مستوطنون يحاولون السيطرة على "نبع قريوت" التاريخي

الساعة 10:35 م|26 يونيو 2022

فلسطين اليوم- خاص

كما هو الحال دائما، يحاول مستوطنو مستوطنة شيلو القريبة من بلدة قريوت شمال الضفة الغربية السيطرة على نبع المياه البلدة بحجة أنها منطقة مقدسة و مذكورة في "التوراة".

ومنذ ستة أشهر يعد المستوطنين إلى التواجد الدائم في منطقة النبع، ومنع المواطنين من الاقتراب منها، بحماية من جيش الاحتلال، في خطوة يقول سكان القرية أنها مقدمة للسيطرة على المنطقة بالكامل وبناء مستوطنة جديدة عليها.

وبحسب بشار القريوتي، مسؤول ملف الاستيطان في القرية، فإن المستوطنين وبحماية من جيش الاحتلال يمنع سكان القرية من الاقتراب من كل الأراضي المحيطة بالنبع ويقومون بالاعتداء على كل المزارعين الذين يحاولون الوصول إلى أراضيهم هناك.

هذا إلى جانب تلويث مياه النبع لمنع الأهالي من الاستفادة منها، وتخريب الإمدادات التي قام الأهالي بها قبل فترة بمد شبكة أنابيب من النبع إلى أراضيهم الزراعية.

ويخشى الأهالي في القرية أن يتحول النبع الذي كان مصدر الحياة في القرية إلى محج للمستوطنين الذين يحاولون إسقاط الرواية التوراتية على المناطق الفلسطينية ومصادرتها لصالح المستوطنة القريبة، كما هو الحال مع  عشرات المواقع الأثرية التي يدعي المستوطنون أنها مقدسة بالنسبة إليهم، لكن الأمر في الحقيقة لا يعدو كونه محاولة لفرض الأمر الواقع، والسيطرة على تلك المواقع.

ليس فقط نبع القرية، فعين القرية المعروفة تاريخيا باسم " عين سيلون" تتعرض أيضا لمحاولات السيطرة من خلال تخريبها لمنع الأهالي من الاقتراب منها وتخويفهم.

وفي البلدة عديد من المناطق التاريخية والأثرية، التي تتعرض لاعتداءات متواصلة من قبل المستوطنين، منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967 وبناء مستوطنة شيلو فيما بعد، من بينها عيون المياه حيث تم مصادرة ثلاثة من أصل خمسة في القرية، وتحويلها لمنتزهات وبرك السباحة للمستوطنين.

من جهته اعتبر مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية إن ما يجري في قرية قريوت ومحلات المستوطنين السيطرة على نبع وعين المياه هو مخطط كبير للسيطرة على كل مناطق جيم بين المستوطنين الواقعة شمال الضفة الغربية، وتحديد المناطق الممتدة من جنوب مدينة نابلس وصولا إلى شمال رام الله.

وكشف دغلس عن عصابة من المستوطنين تنشط في المنطقة، وتابع:"من خلال متابعتنا اليومية نلاحظ التركيز الاستيطاني على هذه المناطق التي تمتد من قريوت وجالوت واللبن الشرقية وصولا الى منطقة دوما ومجدل بني فاضل".

وقال إن هناك مخطط لإنشاء مجمع استيطاني جديد يربط المستوطنات الموجودة من قبل  ببعضها البعض و ملئ جميع الفراغات بينها للسيطرة على مزيد من الأرض.

وبحسب دغلس، فإن تنفيذ هذه المخططات يبدأ باعتداءات المستوطنين بقطع الأشجار وازالتها ثم اعلان المناطق مناطق عسكرية مغلقة ثم وضع كرفانات والبدء بتأسيس بؤر استيطانية تتحول في ما بعد المستوطنات كبيرة.

 و يقول دغلس إن المستوطنين حاولوا السيطرة على المنطقة من خلال فرض الرواية التوراتية بأن عين البلدة هي منطقة دينيه تاريخيه، في البداية كانت زياراتهم بشكل أسبوعي، تطورت إلى زيارات يومية ودائمة للمنطقة ومواجهات مع الأهالي وصدام دائم.

وحذر دغلس من زيارة الاعتداءات التي يقوم بها المستوطنين في هذه المناطق، مشيرا إلى أن عصابة المستوطنين النشطة بالمنطقة مستعدة دائما لاعتداءات ضد الفلسطينيين، محذرا من جرائم جديدة على غرار جريمة قرية دوما المجاورة وحرق عائلة دوابشه.

وبحسب متابعة لجنة مقاومة الاستيطان في الضفة الغربية، فإن أكثر من 256 اعتداءً جسديا نفذها المستوطنون في مناطق الضفة الغربية منذ بداية العام 2022، معظمها في المنطقة الممتدة ما بين جنوب مدينة نابلس وحتى شمال رام الله.

كلمات دلالية