"عزم الصادقين" مناورة لسرايا القدس ..رسائل بالنار على وقع التهديدات

الساعة 04:22 م|19 يونيو 2022

فلسطين اليوم

"عزم الصادقين"...اسم أطلقته سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على مناورتها العسكرية الكبرى والتي ستنفذها على مدار أيام في قطاع غزة بمشاركة عدة تشكيلات عسكرية أبرزها الوحدات الصاروخية والمدفعية؛ استكمالاً للإعداد والتجهيز واستعداداً لأي معركة مقبلة.

إعلان السرايا عن انطلاق المناورة والذي جاء عقب  تصريح الأمين العام للحركة القائد زياد النخالة قبل أيام، والذي أكد فيه أن ما يجري في القدس والمسجد الأقصى المبارك من انتهاكات يومية من قبل العدو، وعمليات القتل اليومية لأبناء الشعب الفلسطيني في مدن الضفة الغربية يستدعي وقفة جادة من القوى الوطنية والإسلامية، ومن الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته.
 

"وأن حركته تقف بكل جدية عند هذه العناوين الكبيرة، ولن تقبل بهذا الإذلال المستمر"، لتحمل في طياتها ( المناورة) رسائل متعددة أبرزها أن  المكسب الفلسطيني الذي حققته المقاومة في معركة سيف القدس بتوحيد كافة الجبهات، لن تتخلى عنه  حركة الجهاد الإسلامي وستحافظ عليه ولن تسمح لأي أحد بفرض واقع جديد.

  تأسيس لمرحلة جديدة

الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي، رأى أن  توقيت المناورة التي أعلن عنها الناطق باسم سرايا القدس أبو حمزة أمس السبت، يعبر عن  بدء مرحلة جديدة عنوانها إعادة البوصلة مرة أخرى للقضايا الأكثر أهمية في الساحة الفلسطينية وهي حماية ووحدة الجبهات الفلسطينية، خاصة بعد الغطرسة الصهيونية التي زادت ضد أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده بعد 29\5، فترة "مسيرة الأعلام" لاعتقاد الاحتلال أنه غير من المعادلة وأصبح قادر على الاستفراد بأي جبهة.

كما رأى لافي أن توقيت مناورة "عزم الصادقين"، الذي تهدف به سرايا القدس إيصال رسالة "للإسرائيلي"؛ مفادها أنها جاهزة للربط بين كل الجبهات الفلسطينية وحمايتها خاصة وأن هذه المناورة جاءت بعد التصريح المهم الذي أطلقه الأمين العام للحركة القائد زياد النخالة قبل أيام والذي أعقبه اجتماع للفصائل الفلسطينية في غزة.


رسالة حقيقة

وبين المحلل السياسي خلال حديث لـ"مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن "إسرائيل" في الآونة الأخيرة خاصة بعد اغتيال مجموعة من مجاهدي "كتيبة جنين" ظنت أنها قادرة على الاستفراد بمخيم جنين وكتيبتها دون أن يكون هناك ردود فعل من الجبهات الأخرى، لذلك حملت مناورة سرايا القدس رسالة حقيقة بأنها ستحمي هذه الوحدة والترابط بين كل الجبهات وأنها جاهزة لكل السيناريوهات والاحتمالات.

وأوضح أن "إسرائيل" عندما تظن أن الفلسطيني ومقاومته غير قادرة على الذهاب للمعركة فهي تستقوي، لذلك أرادات سرايا القدس بمناورتها "عزم الصادقين" تأكيد رسالتها الواضحة أنها حاضرة في هذا التوقيت الحساس وها هي تنفذ مناورة بنيران حية ومتكاملة بين وحداتها وتشكيلاتها العسكرية وبطريقة وتكتيك جديد لتقول للعالم وللإسرائيلي" قبل الجميع أنها جاهزة لكل الخيارات وأن القضايا المطروحة الآن والمعادلات التي كرستها المقاومة لن تسمح  للاحتلال تغيرها أو العبث بها 

و قال الناطق العسكري لسرايا القدس أبو حمزة في تصريح مقتضب، مساء أمس السبت: " استكمالاً للإعداد والتجهيز واستعداداً لأي معركة مقبلة نعلن في سرايا القدس وبعون الله عن انطلاق مناورات عزم الصادقين وستنفذ على مدار أيام في قطاع غزة وستحاكي عمليات ميدانية مختلفة بمشاركة عدة تشكيلات عسكرية أبرزها الوحدات الصاروخية والمدفعية.
و بين أن هذا الجهد المبارك يأتي في إطار رفع الجهوزية القتالية لدى مجاهدينا وتأكيداً منا على استمرار مشوارنا الطويل الممتد بالمشاغلة والمراكمة حتى التحرير والعودة.

