بالصور المقدسي مُراد العباسي المبعد من مدينة القدس يعيش غربةً في وطنه

الساعة 11:01 ص|11 يونيو 2022

فلسطين اليوم

في مكان إقامته في فندق وسط رام الله بالضفة المحتلة، التقينا المبعد عن مدينة القدس مراد العباسي(42 عاماً)، فلم يكن قد رتب أمور سكنه في الضفة الغربية بعد أيام قليلة من قرار الاحتلال "الإسرائيلي"، إبعاده قسراً عن مدينته التي لم يسكن خارجها يوماً.

العباسي من بلدة سلوان، الحاضنة الجنوبية في المسجد الأقصى، دفع ثمن رفضه التعاون مع الاحتلال أو التنازل له بإبعاده عن المدينة المقدسة وعن عائلته وسكنه عن أهله وبيته، حيث كان قرار الاحتلال بسحب إقامته المقدسية بشكل نهائي وإبعاده عن المدينة في 3 حزيران/ يونيو الحالي.

287227098_719987472653766_2109790900842715063_n.gif
 

بدأت الحكاية في أكتوبر/ تشرين أول 2020 عندما تلقى قرار من قبل ما يسمى "بوزارة الداخلية الإسرائيلية بسحب الإقامة منه وإلغاء معاملة لم الشمل. توجه مباشرة محامي لمتابعة القضية الاعتراض على القرار.

المتابعة القانونية التي قام بها العباسي لم تجدي نفعا، ففي آذار/مارس 2021 صدر قرار إبعاده عن المدينة المقدسة، فقام بالاستئناف على القرار من جديد، إلا أن محكمة الاحتلال ردت الاستئناف وأكدت على قرار الإبعاد، ولكن هذه المرة بشكل نهائي وأنه واجب التنفيذ خلال 14 يوما.

رفض العباسي تطبيق القرار وبقي طوال هذه الفترة يرفض تنفيذه، حتى أجبر على ذلك قبل أيام، قال لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "أعيش بتشتت كبير الأن، أفكاري ومشاعري في القدس عند عائلتي وأبنائي وأهلي في القدس، أطفالي لا يزالوا غير مستوعبين لما جرى ويبحثوا عني في البيت كل يوم".

ورغم أن العباسي ينتمي إلى عائلة مقدسية من بلدة سلوان وولد في مدينة القدس،  إلا أنه لا يحمل الهوية المقدسي، بسبب عدم تواجد جده في المدينة خلال احتلال ما تبقى منها في العام 1967، وبذلك لم يحمل الهوية المقدسية التي فرضت عليه من الاحتلال، بموجبها اعتبروا "مقيمين في القدس".

المفارقة أن عائلته حصلت على الهويات، وهو ما جعله يعيش كل حياته في القدس، وفي عام 2001  تزوج من مقدسية تعيش و تحمل الهوية المقدسية، وبدأ إجراءات لم الشمل لتأكيد حياته بالمدينة المقدسة.

ولكن بعد سنوات اعتقل خلال تواجده في القدس، وهو ما سبب في تأخير معاملة لم الشمل، فأبعد عن المدينة لعامين كامليين، حتى عاد إليها وكان يقضي وقته من خلال التصاريح التي يحصل عليها بدخول المدينة بشكل مؤقت، حتى العام 2015 حيث حصل "تصريح لم شمل".

في تلك الفترة أعتقد العباسي أن مشكلته حلّت، فقام باستثمار ما يملك في مكتب سفريات في سلوان، ولكنه تفاجأ بعد خمس سنوات بقرار الاحتلال تجميد معاملة لم الشمل.

بدأت الملاحقات للعباسي في العام 2017، حينما تفاعل على صورة أحد الشهداء وقام بالإعجاب بالصورة "لايك" حينها جمد الاحتلال إقامته ثمانية أشهر.

284949801_407740137922736_3877294782359991272_n.jpg
 

توالت المضايقات، وقامت مخابرات الاحتلال بمساومته بالعمل معها مقابل منحه الإقامة في القدس، وبدأت طلبات تمديد إقامته في المدينة ترفض بحجة " أنه لا يحترم القوانين الإسرائيلية في القدس"، وأن "هناك ملف سري بحقه يُدينه ويمنع منحه الإقامة".

يعيش العباسي في تخبط في مدينة لا يعرفها ولا يعرف أحد فيها " أشعر أنني غريب في مكان لا أعرفه" قال، وهو الذي عاش وعمل طوال حياته في بلدة سلوان في القدس، وبالمقابل سيبقى بعيدا عن عائلته التي ستواجه قرار سحب هوياتهم المقدسية في حال انتقلت للعيش معه في الضفة الغربية.

وتابع العباسي:" رام الله حيث أنا الآن لا تبعد الكثير عن مدينة القدس، إلا أن الاحتلال سيمنعني من دخولها، وسيمنعني أن أتناول الطعام على مائدة أمي أو أكون مع أبنائي في تفاصيل حياتهم اليومية".

 

 

كلمات دلالية