خبر فقر و بطالة... عنوان حال 648 ألف عامل فلسطيني....

الساعة 11:52 ص|30 ابريل 2009

فلسطين اليوم : رام الله

منذ أكثر من 16 عاما ترك "هيثم صالح" من مدينة نابلس، المدرسة و توجه للعمل داخل "اسرائيل" و ذلك لمساعدة والده في مصاريف البيت، حينها لم يكن الأمر بهذه الصعوبة، رغم انه لم يكن يتجاوز إل" 15 عاما" من العمر ، و على مدار سنوات كان يعمل يوميا و يعود لعائلته في نهاية الأسبوع بمبلغ جيد.

 

و في بداية عام 2000  قرر الزواج من إحدى قريباته، و في نفس العام أيضا اندلعت انتفاضة الأقصى و أغلقت جميع الطرق و وضعت الحواجز و خسر هو عمله، و طوال ست سنوات كان بلا عمل، إلا قليل القليل، و الذي استطاع من خلاله تأمين حاجاته الضرورية لعائلته التي بدأت تكبر.مع نمو أسرته.

 

و قبل عامين قرر وضع حد لهذا الحال، فنابلس حيث يسكن مغلقة و محاصرة و لا عمل له فيها، و باقي مدن الضفة لم تكن أفضل حالا، و عمره " 30عاما" لا يؤهله للحصول على تصريح، و لو تجاوز ذلك فأن ملفه الأمني" بسبب اعتقاله فيما مضى" يضعه في خانة "الخطر على دولة اسرائيل"، و لم يكن إمامه إلا المخاطرة كما باقي العمال، و الدخول بلا تصريح عن طريق "كل الطرق" التي يستعملونها.

 

يقول هيثم:" في السابق كنا نستخدم الطرق الرئيسية للوصول الى العمل بشكل طبيعي، و لكن بعد تعزيز الحواجز العسكرية و بناء الجدار فأصبح الأمر أشبه ب"رحلة الموت" نستخدم كل الطرق عبر عبارات المجاري و فتح الجدران، نمشي أحيانا لأيام حتى نصل، و أحيانا أخرى يتم اعتقالنا و احتجازنا و إجبارنا على دفع غرامات قد تتجاوز قيمتها أجرة عمل أربع أشهر كاملة، و حين نصل الى مكان العمل نبقى شهر أو أكثر خوفا من عدم تمكنا من العودة".

 

و رغم أن حاله هيثم واحدة من القصص اليومية للعامل الفلسطيني و لكن هذه القصص تتخذ صدى اكبر في يوم العمال العالمي، و الذي يظهر مدى المعاناة التي تعيشها شريحة العمال بسبب الاحتلال و إجراءاته.

 

و في بيان للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في يوم العمال العالمي من أيار استعرض أبرز الحقائق الإحصائية حول سوق العمل في الأراضي الفلسطينية، فقد قدر عدد العاملين من الأراضي الفلسطينية في العام 2008 بحوالي 648 ألف عامل، بواقع 479 ألفاً من الضفة الغربية، و169 ألفاً من قطاع غزة، كما يقدر عدد النساء العاملات بحوالي 121 ألف امرأة عاملة، بواقع 96 ألف من الضفة الغربية، و25 ألفاً من قطاع غزة.

 

و يقدر عدد العاملين في إسرائيل من الضفة الغربية الان، بحوالي 40 ألف عامل يحملون بطاقة فلسطينية و 34 ألف عامل يحملون بطاقة إسرائيلية أو جواز سفر أجنبي، بينما لم يتمكن أي شخص من قطاع غزة من العمل في إسرائيل، مقارنة ب 146 ألف عامل كانوا يعملون في اسرائيل قبل الانتفاضة.

 

كما أن أكثر من رُبع المشاركين في القوى العاملة عاطلين عن العمل، و فالعاملون يصنفون إلى عمالة تامة وعمالة محدودة، و قد بلغت نسبة العاملين في الأراضي الفلسطينية من إجمالي المشاركين في القوى العاملة إلى 74.0% منهم 6.6% يصنفون عمالة محدودة (بطالة مقنعة).

 

في حين وصلت نسبة العاطلين عن العمل إلى 26.0% أي أكثر من رُبع المشاركين في القوى العاملة، بواقع 19.0% في الضفة الغربية و40.6% في قطاع غزة، كما وصلت نسبة البطالة بين النساء المشاركات في القوى العاملة إلى 23.8% مقابل 26.5% من بين الرجال.

 

و يقدر عدد العاطلين عن العمل بحوالي 227 ألف شخص، بواقع 112 ألفاً في الضفة الغربية و115 ألفاً في قطاع غزة. وتعتبر نسبة العاطلين عن العمل في الأراضي الفلسطينية أعلى من مثيلاتها في الدول المجاورة.

 

وبحسب الاحصاء فقد احتلت محافظة الخليل النسبة الأعلى للبطالة بواقع 25.9%، تليها محافظة قلقيليه بنسبة 23.4%. بينما كانت أدنى نسبة للبطالة في الضفة الغربية في محافظة أريحا والأغوار (9.9%) ومحافظة القدس (10.5%). أما في قطاع غزة، فاحتلت محافظة خانيونس النسبة الأعلى للبطالة بنسبة 46.9%، تليها محافظة دير البلح (42.7%). بينما كانت أدنى نسبة للبطالة في قطاع غزة في محافظة رفح بنسبة (35.6%  ).

 

كما و بينت النتائج أن أعلى نسبة للبطالة تتركز بين فئات الشباب المختلفة، حيث سجلت الفئة العمرية 15-24 سنة أعلى نسبة للبطالة بواقع 40.2% (30.9% في الضفة الغربية و58.6% في قطاع غزة)، تليها الفئة العمرية 25-34 سنة بواقع 25.5% (18.5% في الضفة الغربية و39.3% في قطاع غزة).

 

و أظهرت النتائج أيضا أن أعلى معدل للبطالة للأفراد الخريجين (15 سنة فأكثر) سجل للأفراد الذين يحملون شهادة بكالوريوس 27.2% بواقع 22.2% في الضفة الغربية و34.4% في قطاع غزة. يليهم الحاصلون على شهادة دبلوم متوسط 24.0% بواقع 14.4% في الضفة الغربية و42.6% في قطاع غزة.