على غرار ما حدث في غزة..

بعد تخوّفات الاحتلال.. هل من الممكن تفخيخ الأعلام الفلسطينية في الضفة ؟

الساعة 08:25 م|05 يونيو 2022

فلسطين اليوم

تُشكل معركة العلم في الضفة الغربية المحتلة في الآونة الأخيرة أساساً للصراع القائم بين الفسلطينيين والمستوطنين المتطرفين، حيث يحاول المستوطنين إزالة الأعلام التي يرفعها الفلسطينيون في الضفة المحتلة وخاصة في منطقة "حوارة" بنابلس.

ويتخوف قادة في جيش الاحتلال الصهيوني من قيام الشبان الفلسطينيين من تفخيخ الأعلام الفلسطينية التي يحاول المستوطنون إنزالها كي تنفجر بهم، على غرار ما حصل من تفخيخ الأعلام على حدود غزة وهذا ما لم يستبعده الكثير من المحللين.

تفخيخ الأعلام ممكن

رأى الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو ان قلق الاحتلال من إمكانية تفخيخ الفلسطينيين الاعلام في الضفة المحتلة، هو ناتج عن تنامي المقاومة في الضفة وعبر طرق مختلفة من خلال إطلاق النار أو الكمائن كما يحدث في جنين ونابلس.

وتوقع عبدو خلال حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن يكون هناك في المستقبل تفخيخ للأعلام في الضفة المحتلة ضد جيش الاحتلال والمستوطنين، مبيناً أن ما يُعزز ذلك إعلان الاحتلال تفكيكه أماكن لتصنيع العبوات المتفجر في بعض مناطق الضفة.

كما رأى عبدو أنه من الممكن تفخيخ الأعلام في الضفة أو غيرها من الوسائل الأخرى، لافتاً أن هذا التحذير جاء بعد التخوفات "الاسرائيلية" من التنامي الكبير لقدرات المقاومة في الضفة الغربية في المستقبل، بالإضافة للعمليات البطولية التي جرت في الداخل المحتل.

قضية الأعلام أخذت بُعداً كبيراً

وأشار إلى أن قضية الأعلام أخذت بُعداً كبيراً، وخاصة لدى الشعب الفلسطيني، فهناك ردة فعل كبيرة لهم من خلال نشرهم للأعلام الفلسطينية على جدران المستوطنات في الضفة وفي الشوراع وعلى شرفات البيوت؛ موضحاً أن هذه المظاهر تستفز الاحتلال.

واعتقد عبدو بأن الاحتلال لا يريد أن يرى العلم الفلسطيني ولا الوجود الفلسطيني، موضحاً أن الاحتلال يتخوف اشتباكات نتيجة هذه الأعلام قد تؤدي لانتفاضة واسعة وتفجير الأوضاع في الضفة الغربية.

تحذير المستوطنين وإبعادهم عن حالة الاشتباك 

ولفت عبدو إلى أن هناك إمكانية لتصنيع الأسلحة في الضفة وخاصة المتفجرات، مبيناً أن سلاح "الكارلو" قام مقاومو الضفة الغربية بتصنيعه محلياً واستخدم ضد الاحتلال في جنين وفي كامل الضفة المحتلة.

وقال عبدو:"إن تخوف الاحتلال من قضية تفخيخ الاعلام هو جاء لتحذير المستوطنين وإبعادهم عن حالة الاشتباك مع الفلسطينيين، مشدداً على أنه تخوف في محله وممكن أن يحصل كما حصل سابقاً على حدود غزة".

استناداَ لخبرات سابقة 

من جانبه رأى المختص في الشأن "الإسرائيلي" عصمت منصور، أن هذه التحذيرات "الإسرائيلية" تستند إلى خبرات سابقة لدى الاحتلال، كما حصل في مسيرات العودة عام 2018 حينما فجر شبان علم فلسطيني بجنود الاحتلال.

معركة الأعلام شرارة تفجير الأوضاع

واعتقد منصور خلال حديث لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، بأن معركة الأعلام ستكون شرارة لتفجير كل الأوضاع في الضفة المحتلة، مبيناً أن هذا التحذير الهدف منه ردع المستوطنين الذي يزيلون الأعلام الفلسطينية بدون علم جيش الاحتلال ونزع فتيل الانفجار.

وبخصوص المواجهات في حوارة، قال :"المستوطنين حولوا منطقة حوارة لبؤرة استيطانية بسبب استفزازاتهم للفلسطينيين في المنطقة، ما أدى إلى أن يرفع الفلسطينيين الأعلام الفلسطينية في المنطقة بشكل كبير".

التحذير بناءً على معلومات استخبارية 

ورأى منصور، بأن تحذير الاحتلال من إمكانية تفخيخ الأعلام لمواجهة المستوطنين، هو يأتي بناءً على معلومات استخبارية من قبل أجهزة أمن الاحتلال، موضحاً بأن منطقة حوارة حي منطقة مفتوحة يمر بها المستوطنين والفلسطينيين وهناك احتكاك دائم بها.

وبين أن مظهر العلم بات يستفز المستوطنين في نابلس وفي الضفة عموماً، موضحاً أن المستوطنين في تماديهم واستفزازهم للفلسطينيين من خلال نزع الاعلام الفلسطينية؛ يهدفون لإزالة الوجود الفلسطيني وهذا جزء من الحرب على الفلسطينيين وعلى رموزهم.

قلق وتخوف الاحتلال 

وكان قد عبر مسؤول كبير في “فرقة الضفة الغربية”، اليوم الاحد، عن قلقه إزاء التصعيد الذي تبع مسيرة الأعلام الصهيونية وتخوف من أن يبدأ الفلسطينيون بالضفة في تفخيخ الأعلام على غرار ما حصل على حدود غزة قبل أعوام.

وقال الضابط :"إن الشاغل الرئيس لجيش العدو هو أن يقوم الفلسطينيون بوضع متفجرات في الأعلام كوسيلة لمقاومة المستوطنين أو الجنود الذين يحاولون إزالتها، مثلما حصل عندما نجح المتظاهرون الذين تمكنوا من الوصول إلى السياج الحدودي مع غزة وعلقوا الأعلام وتم إرسال الجنود لإزالتها فتفاجؤوا بوجود عبوات ناسفة فيها".

وأضاف: “كانت هناك عشرات الأعلام المفخخة على حدود غزة التي تم إبطال مفعولها، وللأسف كانت هناك أيضا حوادث أصيب فيها جنود جراء هذه المتفجرات التي أخفيت داخل العصي التي كانت تحمل الأعلام وعلقت على السياج، والخوف هو أن هذا ما سيحدث الآن”.

وأوضح أنه “ليس لدي شك في أنه إذا استمرينا في رؤية الأحداث حول إزالة الأعلام الفلسطينية فسيكون هناك من سيخطو خطوة إلى الأمام ويضع فيها المتفجرات”.

يشار إلى أن الجزء الأكبر من “معركة الأعلام” هذه يدور في قرية حوارة الفلسطينية بالقرب من شارع 60 جنوب مدينة نابلس، وقد سُجلت العديد من الحوادث التي شهدت نزع المستوطنين الأعلام الفلسطينية، ورداً على ذلك علق الفلسطينيون أعلاما أخرى مكانها.

كلمات دلالية