"المخيمات الصيفية بغزة"..للأغنياء فقط !

الساعة 04:54 م|15 يونيو 2022

فلسطين اليوم

" مخيمات صيفية للأغنياء فقط".. عبارة عبر بها المواطن يوسف العسلي عن تذمره وامتعاضه من قيمة الاشتراكات التي رصدتها الجهات القائمة على المخيمات الصيفية الخاصة في قطاع غزة، خاصة وأن الأوضاع الاقتصادية  والمعيشية الصعبة التي يمر بها القطاع وسكانه نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض عليه تزداد يوماً بعد يوم.

المواطن العسلي الذي يعيل 3 من الأبناء أعمارهم تتناسب للالتحاق في برامج المخيمات الصفية، أبدى انزعاجه وتذمره على الشروط المادية التي وضعتها (المخيمات) لمن يريد الانتساب إليها، التقى به مراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" لتعرف على الأسباب التي أحالت جماح غضبه تجاه المخيمات الصيفية.

وفي فترة الإجازة المدرسية التي من المقرر أن تنتهي في الربع الأخير من شهر أغسطس 8-2022م، تقام العديد من المخيمات الصيفية بعضها يكون مجاني تشرف عليه وزارة الشباب والرياضية وآخر برسوم مادية تنفذه مؤسسات وأندية خاصة.

تذمر من الأسعار

ويقول المواطن العسلي: "إن قيمة الاشتراكات المطلوبة مكلفة جداً في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية التي نمر بها، فالدخل المتاح والممكن لي، لو بدى أسجل أولادي في المخيمات، سيؤثر بشكل سلبي على دخلي الشهري الذي هو في الأصل ضعيف وغير مقبول في ظل الظروف الحالية".

ويضيف: " المفروض رسوم المخيمات الصيفية تكون مقبولة وتراعي كافة طبقات المجتمع، بس على الأسعار الموجودة والمعروضة إلنا تشعرك أنك في دولة اقتصادية ذات دخل مادي عالي ويضاهي دخل الفرد في الدول الاقتصادية العظمى".

ووجه المواطن يوسف رسالةً للجهات المشرفة على هذه المخيمات والمراقبة لها، بضرورة مراجعة الاشتراكات المالية وطبيعتها بما يتناسب مع الوضع المعيشي الصعب التي نعاني منه، قائلاً: " أطفالنا أمانة في أعناقنا ، وصعوبة الأوضاع المادية وغلاء أسعار المخيمات الصيفية الهادفة التي تنمي من قدرات أبنائنا من جميع الاتجاهات العقلية والعضلية ستجعل من أوقات أطفالنا فارغة دون أي معنى وهذا ما لا نحبذه، لذلك نرجو من كافة الجهات المختصة الوقوف عند مسؤولياتها".

حال المواطن العسلي لم يختلف كثيراً عن بقية المواطنين الذين يحاولون استغلال أوقات أطفالهم استغلالاً أمثل في الإجازات الصيفية، فالمواطن الغزي محمد ربيع أبدى انزعاجه من غلاء أسعار هذه المخيمات الصيفية وقال: "والله أسعار باريسية يعني علشان غيري الأسعار بتناسب مع دخله الشهري، وأنا مواطن محدود الدخل أسيب أولادي يقعدوا في الشارع الذي لا ينتج إلا الفاسد والسلبي".

وتساءل المواطن ربيع خلال حديثه لـ"مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": " إذا لم تتحمل الجهات المختصة المسؤولية فمن سيتحمل المسؤولية بمتابعة هذه المخيمات واشتراكاتها التي لا تناسب وضعنا القائم؟!، مطالباً بضرورة النظر في أسعار الاشتراكات التي تضعها الأندية والمخيمات.

"المجلس الأعلى" يرد

بدوره، أكد مدير دائرة الأندية في المجلس الأعلى للرياضية بلال الشاعر، أن قيمة الاشتراك في المخيمات الصيفية الخاصة، يخضع للعديد من اللوائح والقانونية والمعطيات التي تتناسب ومع البرامج  الموضوعة ضمن خطة المخيمات.

وقال الشاعر خلال حديث لـ" وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" :" إن المجلس يراقب قانونياً وإدارياً كافة الأندية والجهات التي تشرف على المخيمات الصيفية ضمن القانون الموضوع لدى المجلس، وحال تجاوزه يتدخل بما يتناسب مع طبيعية هذا التجاوز".

وخاطب مدير دائرة الأندية في المجلس الأعلى للرياضة، أولياء الأمور التي أبدت انزعاجها من رسوم الاشتراكات التي رصدتها هذه المخيمات، قائلاً:" الآباء التي ترى في رسوم الالتحاق في هذا المخيم أو ذاك لا تناسبه وفوق الأسعار الطبيعية، بإمكانه تقديم طلب للجهة المشرفة والقائمة على هذه المخيمات، للاستفسار  عن أسباب هذه الأسعار، وفي حال عدم تلقيه رداً منها بإمكانه التوجه بشكوى للمجلس الأعلى للرياضة مع إرفاق الأسباب والإثباتات لذلك".

وأضاف " حال تقديم الشكوى للمجلس نقوم بمراجعة الطلب أو الشكوى حال استيفائها للشروط ، يتم تشكيل لجنة متخصصة من خبراء في المجالات المقدم فيها في طلب الشكوى ومراجعتها من قبل إدارة المخيم أو الجهة المشرفة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة اتجاهها حال تجاوزها القانون"، لافتا إلى أن المجلس خلال الأيام المقبلة سيبدأ مخيماتها الصيفية المجانية وبإمكان الآباء تسجيل أبنائهم فيها

وتواصل حكومة الاحتلال "الإسرائيلي"، تشديد حصارها على قطاع غزة منذ عام 2007، فقد أثرت تداعياته والانقسام الفلسطيني الداخلي وجائحة "كورونا" على تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية "الهشة" في قطاع غزة، الأمر الذي سجل أرقام قياسية في البطالة والفقر والفقر المدقع، خاصة بين صفوف الشباب

كلمات دلالية