجرمين من العقاب ومحاسبة منظومة الاحتلال على جرائمه بحق الصحفيين الفلسطينيين.

عائلة الصحفية شيرين أبو عاقلة، دعت أمس الاثنين، الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية لاتخاذ إجراءات فورية لتحقيق العدالة في قضية التحقيق بمقتلها برصاصة قناص إسرائيلي.

كتب بأيدٍ إسرائيلية

من جهته، قال رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، صلاح عبد العاطي: إن "تابعنا بإدانة شديدة واستنكار التقرير الأمريكي غير مهني المنحاز إلى دولة الاحتلال، ونعتقد أنه كتب بأيدٍ إسرائيلية".

وأضاف عبد العاطي، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الهدف من هذا التقرير، التغطية على جرائم الاحتلال ومحاولة التشكيك في الرواية الفلسطينية الحقيقية بشأن مقتل  الصحفية أبو عاقلة.

وطالب بإحالة هذا الملف إلى محكمة الجنايات الدولية بموجب المادة 14 من ميثاق روما وعدم الاكتفاء فقط بإرسال مذكرة أو إحاطة من قبل دولة فلسطين للمحكمة.

كما وشدّد على ضرورة تمكين القضاء الفلسطيني من القيام بدوره في مساءلة ومحاسبة قادة الاحتلال كمجرمين حرب باعتبار أن فلسطين طرفا ساميا متعاقدا على احكام اتفاقية جنيف.

والاثنين، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن المحققون لم يتمكنوا من التوصل لنتيجة نهائية بعد تحليل جنائي مفصل للمقذوف الذي قتل الإعلامية شيرين أبو عاقلة، وفق إدعاءها.

وأشارت الخارجية الأمريكية، إلى أنه بعد الاطلاع على التحقيقين إلى أن شيرين قتلت على الأرجح بإطلاق نار من مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

انحياز للاحتلال

من جهته، أكد منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، أن التقرير الأميركي غير مهني بالمطلق وهو تقرير أمني سياسي ولا يمكن قبوله بأي حال، ويؤكد استمرار سياسة الانحياز الأميركي للاحتلال.

وأشاد المنتدى الاعلاميين، بجهود ودور النائب العام الفلسطيني في القضية نستغرب موقف السلطة الفلسطينية، مدينًا بتسليمها الرصاصة التي قتلت شيرين للقتلة، حيث أن الفحص الجنائي تم في السفارة الأميركية في القدس، وبإشراف تام من الاحتلال.

وقال منتدى الإعلاميين: أنه "لا تفسير لقبول السلطة لطلب الإدارة الأمريكية تسليم الرصاصة سوى أنه رضوخ للابتزاز السياسي، وتفريط بأهم دليل يتعلق بإجراءات التحقيق، ويمكِّن الاحتلال من التلاعب بالملف".

وجدد التأكيد على تحميل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة والتامة عن جريمة اغتيال شيرين والتي أعقبها بجريمة أخرى بعد أقل من شهر باغتيال الزميلة غفران وراسنة صباح الأربعاء 1 يونيو 2022، مطالبًا بوضع حد لجرائم الاحتلال ضد الصحافيين.

وجدد مطالبه بضرورة ملاحقة الاحتلال وقادته أمام المحافل الدولية وتحويل ملف اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة لمحكمة الجنايات الدولية وفتح تحقيق دولي شفاف ونزيه، ومحاسبة القتلة.

وشدّد المنتدى، على ضرورة محاسبة الاحتلال المتمادي في جرائمه وانتهاكاته بحق الإعلام الفلسطيني بمختلف مكوناته، وليس أدل على ذلك من تدمير مقار 60 مؤسسة إعلامية وقتل الصحفي يوسف أبو حسين خلال عدوان مايو 2021 على قطاع غزة.

وحذر من خطورة مرور جريمة أبو عاقلة دون محاسبة الاحتلال باعتبار ذلك ضوء أخضر لمواصلة استهداف الصحفيين الفلسطينيين، وتشجيع للاحتلال الإسرائيلي على قمع وكبت حرية الإعلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

فضلاً عما يفضي إليه من فقد للثقة بمؤسسات العدالة الدولية، وتشجيع على المضي قدماً بخرق وانتهاك القوانين الدولية التي تنص بوضوح على حماية الصحفيين في مناطق الصراع، وفق المنتدى.

وأعلنت الصحة الفلسطينية، في صباح الحادي عشر من أيار/مايو 2022، استشهاد مراسلة قناة الجزيرة الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاصة مباشرة في رأسها أثناء تغطيتها لاقتحامهِ مخيم جنين، فيما نددت مؤسسات انسانية وحقوقية وصحفية دولية تلك الجريمة.