خبر إرث نتنياهو-هآرتس

الساعة 08:53 ص|30 ابريل 2009

بقلم: أسرة التحرير

دين ثقيل ورثه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو عن سلفه: تحرير جلعاد شليت من اسره. صحيح، على مدى نحو ثلاث سنوات نشأ انطباع مغلوط في أن معالجة هذه القضية المأساوية هي مشروع شخصي لايهود اولمرت. اولمرت عين وسيطا خاصا، عوفر ديكل، لادارة المفاوضات مع المصريين وبشكل غير مباشر مع حماس؛ تحدث مباشرة مع الرئيس حسني مبارك ومع رؤساء دول اخرى لدفع التحرير الى الامام؛ اطلق تصريحات والتقى بعائلة شليت؛ مر بعناية على اسماء السجناء الذين طلب من اسرائيل تحريرهم بل وتعهد "شخصيا" بعمل كل شيء كي يؤدي الى تحرير شليت.

غير أن تبني شليت من جانب اولمرت شوش حقيقة أن الحديث يدور عن واجب وطني للحكومة، وليس عن مهمة خاصة لرئيس الوزراء. وتعمق التشويش لدرجة أنه حتى الوسيط ديكل يعتبر كمن يتبوأ وظيفة ثقة بتكليف من رئيس الوزراء السابق وعليه "فمن الواجب" استبداله مع استبدال الحكومة.

نتنياهو ليس متحمسا كسلفه لتبني تحرير شليت كمهمة اولى في سموها. كما أنه يقدر، هكذا يبدو الامر، بان هذه المهمة مثلها ككل موضوع سياسي داخلي وخارجي آخر، وان لديه تحت تصرفه مائة يوم من الرأفة. يحتمل أن يكون الهدوء الجماهيري، الوداع لخيمة الاحتجاج وتوجيه النظرة الاعلامية الى زوايا جديدة تساهم جميعها بدورها في تخفيض المكانة التي يحتلها تحرير شليت في جدول الاعمال الوطني.

غير أن ليس الاعلام وليس ابناء العائلة هم الذين ينبغي ان يبثوا روح الحياة في مطلب تحرير شليت. على رئيس الوزراء واجب وضع المفاوضات لتحريره في رأس جدول الاعمال. إذ حياله لا تقف فقط عائلة شليت بل وايضا مئات الاف جنود الجيش الاسرائيلي وابناء عائلاتهم، الذين يطالبون بان يفهموا كيف تفهم حكومتهم التزامها تجاههم.

على طاولة نتنياهو موضوعة الاتفاقات التي توصلت اليها حكومة اولمرت مع مصر، حماس ووسطاء اجانب آخرين. كل الادعاءات مع وضد سبق ان قيلت، والتساؤلات المحقة ليست جديدة. معظم الجمهور على علم بالثمن الباهظ ومستعد لان يدفعه. واجب نتنياهو أن يأخذ هذه المهمة الصعبة وان يؤدي الى انتهائها. شليت ليس جندي رئيس الوزراء السابق، هو جندي اسرائيل ينتظر اكثر مما ينبغي من الوقت لتحريره. تصريحات نتنياهو في مقر الرئيس امس لا يمكنها ان تحل محل الافعال.