بالصور بعمر الزهور: شقيقان يبتكران ربوت زراعة البذور لمساعدة المزارعين

فلسطين اليوم

غزة / أمل الوادية:

رغم سنوات عمرهما التي لم تزد عن 15 عاماً، لم يمنع الحصار "الإسرائيلي" وقلة توفر الإمكانيات طفلين شقيقين من ابتكار أشياء فريدة من نوعها، حيث أبدع الشقيقان في نسج خيوط أفكارهما أشهر طويلة حتى سطرا نجاحاً حقيقياً في اختراع روبوت ذكي لمساعدة المزارعين الفلسطينيين في زراعة البذور، وذلك بأقل وقت ممكن دون تعرض حياتهم للخطر نتيجة استهداف الاحتلال "الإسرائيلي" لهم.

فالحاجة أم الاختراع، بهذه المقولة تمكن الطالبان ملك وإبراهيم أبو الروس في المرحلة الإعدادية من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، من صناعة أول روبوت ذكي في قطاع غزة، بأدوات الكترونية بسيطة، والذي يعتمد على البرمجة والذكاء الاصطناعي.

 

بداية الاختراع

تقول ملك (15 عاماً) لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "جاءتني فكرة اختراع الروبوت من خلال مشاهدتي للمزارعين وهم يعانون في زراعة دونمات كبيرة من الأراضي الزراعية، حيث يستغرق الأمر معهم وقتاً طويلاً ويبذلون جهداً كبيراً، ناهيك عن تعرض حياتهم للخطر في أراضيهم الحدودية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي."

فالمزارعون على الحدود الشرقية لقطاع غزة، يعانون من الاستهداف اليومي لهم خلال عملهم بإطلاق النار عليهم وإصابتهم وجرحهم والتوغل في أراضيهم الزراعية، الأمر الذي يضطرهم لمغادرة أراضيهم وخسارة قوت يومهم.

تضيف: "كما وجاء الاختراع للتخلص من الطرق التقليدية في الزراعة، حيث أن زراعة البذور في التربة يحتاج لنظام دقيق في العمل، كترك مساحة متساوية بين البذرة والأخرى، وهذا الأمر يصعب تحقيقه في الزراعة التقليدية."

بدأ الأخوان بتنفيذ مشروعهما في شهر يناير بعد دعوتهما من قبل مديرية التربية والتعليم للمشاركة في مسابقة أولمبياد البرمجة والذكاء الصناعي، حيث وضعا خطة زمنية لصناعة الروبوت حتى شهر إبريل عام 2022.

 

آلية عمل الروبوت

أطلق الأخوان اسماً لاختراعهما وهو روبوت البذور الذكي (AGRIBOT)، وذلك لأنه يقوم بزراعة البذور بطريقة متقنة وذكية وليس يدوياً، حيث استخدما في صناعته أدوات إلكترونية بسيطة كالعجلات والمحركات، ولوح الطاقة الشمسية وبطاريات وقطع ألمنيوم وغيرهم.

تكمل ملك حديثها: "يعمل الروبوت من خلال عملية ربطه بالهاتف المحمول حيث يتم ادخال البيانات الخاصة بعملية الحفر، ثم ننقر على زر ابدأ في الهاتف حتى يقوم الروبوت بحفر التربة بواسطة مقدمة الحفر وخروج البذور من قمعها، ويتحكم في ذلك محرك السيرفو الذي يقوم بردم التربة بواسطة مسطرة الردم."

يعمل الروبوت على الطاقة الشمسية بواقع 8 ساعات نهاراً و6 ساعات ليلاً، حيث وضعا الشقيقان بداخله حساس قياس مسافة وقياس شدة الضوء، للكشف عن وجود أي عائق أمام الروبوت، إذ يقوم بإرسال تنبيه للهاتف وإصدار صوت تحذيري في حال وجود عائق.

ويتميز روبوت زراعة البذور في توفير الوقت والجهد للمزارع الفلسطيني، وضمان إنتاج أفضل للمحاصيل، لأنه يُراعي مقومات الزراعة كافة، كوصول الشمس والتهوية وترك مسافة ملائمة بين البذرة والأخرى.

 

عوائق الاختراع

لا يزال الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ سنوات طويلة يشكل العائق الأكبر أمام سكانها، فلقد واجه الشقيقان الكثير من الصعوبات أثناء صناعة اختراعهما، تقول ملك: " لجأنا إلى استخدام بقايا الألعاب الموجودة عند إخوتي الصغار، نتيجة عدم سماح الاحتلال بدخول المواد الخام اللازمة للصنع، ناهيك وأننا كنا في فترة اختبارات مدرسية وعشنا صراع بين المحافظة على معدلنا الدراسي وبين إنجاز المشروع حتى نتمكن من المشاركة في المسابقة."

وعلى الرغم من ذلك، تحدى الشقيقان كافة العوائق في اختراع روبوت زراعة البذور، تضيف: "قامت والدتي بعمل جدول لتنظيم وقتنا لإنجاز المشروع، واستطعنا بمساعدة والدي من تحويل علب البهارات إلى أداة لقمع البذور، كذلك حولنا المكنسة الكهربائية إلى مسطرة للردم، إلى جانب استخدام بعض أدوات المطبخ في صناعة الروبوت."

 

فوز مستحق

استطاع الشقيقان تجسيد ما تعلماه في صنع الروبوت بما يخدم المجتمع الفلسطيني ككل والمزارع بشكل خاص، خاصةً بعد فوزهما بالمركز الأول أثناء مشاركتهما في المعرض العلمي التقني الذي أُقيم في منتجع الشاليهات بمدينة غزة.

كما تلقا دعوة لتمثيل المحافظات الجنوبية في مشروع أولمبياد البرمجة والذكاء الصناعي والذي سيُقام في الضفة الغربية.