تحذيرات مقدسية..الحفريات في الجزء الجنوبي للمسجد الاقصى خطيرة وتضرب أساساته

الساعة 05:31 م|26 يونيو 2022

فلسطين اليوم

ليلاً ونهاراً يواصل الاحتلال "الإسرائيلي"، وبشكل علني دون حسيب أو رقيب انتهاكاته ضد المسجد الأقصى المبارك، هذا الأثر الإسلامي العظيم الذي ما أن وقف ثانية عنه إلا وعاد بمخطط وعمل أبشع ليرتكبه بحقه، في ظل الغفلة التي تصاب بها الأمة الإسلامية والعربية والتي توجها البعض بدخول مسار التطبيع.

فالانتهاكات "الإسرائيلية" بحق الأقصى والتي لم تقف يوماً، يحاول بها الاحتلال سباق الوقت لتنفيذ مخططاته الاستيطانية بحق المسجد والمدينة بشكل عام، والتي ظهرت حدتها مؤخراً بالتشققات التي ظهرت على السور الجنوبي للمسجد الأقصى أُثر الحفريات المستمرة أسفل القصور الأموية الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك.

فقد كشف مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس أن "الاحتلال يجري حفريات وأعمال مريبة وغامضة وبعجلة مريبة منذ فترة في محيط المسجد الأقصى المبارك خاصة من الجهتين الجنوبية والغربية الملاصقة للأساس الخارجي للمسجد الأقصى المبارك"، الأمر الذي أثار تساؤلات كبيرة حول ما يخطط له الاحتلال بهذه المنطقة.

تغير معالمها

مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني، أكد أن الحفريات التي يجريها الاحتلال "الإسرائيلي" على مدار الساعة  أسفل القصور الأموية والمكتبة الإسلامية والمتحف الملاصقة للسور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك يريد بها الاحتلال تغير كافة المعالم الإسلامية  فيها.

وقال الكسواني خلال حديث لـ"مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" :" إن الحفريات الإسرائيلية تمثل خطر شديد للمسجد الأقصى وزيادة حدتها خلال الفترة الحالية يؤكد أن الاحتلال بات على مقربة من التجهيز أو الانتهاء من أمر ما أسفل القصور الأموية"، محملاً الاحتلال مسؤولية تبعيات اعتداءاته المتواصلة بحق الأقصى.

وأضاف " أن الحفريات التي يجريها الاحتلال أسفل القصور الأموية تشكل خطراً كبيراً على المسجد الأقصى، فقد أصاب بعض الحجارة الكبيرة والضخمة في السور الجنوبي للمسجد بتشققات جديدة، الأمر الذي ينذر بسقوطها، كما حدث قبل 5 أعوام بسقوط أحدها، والذي رفض إعادتها لمكانه".

وأردف" تلك الحفريات تخالف توصيات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ‏(يونسكو) وقرارات الأمم المتحدة بشأن البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وأرض ساحة البراق والقصور الأموية التي تتبع الأوقاف الإسلامية وتتبع المسجد الأقصى المبارك".

نذير حرب دينية

وأوضح أن الاحتلال يواصل اعتداءاته ليل نهار في المدينة المقدسة، فتحت الأرض بمواصلة الحفريات أسفل أساسات المسجد الأقصى وفوق الأرض بما نراه من حدائق تلمودية واقتحامات يومية لباحات المسجد الأقصى يريد أن يجعل منها مشهداً عادياً وفي سماء المدينة، إطلاق مشروع القطار الهوائي الذي يريد من خلاله تغير معالمها الإسلامية والتاريخية.

ولفت مدير المسجد الأقصى المبارك إلى أن أي ضرر قد يصيب المسجد الأقصى والمعالم الإسلامية المجاورة له نتيجة الحفريات التي يجريها الاحتلال تنذر بإشعال المنطقة وصولاً لحرب دينية لا يعرف مداها، داعيا الأمة الإسلامية والعربية للوقوف بجانب  لجنة الأوقاف الإسلامية ودعم الدور الأردني في وقف الحفريات فوراً التي تشكل خطر على المسجد الأقصى.

كما دعا كافة المسلمين في بقاع الأرض للدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته بالاستيقاظ من الغفلة و  قبل تقع الكارثة بحق المسجد الأقصى وحينها لن ينفع الندم

واقع جديد

من جهته، قال مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس، أحمد الرويضي، إن عدة مشاريع ومخططات يجري تصديقها من قبل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، في غلاف البلدة القديمة في القدس المحتلة، بهدف محو طابعها العربي وفرض واقع مصطنع جديد يخدم الرواية اليهودية التي يتم تسويقها دوليا حول يهودية القدس.

وأشار الرويضي في تصريحات خاصة لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن أخطر هذه المخططات ما يجري من حفريات بآليات ثقيلة في منطقة القصور الاموية جنوب المسجد الأقصى المبارك، وساحة حائط البراق، علما أن هذه المناطق هي وقف إسلامي وجزء أصيل من المسجد الأقصى المبارك.

وقال "إننا لا نبالغ عندما نتحدث عن خطورة هذه الاعمال الحفرية على اساسات المسجد الأقصى في ظل منع الأوقاف الإسلامية من أعمال الترميم ومنع أي لجنة دولية من ملاحظة هذه الحفريات وبشكل خاص لجنة اليونسكو التي لها قرار سابق من مجلسها التنفيذي بإرسال لجنة تحقيق من طرفها للبحث في المساس بالإرث الحضاري العالمي في للقدس باعتبارها مسجلة على قائمة اليونسكو منذ العام ١٩٨١ "القدس وبلدتها القديمة من الإرث الحضاري العالمي الذي لا يجوز المساس فيه او طمره أو هدمه".

ولفت إلى أن المخططات "الإسرائيلية" التي يصادق عليها تباعا تهدف لتفريغ محيط البلدة القديمة من سكانها، وبالتالي نحن أمام خطة متكاملة تشمل عدة مشاريع لها علاقه بالتهجير القسري، والمشهد الآخر زراعة بؤر استيطانية وحقائق جديدة على الأرض تشمل كنسًا ومسارات دينية ومشاريع تلفريك ومتاحف دينية يهودية لإنهاء البعد العربي الإسلامي المسيحي للمدينة.

"الهيكل المزعوم"

بدوره، أكد المختص في شؤون القدس، فخري أبو دياب، أن الحفريات التي يجريها الاحتلال في الجزء الجنوبي الملاصق للمسجد الأقصى وبشكل علني يثبت أن أولى الخطوات إقامة "الهيكل المزعوم" قد بدأت.

وأوضح أبو دياب أن الاحتلال يعمل على طمس جميع الآثار التي تدلل على قدسية المسجد الأقصى، "والخطر الآن يتمثل في إقامة مرافق "مطاهر" الهيكل وبدء الاحتلال بتشييده علنا، لافتاً إلى أن الحفريات المستمرة تحت المسجد الأقصى تزداد، وأن أي هزة أرضية فوق 3.5 درجة ستؤدي إلى انهيار المسجد.

كلمات دلالية