(النووى) بين التقدم الإيرانى والعجز الصهيوأمريكى

الساعة 11:09 ص|14 يونيو 2022

فلسطين اليوم | ياسر عرفات الخواجا

(النووى) بين التقدم الإيرانى والعجز الصهيوأمريكى.. بقلم/ ياسر عرفات الخواجا

لا شك أن الحديث عن المشروع النووى الإيراني فى الأونة الأخيرة أصبح حديث الساعة لأهميته وربما سيطر هذا الإهتمام على كل وسائل الإعلام من خلال تناوله والسعى الجاد لمعرفة وإدراك آخر التطورات التى يمكن أن تودى بهذا الإتفاق وإلى أى مرحلة يمكن السيطرة  وضبط العلاقات ما بين الوكالة وطهران أعتقد بأن إيران تستغل مسيرة الخلافات و التصعيد من قبل  الوكالة الذرية والولايات المتحدة ضدها  لمزيد من الحصول على الوقت والعمل على زيادة أنشطة الطرد المركزى وتفعيل مجموعة جديدة من الطرد المركزى وبذلك تزيد من قدرتها على تخصيب اليورانيوم المخصب وكذلك إظهار الوكالة الذرية بأنها قد تورطت فى  قراراتها نتيجة لتبنى رواية ومعلومات الموساد الإسرائيلى والتى قدمها رئيس وزراء الكيان الغاصب دون  أن يذكر أنها معلومات قديمة علما انها معلومة لدى أجهزة مخابرات دولية الأمر الذى أكدته فرنسا وبريطانيا بالإضافة لموقف (جون كيرى) والذى أكد بأنها معلومات قديمة ومعروفة سلفا.. وعلى ما يبدو هناك تدليس و تلاعب بالألفاظ من قبل الكيان لإستمالةتعاطف المجتمع الدولى تجاه إسرائيل بإنهاء المفاوضات مع طهران والتلويح  بالخيارات الأخرى..   وذلك بعد توثر وإنقطاع  سادا  العلاقة بين طهران والوكالة وإتهام الأخيرة  إيران بأن  لديها برنامج نووى سرى والذى تعتبره الوكالة تضليل  إيرانى لها.

جاء ذلك بعد التحرك التحريضى الصهيونى من خلال عرض تقارير إستخباراتية تؤكد حسب الزعم الصهيونى أن إيران  إستطاعت أن تضلل اللجنة الدولية بمعلومات غير صحيحة وأن إيران باتت تملك برنامج نووى سرى.كل هذا جاء فى سياق الخطوات التحريضية على إيران وتأجيج المجتمع الدولى و التلويح  باستخدام القوة ضد إيران للتأثير والضغط عليها من خلال طاولة المفاوضات  وهذا الأمر بإعتقادى غير مجدى فى هذا الوقت بالإضافة الى أن قناعة لجنة ٥+١ المتمثلة (بالولايات المتحدة ممثلة بالرئيس (باراك أوباما ) عام ٢٠١٥   وفرنسا وبريطانيا وألمانيا   الصين وروسيا)بعدم الصدام مع إيران وأفضل الأساليب لقطع الطريق على إيران من إمتلاكها القنبلة النووية هو إحتوائها عبر طاولة  المفاوضات وإبطاء قدرتها النووية عبر إتفاق سياسة التدرج والمرحلية ومتابعة ذلك من خلال التفتيش المستمر والمراقبة الدأئمةللحد وتقيد نشاطها وبالتالى تأخير حصولها على إمتلاك القدرة النووية على إعتبار أن إيران دولة من الدول التى وقعت على إتفاقية منع الإنتشار للسلاح  النووى.لكن إيران وحسب وجهة نظرى تستغل تخبط المجتمع الدولى بعدم الإكثرات و  الإلتزام وهى مستمرة نحو إنتاج القنبلة النووية من خلال إستغلالها للظروف الدولية  فمثلا إيران إستغلت وجودها تحت الحصار ضمن ترتيبات داخلية عززت عوامل الصمود مما جعلها  تستمر فى عملية تخصيب اليورانيوم من خلال تفعيل شبكات الطرد المركزى . وبعد ذلك دعوتها لطاولة المفاوضات ضمن لجنة ٥+١ مقابل رفع الحصار وإعادة أموالها المجمدة فى المصارف والبنوك الدولية ..

