الصياد والتنين: رسالة ماجستير الأسير زكريا الزبيدي ترك الخاتمة مفتوحة

الساعة 02:13 م|02 يوليو 2022

فلسطين اليوم

لم يتمكن الأسير زكريا زبيدي من كتابة خاتمة لرسالة الماجستير التي تطرق فيها إلى تجربة المطاردة في النضال الفلسطيني، إلا أنه في آخر تواصل معه يوم 26 آب 2021، قبل تحرُّره التجريبي ورفاقه، عبر "نفق الحرية" في سجن "جلبوع" في بيسان المحتلة بتاريخ 6 أيلول، 2021، طلب "حذف النقطة من آخر الرسالة"، بالقول حرفياً: ". في الخاتمة في نقطة، أنا بفضل تقيمها. خاتمة الرسالة. مش خلصنا من الرسالة كلَّياتها... النقطة الأخيرة ِقيْمْهَا.

بقيت رسالة الزبيدي مفتوحة النهاية، كما أراد عندما زارته محاميته بثينة دقماق بعد حدث "نفق الحرية" (في 21 تشرين الأول/أكتوبر 2021) موضحا معنى النقطة التي أراد إزالتها "بدّي تظل قصّة الصياد والتنين مفتوحة، قبل التحرر من سجن "جلبوع"، وبعده، القصة ما انتهت".

واليوم السبت نوقشت الرسالة التي حملت عنوان "الصياد والتنين: المطاردة في التجربة الفلسطينية 1968-2018" في جامعة بيرزيت حيث كان يدرس الزبيدي قبل اعتقاله في برنامج الدراسات العربية.

ابتدأ النقاش بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين، ومن ثم بعرض فيلم تضمن تسجيلات صوتية ومصورة للطالب الأسير زبيدي. تلا ذلك تقديم العروض النقدية التي أشادت بالرسالة، وبالممارسة التي أسّست عليها، وذلك من قبل أعضاء لجنة النقاش.

وفي لفتة تشير إلى مواصلة زبيدي للمسيرة الأكاديمية من داخل الأسر، عُرضت خلال النقاش ثلاث رسائل مسجلة من الأسر الفلسطيني والشتات. وقد تلت الأستاذة فدوي البرغوثي رسالة زوجها مروان الأسير مروان البرغوثي من سجن "هداريم"، وعُرض تسجيل لرسالة الأسير وليد دقة من سجن عسقلان، ورسالة مسجلة من الروائي إلياس خوري من بيروت.

وألتحق الأسير زكريا زبيدي في برنامج الماجستير في الدراسات العربيّة المعاصِرة في 2017، وانتظم في الدراسة في الفصل الأول وتقدَّم بمقترحٍ لمسار رسالة الماجستير، قبل اعتقاله في العام 2019، وكان قد أنجزَ الفصليْن الأول والثاني من رسالته، وأنجزَ فيها العملَ الميدانيّ بإجراء 26 مقابلة.

وقد نوقش مقترحه الموسَّع، والمكوَّن من الفصليْن الأول والثاني، وأُقِرَّ من قبل لجنة، وخلال التواصل بين مشرف الأسير زبيدي، والأهل، ومحاميّي نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحرّرين والحملة الشعبيّة لإطلاق سراح القائد مروان البرغوثي وكافّة الأسرى، تمكَّن الأسير زبيدي من اجتياز المساق المتبقّي له (حين اعتقاله) بنجاح، وذلك بتسجيلٍ خاصّ خلال الفصل الدراسي الثاني 2020-2021.

كما تمكَّن، وبالآليّة نفسها، من تطوير الفصل الثالث، وكتابة الفصل الرابع من رسالته خلال وجوده في سجن "جلبوع" في بيسان المحتلة. وقد نُشر الفصل الرابع، بإذنٍ خاصّ من الأسير زبيدي، في العدد الخاصّ بالأسرى من مجلة الدراسات الفلسطينية، بعنوان: "الصياّد والتنّين."

بعد تحرّره التجريبي المؤقت، ورفاقه الستة، عبر "نفق الحرية" وإعادة اعتقاله فيما بعد تعهدت جامعة بيرزيت بياناً للرأي العام باستكمال إجراءات نقاش الرسالة بعد استيفائها الشروط حسب الأصول.

ويقبع الأسير زبيدي في العزل الانفرادي لدى سلطات الاحتلال الصهيونيّة في سجن "أيالون" في الرملة المحتلة مند إعادة اعتقاله، ويتم التواصل معه عبر المحامين فقط.

وفي تعليقه على هذه الرسالة قال رئيس لجنة المناقشة الدكتور عبد الرحيم الشيخ "هذه كله تفاصيل يا زكريا، أما قرار اللجنة فهو قرارك الذي كتبته بقدمك في المطاردة، مطارَداً، ومطارِداً. وقرارك، الذي نتشرف بالنطق فيه كلجنة إشراف على رسالتك الماجستير: "الصياد والتنين: المطاردة في التجربة الفلسطينية 1968-2018"، هو نجاحك في الماجستير بامتياز عال في الممارسة، ونجاح منقطع النظير في النظرية، وهذا نجاح لفلسطين، للبندقية الكلمة المقاتلة... فسلام عليك يوم ولدت، ويوم قاتلت، ويوم طوردت، ويوم أُسرت، ويوم خرجتَ من نفق الحرية في بيسان المحتلة، ويوم تبعث حُراً".

كلمات دلالية