كواليس اختيار الشيخ عضواً للجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير

الساعة 09:21 ص|07 يونيو 2022

فلسطين اليوم

كواليس اختيار الشيخ عضواً للجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير، علمت «الأخبار» أنّ رئيس السلطة الحالي اختاره بعد سلسلة مشاورات واتصالات مع ملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اللذان لم يبديا اعتراضاً على توجّهات عباس، بعدما سوّق بأن من شأن اختياره أن يعزّز الثقة بالسلطة لدى مختلف الأطراف، تمهيداً لانطلاق عملية تفاوضية مع كيان الاحتلال برعاية أميركية - عربية.

ووفق معلومات «الأخبار»، فإنّ حسين الشيخ، المدعوم بشكل قوي من قِبَل رئيس جهاز المخابرات العامة، ماجد فرج، الممسك بدوره بمفاصل الأمن في الضفة الغربية، مطمئنّ إلى قدرته على تجاوز مروان البرغوثي في رئاسة الحركة، في ضوء تطمينات من جانب الاحتلال إلى أنه لن يُفرج عن البرغوثي في حال وفاة عباس، خشيةَ أن يؤدّي خروجه من المعتقل إلى إحياء المقاومة المسلّحة في صفوف حركة «فتح» في الضفة الغربية.

وبحسب مصادر فتحاوية، فإن قدرة الشيخ على تثبيت نفسه داخل الحركة بعد تأجيل المؤتمر الثامن، باتت أكبر، في ضوء تحكُّمه بالوضعَين الأمني والاقتصادي لجميع قيادات الحركة والسلطة في الضفة الغربية، بما يمكنه من ضمان خضوع غالبيتهم إليه، نتيجة تولّيه ملفّ التصاريح وبطاقات الـvip التي يصدرها الاحتلال لقادة السلطة، عبر هيئة الشؤون المدنية التي يرأسها الشيخ منذ سنوات.

من ناحية أخرى، فإن وصول حسين الشيخ إلى أمانة السرّ في منظّمة التحرير، وهو أعلى منصب بعد رئيس المنظّمة، يجعله مسيطراً خصوصاً على حركة الأموال التي تصل المنظّمة ومكاتبها حول العالم، ما يعني قدرته على إحداث تغييرات في مكاتبها ومؤسساتها، لضمان مزيد من الولاءات.

وبدت واضحةً مساعي الشيخ الأخيرة، إلى الظهور بمظهر أحد قادة الشعب الفلسطيني، من خلال سلسلة اجتماعات عقدها مع القادة والسفراء الأجانب، إلى جانب تنسيقه مع المسؤولين الأميركيين لترتيب إجراءات زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى الأراضي المحتلّة.

وعلى رغم ما تقدَّم، هناك مجموعة تحدّيات تواجه حسين الشيخ في الشارع الفلسطيني وفي مختلف الساحات الداخلية والخارجية؛ ففي الضفة المحتلّة، لا يحظى الرَجل سوى بتأييد محدود من قِبَل «فتح»، فيما تنظر إليه جماهير الفصائل الفلسطينية الأخرى وعموم الفلسطينيين نظرةً سلبية، نظراً إلى كونه مسؤولاً عن ملفّ التنسيق الأمني مع العدو واعتقال المقاومين، فيما تكاد تنعدم شعبيته في قطاع غزة، إذ لا توجد له مواقف تُحسب لمصلحة القطاع في الجانب الوطني أو النضالي. وإذ يرى جزء مُعتبَر من الغزيّين أن الشيخ كان شريكاً في العديد من القرارات التي أضرّت بغزة، تُجمع الفصائل الفلسطينية على رفض تولّيه رئاسة منظّمة التحرير أو رئاسة السلطة، باعتباره خصماً لدوداً.

كلمات دلالية