محللان: مسيرة الإعلام "الإسرائيلية" في القدس جوبهت بصفعة فلسطينية قوية

الساعة 07:20 م|06 يونيو 2022

فلسطين اليوم

اتفق محللان سياسيان، على أن الشعب الفلسطيني في القدس واجه مسيرة الإعلام الإسرائيلية التي انطلقت يوم الأحد بتاريخ 29-6-2022 واقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى بمقاومة وصفعة قوية قابلها رفع اعلام فلسطين، وذلك منعًا لحدوث التقسيم الزماني والمكاني التي تحاول "تل ابيب" تمريره مستخدمة القوة المفرطة في ذلك.

ويعتقد المحللان، أن حرص حكومة الاحتلال المتصدعة التي يرأسها نفتالي بينت على تنظيم وحماية مسيرة الإعلام بشكل استفزازي للفلسطينيين، كان نابع من تحريض الاحزاب اليمينية المتطرفة والمتنامية بداخل الكيان، كما أنها أرادت منها رفع رصيدها أمام المستوطنين ومواجهة المعارضة بزعامة بنيامين نتناهو.

جاء ذلك خلال ندوة سياسية بعنوان "ما الذي حدث وماذا بعد؟ قراءة في المشهد الفلسطينية- الصهيوني"، نظمها مركز أطلس للدراسات والبحوث في مدينة غزة، اليوم.

محاولة احتلال القدس

المحلل السياسي د. مطانس شحادة، يرى، في تنظيم مسيرة الإعلام التي شارك فيها نحو 3 آلاف مستوطن جاب البلدة القديمة والحي الإسلامي وباحات الأقصى بدعم من ما يسمى ب"جماعات الهيكل" وبحماية من قوات جيش الاحتلال، جاء لإعادة احتلال مدينة القدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.

وقال شحادة: إن "حكومة نفتالي بينيت الإسرائيلية ضعيفة سياسيًا وفاقدة لقواعد شعبية، وهي بحاجة إلى مثل هذه الفعاليات الاستيطانية لتثبت للجميع أنها الأقوى من حكومة سلفه المعارض بنيامين نتنياهو".

وأضاف المحلل، أن الحكومة الحالية تبحث دومًا على تصادمات مع الفلسطينيين تحديدًا في الأقصى والقدس وتوتر الأوضاع في الضفة الغربية و قطاع غزة لحماية نفسها من الانهيار.

وأشار إلى أن الأحزاب اليمينية في "إسرائيل" بدأت في التنامي، هي محرض رئيس على مزيد من الانتهاكات في القدس وبناء الاستيطان وحمايتها عسكريًا وأمنياً، من خلال أدواتها وامكاناتها ذات التأثير العالي على صناع القرار.

وتابع شحادة: إن "قوة الردع والهيبة الإسرائيلية تآكلت في السنوات الأخيرة أمام بطولات الفلسطينيين لا سيما في القدس، وتعمل حكومة بينت الآن على إعادتها لإثبات الهوية اليهودية على الأقصى والقدس وأحياؤها".

ويعتقد المحلل السياسي، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يرغب في الوقت الحالي بفتح مواجهة عسكرية مع المقاومة.

ضاربة للمستوطنين

من جهته، اتفق مدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، مع سابقة، حول انتهاز حكومة نفتالي بينت فرصة تنظيم مسيرة الاعلام في تعزيز مكانته، بالإضافة إلى تنامي الأحزاب اليمينية المتطرفة المحرضة ضد الشعب الفلسطينيين.

وقال الرنتاوي: إن "مسيرة الإعلام قوبلت بصفعة قوية في مقاومة المقدسيين لها"، مشيرًا إلى أن تلك المقاومة كانت ضاربة للمستوطنين منعًا لتكريس واقعها الاحتلالي.

وأضاف المحلل السياسي، أن تلك المسيرة نظمت تنظيمًا استفزازيًا وجاءت ضمن سلسلة انتهاكات متواصلة من أجل تطبيق سياسة التقسيم الزماني والمكاني، موضحًا أن هذا التقسيم بات حاصلاً بفعل القوة الغاشمة "الإسرائيلية".

وأعرب الرنتاوي، عن خشيته من ان يصبح هذا الأمر اعتياديًا مع مرور الأيام التي قد تفتح الأفق امام التقسيم المكاني للقدس كما أنه يمرر مشاريع استيطانية خطيرة في الضفة، لافتًا إلى أن الحالة السياسية في فلسطين وصلت إلى مرحلة قاتمة.

ونظم آلاف المستوطنين بدعم من "الحكومة الإسرائيلية" في "تل ابيب" مسيرة الإعلام في القدس الأحد 29 مايو/أيار الجاري، إذ خطط المستوطنون المتطرفون لإحياء ما يسمى يوم "توحيد القدس" باقتحام كبير للمسجد الأقصى بصورة ضخمة، فيما واجهة المقدسيون تلك المسيرة رغم حمايتها من جيش الاحتلال.

 

كلمات دلالية