على وقع التهديد برد عسكري "إسرائيلي"

طائرات حزب الله ..حلقت لدقائق فوق "كاريش" فقلبت الكيان وتركت الخيارات مفتوحة

الساعة 12:40 م|03 يوليو 2022

فلسطين اليوم

تمكّن حزب الله لبناني من إيصال رسالة ردع إلى قادة الاحتلال "الإسرائيلي"، بعدما أقدمت مجموعاته العسكرية على إطلاق ثلاث طائرات مُسيرة "غير مُسلحة" صوب حقل غاز "كاريش" في المياه المتنازع عليها بين لبنان و"إسرائيل"، وهو ما اعتبره قادة الجيش بأنه تهديد للعاملين في الحفر بتلك المنطقة، مما دفعهم إلى دراسة الرد عسكرياً على هذا الحادثة، فما رسائل حزب الله من هذه العملية؟ وهل تدفع إلى مواجهة عسكرية بين الجانبين؟

وأطلق حزب الله اللبناني طائرات استطلاع اتجاه حقل غاز كاريش، مؤكداً أنها أنجزت المهمة المطلوبة منها و"وصلت الرسالة".

وقال موقع "والا" العبري: "إن جيش الاحتلال يدرس إمكانية الرد عسكريًا على إطلاق حــزب الله مسيرات فوق حقل كاريش، في ظل تخوفات من إرساله طائرات مفخخة تهدد شعور الأمن لدى العاملين بالحفر".

مسيرات هجومية

الخبير الأمني والاستراتيجي د. محمد العجرمي، يرى أن حزب الله اللبناني أعلن بوضوح أنه لن يسمح للاحتلال بأن يستفيد من الغاز الذي تم اكتشافه في البحر؛ لأنه حق مشروع للبنان، مشيراً إلى أن إطلاق تلك المسيرات من أنواع مختلفة بهدف إيصال رسالة ردع، مفادها أنهم يستطيعون أن يصلوا للعاملين في الحفر بمسيرات هجومية تحمل صواريخ على متنها.

ونوه د. العجرمي في مقابلة خاصة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن كتائب حزب الله ومجموعاته العسكرية، أحرجت المنظومة الأمنية "الإسرائيلية"، الذي وصفها بـ "الهشة"، بأنّ طائراته وصواريخه قادرين على الوصول إلى كل أماكن تواجدهم على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة من "الإسرائيليين".

ولفت إلى أن حزب الله أرسل رسالة للجانب الأمريكي باعتباره شريكا لـ "الإسرائيلي" أيضاً، بأن طائراته قادرة على التعامل مع تلك البواخر المخصصة للتنقيب عن غاز لبنان في عرض البحر المتوسط على الحدود اللبنانية، الذي يعتبره حزب الله هو المنقذ الحقيقي للأزمة الاقتصادية المفتعلة القائمة في البلد.

مواجهة عسكرية

"العدو الإسرائيلي في مأزق حقيقي؛ لأنه أضحى يعلم يقيناً بأن صواريخ حزب الله لن تتركه يسرق خيرات وحقوق بلادهم دون التدخل لمنعه بكل الطرق الممكنة، حتى لو أضطر الأمر إلى التدحرج لمواجهة عسكرية بين الطرفين، وفق الخبير الأمني والاستراتيجي د. محمود العجرمي.

وأشار إلى أن نشوب مواجهة عسكرية بين حزب الله و"إسرائيل" احتمال قائم، لأنّ ما تقوم به مُسيرات حزب الله لن يتجرأ أحد من قبل على هذا الفعل، سوى المقاومة الفلسطينية، لهذا يمكن أن يسعى الاحتلال إلى رد اعتباره من خلال نشوب معركة أو تصعيد محتمل بينهما.

المحلل السياسي مصطفى الصواف اتفق مع الخبير الأمني والاستراتيجي د. محمود العجرمي، بأن الرسال التي وجهها حزب الله لبناني إلى قادة الاحتلال، بأن ما تقومون به في حقل غزة "كاريش" هو تحت منظارنا، وأن المسيرات شاهدت ما تفعلونه وأنجزت مهمتها وعادت بسلام، دون أي اعتراض من منظومتهم الأمنية "الهشة".

انذار لقادة العدو

كما اتفق المحلل السياسي مع الخبير الأمني، بأن ما حدث هو إنذار لقادة العدو، بأنه في المرة المقبلة قد تأتي مُسيرات محملة بأدوات تفجيرية لصد التهور "الإسرائيلي" في عرض البحر المتوسط، لكنه اختلف معه في إمكانية نشوب مواجهة عسكرية كبيرة، لاسيما أن الحادثة لم تشهد أي إطلاق نار أو تفجير أو خسائر مادية أو بشرية من العدو "الإسرائيلي".

وقال الصواف في مقابلة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "على الاحتلال أن يعي رسالة حزب الله، بأن الأمور لن تمر كما يريد، وأن طائرات الحزب صواريخه ستكون له بالمرصاد".

وتشهد الفترة الأخيرة تصاعداً في التوتر بين كيان الاحتلال ولبنان على خلفية الصراع على حقل كاريش للغاز قرب الحدود البحرية اللبنانية.

وكان قد هدد "حزب الله" باللجوء للخيار العسكري في حال استمر كيان الاحتلال في سرقة الغاز اللبناني من حقل "كاريش" اللبناني، حيث جاء ذلك في أكثر من مناسبة كان آخرها على لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

كلمات دلالية