مناورة عزم الصادقين رسالة للعدو "الإسرائيلي" بأن الزمن الذي يظن فيه أنه قد فرق بين الضفة والقدس والـ48 وغزة قد انتهى وحل مكانه معادلة فلسطينية رسختها المقاومة في "سيف القدس" ستحافظ عليها سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية


رسالة ردع

وأشار الكاتب لافي إلى أن المناورة تحمل في طياتها أيضاً تكتيكها العسكري رسالة خفية خاصة كون المناطق المستهدفة خلال المناورة محددة في عرض البحر، مفادها أن ما يحدث الآن في البحر الأبيض المتوسط من مشاريع الغاز و سرقة الغاز الفلسطيني أن سرايا القدس ومعها المقاومة حاضرة وتتابع ما يجرى وتجهز نفسها لكل الاحتمالات لمواجهة هذا المشروع الضخم.

كما أشار إلى أن مناورة "عزم الصادقين" تحمل رسالة ردع للاحتلال، بأن سرايا القدس جاهزة لحماية كل الجبهات الفلسطينية وأنها لن تسمح له بالذهاب لجنين دون أن يكون هناك حسابات حقيقة أبرزها أن غزة لن تقف مكتوفة الأيدي وصاروخ عسقلان يوم أمس، هو رسالة تأكيد للمناورة بأن الزمن الذي يظن فيه المحتل أنه قد فرق بين الضفة والقدس والـ48 وغزة قد انتهى وأن هناك معادلة فلسطينية رسختها المقاومة في "سيف القدس" ستحافظ عليها سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية.

الجهوزية القتالية

من جهته، بين الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور محمود العجرمي، أن مناورة سرايا القدس والتي ستنفذ على مدار عدة أيام جاءت لتؤكد أن  الجهوزية القتالية لسرايا القدس والمقاومة لجولة عسكرية يتضح أنها قادمة لا محالة خاصة وأن العدو وجيشه ظن أن تشديد عدوانه وحصاره على أبناء شعبنا في غزة والضفة، فضلاً عن تدنيسه المستمر والمتواصل للمسجد الأقصى المبارك سيبقي الأوضاع  لدى المقاومة كما فترة "مسيرة الأعلام" التي جاء موقف المقاومة وفق تقديراتها.

"عزم الصادقين " رسالة مفادها بأن سرايا القدس ستحافظ على الوحدة الوطنية الكفاحية الفلسطينية الجغرافية والديمغرافية وأن ما يجري في الضفة وجنين والداخل المحتل يعني غزة ويعني كل الشعب الفلسطيني وعكس ذلك صحيح 

وأوضح العجرمي خلال حديث لـ"مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن مناورة عزم الصادقين تريد من خلالها سرايا القدس توجيه رسالة  للعدو "الإسرائيلي" أن القواعد التي وضعتها المقاومة الفلسطينية (توحيد الجبهات) لا يمكن المساس بها وأنها جاهزة وحاضرة لردعه.

وأشار إلى أن المقاومة في درسها الأبرز وعلى مدار عقودها في القتال مع هذا العدو ترجمته في معركة "سيف القدس" وهو الحفاظ على الوحدة الوطنية الكفاحية الفلسطيني الجغرافية والديمغرافية، وأن ما يجري في الضفة وجنين والداخل المحتل يعني غزة ويعني كل الشعب الفلسطيني وعكس ذلك  صحيح

ورأى الخبير الأمني أن المناورة من أبرز رسائلها التي تريد الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري إيصاله أنها لن تسمح لهذا العدو في الاستفراد في جنين أو القدس أو غيرها وهو ما دائماً كانت تأكد عليه في عديد من المعارك التي خاضتها  مع هذا العدو.

 

كلمات دلالية