ثم بعد ذلك  الولايات المتحدة بقيادة الرئيس (ترامب)  الذى قرر الإنسحاب من الإتفاقية وبناءا" على ضغط ورغبة الكيان الصهيونى بقيادة (نتنياهو) انذآك وهو ما كان بمثابة الفرصة الذهبية لطهران للعمل على استغلالها بإتجاه تطوير القدرات النووية وقد ساعد هذا الإنسحاب لتقدم طهران أكثر نحو قربها من امتلاك  القنبلة النووية.ثم جاء بايدن وأعاد طهران لطاولة المفاوضات وإيران مستمرة فى إنتاجها لتخصيب  اليورانيوم ربما بوتيرة أقل لكنها مستمرة لإستكمال مشروعها وإتمامه و الحصول على  القنبلة النووية.ثم جاء إتهام إيران بإمتلاكها مشاريع نووية سرية وذلك بناء على معلومات العدو الصهيونى معتبرا ذلك ومن وجهة نظرى الشخصية انها فرصة ذهبية آخرى لطهران وأعتقد أنها شكلت موقفا قويا بالإنسحاب من المفاوضات على إعتبار أن الوكالة لا تعمل وفق أجندة فنية بل سياسية بحته 
إيران عززت موقفها من خلال إلغاء كاميرات المراقبة وعدم الإستجابة للوكالة الذرية وأنها لن تتنازل عن أى من مواقفها الأخيرة.

مما شكل عجز دولى يظهر بأن الكيان الصهيونى قد ورط الوكالة بموقفها الأخير وربما عبر عن ذلك (بيلنكن)وزير الخارجية الأمريكية على إيران ان تقرر تريد الإستمرار فى المفاوضات ام لا ويؤكد أيضا أن إنجاز الاتفاق بسرعة اذا أرادت إيران ذلك. واعتقد ان هذا آخر مسمار فى نعش المفاوضات وان هذا المشهد له ما بعده من التحديات.

وحسب إعتقادى أن إيران اليوم أقرب من اى وقت مضى لإمتلاك القنبلة النووية هذا إن لم تكن اصلا قد وضعت اللمسات الأخيرة بإمكانها القنبلة... وربما تعلن عن ذلك فى القريب العاجل.. إيران وعلى طول مسيرتها النووية كانت تمتلك سياسة ذكية فى بناءها النووى من جهة وتعاملها مع المنظومة الدولية سياسيا  لإفادة وخدمة مشروعها  النووى من جهة آخرى. بالإضافة لإستغلالهأ للفرص التى كانت تسنح لها خلال هذه المسيرة فكانت  دائما متقدمة و تسبق توقعات الأمريكان  والصهاينة فى هذا الصدد.

وفى نفس الوقت كانت توسع نفوذها وتقوى أذرعها وأحلافها فى المنطقة  وتستمر فى عرض تطور قدراتها العسكرية وخصوصا منها القدرات الصاروخية المتطورة .كل هذا   شل حركة وتفكير  الصهاينة والأمريكان وأصبحوا عاجزين  فى كيفية مواجهة التحديات الإيرانية .فلجأ ترامب بإعطاء قرار اغتيال قائد الحرس الثورى الإيرانى (قاسم سليمانى)ظنا منهم انهم بذلك سيوقفون تمدد ونفوذ إيران العسكرى فى المنطقة..وكذلك لجأ الكيان الصهيونى لبعض العمليات منها ضرب مواقع فى الداخل السورى وعمليات  إغتيال للعلماء  والضابط فى الحرس الثورى (مسعود على محمدى.  مجميد شهريارى .داريوش رضائى ومصطفى أحمد رشون. و محسن فخرى زادا والعقيد سعيد خدائى وأيوب انتظارىو كآمران آغامولاى) وغيرهم .. 

 وكذلك بعض عمليات التفجير التى نفذها جهاز الموساد فى إيران والتى فى جميعها تأتى فى سياق الحر ب الدائرة لمنع إيران من الحصول على القنبلة النووية ورغم النجاح فى عمليات الاغتيال الا ان هذه العمليات لم تؤثر  فى الحقيقة بشكل جوهرى  على إعاقة او تدمير  المشروع النووى الإيراني ولا على تمددها العسكرى والسياسى فى المنطقة.. بل على العكس جاءت النتائج عكسية الكيان بات قلقا وخائفا على رعاياه فى كل أصقاع  الإرض خوفا من الرد الإيرانى  . كل هذا السلوك الإجرامى الصهيوامريكى يدلل وبصورة جلية  على مدى العجز والتخبط والإضطراب والغباء   فى مواجهة .
السياسة الذكية التى كانت تنتهجها ايران ...

كلمات دلالية