خبر اوباما – 2012-هآرتس

الساعة 08:55 ص|30 ابريل 2009

بقلم: آري شبيط

(المضمون: اوباما مخطىء وسيندم على عدم مهاجمة ايران ومنعها من الحصول على الذرة - المصدر)

الآن ايضا في شهر تشرين الثاني (2012) يصعب عدم تذكر التأثر والانفعال من السنة الاولى لرئاسة براك اوباما للولايات المتحدة. خلال المائة يوم الاولى له في البيت الابيض اقدم اوباما على سلسلة خطوات جريئة خلصت اقتصاد بلاده من ازمته الاشد صعوبة التي شهدها منذ الثلاثينيات وحتى يومنا هذا. وعلى الفور منع التعذيب وقدم ريتشارد تشيني للمحاكمة وعقد مؤتمر سلام شرق اوسطي وقام بزيارة مصالحة تاريخية لهافانا ودمق وطهران.

سياسة اوباما الاقتصادية وكذلك سياسته الخارجية ترتكزان على رؤية اخلاقية اثارت حماس الامريكيين وغير الامريكيين على حد سواء. بعد سنوات من اليأس والهزل السياسي اقترح الرئيس (44) لامريكا سلم اولويات قومي ودولي جديد على اساس الحوار ونزع السلاح والعدالة والسلام.

وكما نذكر ظهرت اول مؤشرات الخلل مع اواخر العام الاول من رئاسة اوباما - عام التسامح. ومع ذلك ذهلت واشنطن عندما صرح محمود احمدي نجاد في صيف (2010) انه قد قرر طرد المفتشين الدوليين وانه يهرول في طريقه نحو الذرة. التدهور تحول الى فزع عشية عيد الميلاد في (2010) عندما صرح علي خامنئي ان بلاده تمتلك ثلاث رؤوس نووية حربية موجهة للرياض والقاهرة وتل أبيب.

ربيع (2011) كان دراماتيكيا :- اولا وقعت معاهدة دفاع مشترك وتصدير للنفط بين طهران وحكومة بغداد الهشة. بعد ذلك جاءت الكويت وقطر وابو ظبي كلهم طأطأوا رؤوسهم ووقعوا على اتفاقية رعاية مع الدولة الشيعية العظمى الصاعدة. السعودية اتبعت نهجا معاكسا. في ايار (2011) صرحت انها قد اشترت من باكستان سلاحا نوويا لنفسها ولحليفتها مصر. الا ان الذرة الفجائية لارض النيل لم تنجح في تهدأة الاخوان المسلمين. مظاهرات حاشدة اندلعت في مصر فاجبرت مبارك على الاستقالة بعد مدة قصيرة من تعليقه لمعاهدة السلام مع اسرائيل.

في عيد الشكر (2011) كان مجرى الامور واضحا. عبدالله ملك الاردن توجه الى المنفى في لندن وحزب الله سيطر على بيروت ودارت حرب استنزاف دموية بين اسرائيل والفلسطينيين. حالة الفوضى غرب اسيا انعكست على المنظومة الدولية كلها. افغانستان اشتعلت والباكستان انهار وروسيا رفعت رأسها. في ظل حالة العجز الامريكية بدأت بعض الدول الاوروبية بالميل نحو الصين. وعندما اجتاز سعر برميل النفط (200) دولار غرق اقتصاد امريكا مرة اخرى في ركود عميق. لم تكن لاوباما اية احتمالية للبقاء في شتاء ايوا (2012). الرئيس الاكثر اثارة للامل في تاريخ امريكا صرح عن وصوله الى نهاية طريقه بينما كانت اوبرا وينفري تذرف الدموع الى جانبه.

ما الذي تشوش واختل؟ اين اخطأ اوباما؟ في نظرة للوراء يمكن الرد على التساؤل بصورة بسيطة في صيف (2009) كان على الرئيس ان يتخذ القرار الاكثر جرأة في حياته:- منع وصول ايران للذرة. صحيح ان قرار المجابهة لا يتلاءم مع جيناته كديمقراطي ليبرالي قادم من شيكاغو ولكن هذا القرار وحده هو القادر على انقاذ تركته وتعميق القيم النبيلة التي يؤمن بها. قرار كهذا فقط يمكنه ان يقود للسلام في الشرق الاوسط. لو ان اوباما قرر فرض حصار شامل على طهران قبل ثلاث سنوات لغير وجه التاريخ. روزفلت القرن (21) كان سيحول دون حدوث حالة فوضى اقليمية وانتشار الذرة وزوال امريكا.

فور اعلان شبكات التلفزة بالامس عن انتصار الجمهوريين القوي في نوفمبر (2012) اجتمع اصدقاء مقربون حول الرئيس المغادر. هم وجدوه حزينا ولكن متيقظا. اوباما لا يشك انه اخطأ من بداية ولايته عندما لم يتخذ القرار الاستراتيجي الاهم وحال دون وصول ايران للذرة، لو كان الرجوع للوراء ممكنا - قال الرئيس المطرق في التفكير لرئيس طاقمه رام عمانويل. لو كان من الممكن اتخاذ قرار اخير في صيف (2009) ... يا للخسارة.