خبر غزة: « الكوبونة » .. سلاح العمال لـمواجهة الفقر والديون!

الساعة 06:35 ص|01 مايو 2009

فلسطين اليوم -غزة

لـم يعد عمال قطاع غزة الـمتعطلون عن العمل يثقون بالوعود والشعارات التي ترفعها الـمؤسسات والنقابات بشأن حقوقهم، ويشتكون عشية الاحتفال بالعيد العالـمي لهم مما وصفوه بالإهمال الـمتعمد لاحتياجاتهم من قبل الجهات الحكومية وغير الحكومية.

واستهجن هؤلاء عدم قيام الحكومات الـمتعاقبة على حل مشكلتهم بالرغم من أنها قائمة منذ سنوات طويلة، وحملوا هذه الحكومات الـمسؤولية الكاملة عما آلت إليه أوضاعهم الـمادية والاقتصادية.

وتحدى العامل مأمون البنا أن يمتلك أي من العمال الذين كانوا يعملون في إسرائيل أو سوق العمل الـمحلية نقودا أو مصاغا في منزله، مضيفاً إنه كان يمتلك ما قيمته 30 ألف شيكل من الحلي والذهب قبل اندلاع انتفاضة الأقصى، إضافة إلى سيولة نقدية، أما الآن فلـم يبق منها شيء، هذا عدا الديون الـمتراكمة.

واستعرض البنا تاريخ أزمته، موضحاً أنه كان يعمل في سوق العمل الإسرائيلية قبل انتخابات التشريعي الأخيرة، التي أعقبها إغلاق شامل لـمعبر بيت حانون أمام العمالة.

وقال: إنه وعائلته يمرون بأوضاع قاسية، ليس على صعيد الوضع الـمادي فحسب وإنما على الصعيدين النفسي والاجتماعي، مؤكداً أنه بات أسيراً للجلوس داخل الـمنزل معظم الوقت.

وأضاف البنا الذي يعيل أسرة من ثمانية أفراد إنه عادة ما يخرج من منزله عند استلامه طرداً أو الحصة التموينية من مؤسسة (chf) الأميركية.

وأبدى استياءه الشديد من طريقة تعامل الـمؤسسات والوزارات مع طبقة العمال وكأنها طبقة لا تستحق الاحترام أو الاهتمام.

وقال العامل الـمتعطل سامي الصادق: إن سياسة الإهمال واللامبالاة من قبل الـمؤسسات والحكومات قد حولت العمال إلى عبيد يعملون في أشغال لا تليق بهم وبقدراتهم الجسمانية.

وأشار إلى أنه ومنذ انقطاعه عن العمل في سوق العمل الإسرائيلية مارس العمل في أكثر من موقع، لكنها من دون استثناء لا تتناسب وإمكاناته.

وقال الصادق (41 عاما) إنه وبالرغم من جهوده الـمضنية للبحث عن عمل لـم يتمكن طوال الثلاث سنوات الـماضية من العمل أكثر من 10% من مجموع تلك الأيام.

ويؤكد العامل محمد جميل (39 عاماً) الذي كان يعمل في مجال الصناعة في إسرائيل أن مستوى الـمعيشة والحياة لأسرته قد تدهور بشكل كبير، مضيفاً إن عائلته ومنذ تعطله عن العمل قبل ثلاث سنوات حرمت من أصناف كثيرة من الـمأكل والـمشرب والرحلات والـملبوسات، وكانوا تعتمد على الغذاء الرخيص واللحوم الـمجمدة وتستخدم الـملابس والأحذية الـمستعملة.

ويشتكي جميل من مرض القولون العصبي، لافتاً إلى أن الأطباء أرجعوا سبب إصابته بالـمرض إلى التفكير والقلق.

لا يمر يوم إلا وينضم العشرات وربما الـمئات من الـمواطنين إلى صفوف عمالة البطالة، من بينهم خريجون لـم يجدوا وظائف، وعمال كانوا يعملون بشكل مؤقت ثم فقدوا مواقعهم في العمل نتيجة تراجع الوضع الاقتصادي.

وانتقد العامل يوسف أبو راس تقاعس الـمسؤولين إزاء حل مشاكل العمال، مستخفاً في الوقت نفسه بالـمساعدات النقدية التي تقدم إلى العمال بين الفينة والأخرى.

وقال: إن هذه الـمساعدة التي لـم تتجاوز مائة دولار كل عام لا تكفي بدل مواصلات وتصوير أوراق ثبوتية يقدمها العامل يومياً إلى الجهات الـمختصة بهدف الحصول على مساعدة.

وأكد أن تجاهل الـمسؤولين والـمؤسسات لـمأساتهم حرم أبناءهم من التعليم والعيش حياة كريمة، داعياً الحكومة إلى صرف رواتب شهرية للـمتعطلين عن العمل حتى يتمكنوا من التغلب على ظروف الحياة القاسية أسوة بالـموظفين.

وأدى تفشي البطالة في صفوف العمال إلى انخفاض الـمستوى التعليمي والثقافي لدى الكثير من الـمواطنين، لعدم مقدرة الكثير من العائلات التي تعتمد في دخلها على العمل في إسرائيل على توفير الرسوم والـمستلزمات الـمدرسية والجامعية لأبنائها، فاضطروا إلى وقف الـمسيرة التعليمية لأبنائهم وتوجيههم للعمل في سبيل سد احتياجاتهم الأساسية.

ويبلغ عدد الـمتعطلين عن العمل في قطاع غزة 200 ألف عامل نتيجة إغلاق الـمعابر والحصار الإسرائيلي الـمفروض منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

ووفقاً للتعريف الـموسع للبطالة ومعايير منظمة العمل الدولية فقد بلغت نسبة الأفراد الذين لا يعملون (سواء كانوا يبحثون عن عمل أو لا يبحثون) 8ر44% في قطاع غزة حسب نتائج مسح القوى العاملة دورة الربع الرابع للعام 2008.