خبر الكرد لـ« فلسطين اليوم »: 150 ألف عامل عاطل عن العمل وقضيتهم بحاجة لحلول سريعة

الساعة 10:07 ص|29 ابريل 2009

فلسطين اليوم- غزة

أكد أحمد الكرد وزير العمل والشؤون الاجتماعية اليوم الأربعاء، أن أكثر من 150 ألف عامل تعطلوا عن العمل نتيجة الحصار والإغلاق المشدد الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والحرب التي دمرت ماكان صالحاً من البنية التحتية.

 

وشدد الكرد خلال حديث خاص لـ"فلسطين اليوم" بمناسبة الأول من آيار "عيد العمال العمالي"، أن العمال هم أكثر الشرائح المتضررة من الاحتلال الإسرائيلي والحصار والحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل وأتت على البنية التحتية للقطاع.

 

وأوضح الكرد، أن عدد الأيدي العاملة من سن 22-65 من الذكور وصل إلى 304483

موظف، فيما بلغ عدد موظفي القطاع الحكومي 89307 ألف موظف، و 15328 ألف موظف غير حكومي، فيما بلغ الموظفين في القطاع الخاص 14500 ألف موظف، بيد أن نسبة العمال المتعطلين عن العمل وصلت إلى أكثر من 65%، فيما ارتفعت نسبة الفقر إلى 80%.

 

وأكد وزير العمل والشؤون الاجتماعية، إلى أن وضع العمال والعاطلين عن العمل في القطاع ينبأ بكارثة مستقبلية متوقعة بالرغم من المساعدات التي تقدم من قبل الحكومة بغزة، مبيناً أن حالة العمال الفلسطينين بحاجة إلى حلول أكثر موضوعية وعملية وسريعة تساعد على مساعدة العمال.

 

معاناة مستمرة

ويعاني عمال فلسطين المتعطلين عن العمل والمحرومين منه بسبب منع سلطات الاحتلال العمال الغزيين منذ عام 2003 من العمل داخل أراضي الـ48، وانضموا إلى صفوف البطالة, وكذلك تأثر القطاعات الانتاجية بفعل الحصار الجائر الذي فرض على القطاع الأمر الذي أدى إلى إغلاق المعابر منذ يونيو 2003 .

 

يشار إلى أن تقارير الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية التي كشفت أن القطاع الخاص في قطاع غزة والذي يولد ما يقارب 53% من كافة فرص العمل كان المتضرر الأكبر من الإغلاق ونقص المواد الخام وتوقف الأعمال التجارية حيث فقد أكثر من 75 ألف عامل عملهم في القطاع الخاص من أصل 115 ألف عامل حتى نهاية 2007 .

 

كما تأثر قطاع الإنشاءات بالإغلاق المفروض حيث منع الاحتلال دخول مواد البناء على مدار أكثر من عامين الأمر الذي أدى إلى توقف كافة مشاريع البنية التحتية ومشاريع الإسكان وأغلقت كافة مصانع البناء وأدى إلى تعطل أكثر من 30 ألف عامل بحيث كان يساهم بنسبة 22% من حجم العمالة في القطاع

 

وقد جرى تدمير القطاع الزراعي الذي يوظف 40 ألف عامل في غزة بما يقارب 12.7% من القوى العاملة حتى وصلت نسبة البطالة في قطاع غزة إلى ما يقارب65% مما يعكس حالة الحصار الخانق ومجموع العمال المتعطلون المسجلون في مكاتب وزارة العمل إلى أكثر من 150 ألف عاطل عن العمل.

 

حلول مؤقتة

وحول المساعدات التي قدمتها الوزارة والحكومة للعاطلين عن العمل، أشار الكرد، إلى أن الوزارة قامت بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة وغير منتظمة للمواطنين على خمس دفعات

بلغت قيمتها 220 مليون دولار منذ بداية 2008 وحتى تاريخه، فضلاً عن تقديم مساعدات منتظمة لـ10 آلاف أسرة فلسطينية.

 

وأضاف الكرد، أن الوزارة سعت لخلق برامج لتشغيل العمال من خلال مشاريع عمل مؤقتة، من خلال استقطاع 5% من رواتب الموظفين في غزة، ودفع نصف مليون دولار شهرياً للتشغيل المؤقت، منوهاً إلى أن إضراب موظفي حكومة رام الله ساهم في تشغيل 9000 فرصة عمل جديدة في كل الوزارات للعاطلين عن العمل.

 

وبين، أن الوزارة أوجدت فرص عمل من خلال ديوان الموظفين بتثبيت 2000 فرصة عمل في وظائف في الوزارات، كما جرى تعيين 2000 مدرس لهم 3 سنوات برواتب غير منتظمة من 2006 ولم تستكمل إجراءاتهم.

 

وبخصوص مشروع الضمان الاجتماعي، بين الكرد أن الوزارة قامت بتشكيل لجنة لاختيار الأسر الأشد فقراً ولا يوجد لهم مصدر رزق لتوفير مساعدات منتظمة شهرية بتقديم مئة دولار شهرياً، من خلال الاستقطاعات والمساعدات الحكومية، حيث ستبدأ الدفعة الأولى باختيار 5000 أسرة.

 

وعن دور المؤسسات غير الحكومية، أكد الكرد أن الوزارة تعاونت مع العديد من المؤسسات غير الحكومية في غزة والتي تعني بتشغيل المواطنين كـ"الأنروا" التي قامت بتشغيل 6500 عامل منذ العام الماضي، بالإضافة إلى برنامج تكافل الذي قام بتشغيل 2000 عامل شهرياً، ومؤسسات ميرسي كور، و"undp"، كوبي.

 

مشكلة متفاقمة ومطالب حثيثة

وطالب، ببذل كل الجهود بتوفير مواد خام اللازمة للمشاريع، والتحرك في كافة المحافل الدولية والعربية للضغط على اسرائيل بكسر الحصار وإيقاف المؤامرات ضد الشعب الفلسطيني وبلورة خطط مشاريع طارئة ومفيدة لتشغيل عدد كبير من العمال حتى نرتقي بالعامل الفلسطيني من هذا الواقع السلبي الذي اجبر على تحمله سنوات طوال.

 

وعلى الرغم من هذه المساعدات التي قدمت للمواطنين، إلا أن الكرد أكد أن المشكلة أن مايقدم من مشاريع للعمال لا يمكن من تخفيف الأزمة وحلها، بسبب تشديد الحصار، مبيناً أن الحل الوحيد لحل مشكلة العاطلين عن العمل هو رفع الحصار عن قطاع غزة.