قناة عبرية: تحذيرات "إسرائيلية" متصاعدة من "حرب أهلية" بين اليهود

الساعة 10:57 ص|17 يونيو 2022

فلسطين اليوم

تزايدت الخلافات "الإسرائيلية" الداخلية، مؤخراً، بحيث وصلت لمعدلات غير مسبوقة من الاتهامات والتهديدات، ما أدى للحديث مفردات جديدة على القاموس الإسرائيلي، أبرزها "الحرب الأهلية" بين اليهود، بسبب تنامي مستويات الكراهية.

ويُشار إلى أنه دفع تصاعد التوتر بين الإسرائيليين، إلى التحذير من أنها ستكون سببا في نهاية المشروع الصهيوني، وطي صفحته، رغم استدعاء إسرائيلي لافت لمواقف تاريخية أحاطت باليهود، وتسببت بالكوارث لهم، وهي تلك التي نتجت عن "الأعداء الخارجيين، لا سيما الرومان والبابليين والنازيين".

وقد زاد التداول "الإسرائيلي" لمصطلح الحرب الأهلية، باعتباره خيارا كارثياً يحوم فوق الشعب اليهودي، وعلى الصهيونية والدولة اليهودية، وهي تأتي انطلاقا من تزايد معدلات الغضب الداخلي بين اليهود، ويتم استغلالها من خلال تشخيص الجينات المسببة للانقسام المختبئة فيما يسمى "الحمض النووي اليهودي".

وبدوره، قال أريئيل سيغال الكاتب اليميني للقناة 14 العبرية : "رغم خطورة تهديد الحرب الأهلية بين اليهود و"الإسرائيليين"، لكن قراءة متأنية للتاريخ اليهودي تكشف أن الكوارث المتتالية التي وقعت عليهم في مراحل متفرقة من القرون والعقود السابقة أتت عليهم من عدة زوايا، من بينها الصراع الداخلي والكراهية الواسعة، مع وجود أسباب خارجية، لكن اليهود مدمنون عادة جلد أنفسهم، والشعور بالذنب تجاه بعضهم، مما ينجم عنه في النهاية تفككهم عن بعضهم".

وأضافسيغال :" أن التحذيرات "الإسرائيلية" المتزايدة من الحرب الأهلية الداخلية بين اليهود يجب ألا تمنعهم من التعبير والاحتجاج والصراخ رفضا لمواقف سياسية بعينها، وهو ما تكرر عقب أحداث جسيمة شهدتها "إسرائيل"، خاصة الانسحاب من غزة 2005، وتوقيع اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين 1993، ثم اغتيال رئيس الوزراء الراحل إسحق رابين في 1995، وغيرها من الأحداث التي كان من المفترض أن تخرج وحش الحرب الأهلية من مخبئه، وهددت بتمزيقنا من الداخل".

ويُشار إلى أنه يزداد شبح الحرب الأهلية بين اليهود كلما زاد مستوى الخلافات الحزبية والسياسية، وخروج الأمر عن تباين الآراء وتعارضها، لا سيما في ظل حالة الانزياح المتصاعدة نحو معسكر اليمين، واليمين المتطرف الراديكالي، الذي يتبع قاعدة "من ليس معنا، فهو ضدنا"، مع استناده في مواقفه السياسية إلى معتقدات دينية وغيبية، تجعل الخلاف معه يستوجب القتل، وهو ما حصل مؤخرا من تهديد عائلة رئيس الوزراء نفتالي بينيت بالاغتيال.

جدير ذكره أنه يتزامن هذا التخوف الإسرائيلي من تحقق كابوس الحرب الأهلية مع صدور تحذيرات من وصول المشروع الصهيوني إلى نهاياته المحتومة، سواء بسبب تنامي المخاطر الخارجية، أو تراجع الإيمان السائد بين اليهود بصوابية هذا المشروع، وإقبالهم على حيازة جواز سفر أجنبي، يساعدهم في مغادرة دولة الاحتلال في حال تعرضها لخطر خارجي، مما يرسل إشارات مقلقة لقادة المشروع الصهيوني أن الأجيال اليهودية الجديدة ليس لديها ذلك الإيمان بهذا المشروع الذي توفر لمؤسسيه الأوائل.

 

كلمات دلالية