حاورتها "فلسطين اليوم" وكشفت أسباب استبسالها

من هي "الصـــيداوي" أيقونة المقاومة وإحدى أبطال أحداث القدس بالأمـس ؟

الساعة 01:42 م|30 مايو 2022

فلسطين اليوم

"لن أرضخ لقرارات الإبعاد والاعتقال ودفع الغرامات المالية، ولآخر نفس، ولآخر يوم في عمري رح أضل أدافع عن المسجد الأقصى والقدس والمقدسات الفلسطينية"، بتلك الكلمات الحماسية استهلّت أيقونة المقاومة الفلسطينية والتي علا صوتها بالأمس خلال أحداث المسجد الأقصى، المرابطة المقدسية عايدة الصيداوي حديثها مع وكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية، والتي لم ولن تترد لحظة في التوجه للتصدي لتدفق المستوطنين الذين استباحوا حرمة باب العامود في القدس المحتلة، أمس الأحد، والذي أدى إلى إصابتها بغاز الفلفل بشكل مباشر.

البطلة عايدة الصيداوي 60 عاماً وهي متزوجة، ولم ترزق بالأطفال، لم تلق بالًا لجموع لمستوطنين الذيين نظّموا مسيرات استفزازية أمس قرب باب العامود في القدس، بحماية مشددة من جنود الاحتلال المدججين بالأسلحة، إذ انطلقت مسرعة إلى المنطقة لتدافع باستبسال عن القدس ومقدساتها، وهو ما دفع احد المستوطنين المتطرفين لرش غاز الفلفل على عينيها، ما أدى إلى إصابتها ونقلها إلى المشفى.

وعلى الرغم من إصابتها بغاز الفلفل، والذي أصاب عينيها مباشرة، إلا أنها أصرّت على العودة إلى منطقة تجمع المستوطنين لتواصل دفاعها عن المقدسات الفلسطينية، والتي تعد الحفاظ عليها، كالحفاظ على الشرف والعرض.

الصيداوي تروي لمراسل "فلسطين اليوم" الإخبارية، تفاصيل استبسالها في التصدي لجرائم المستوطنين المتطرفين، والتعدي عليها من أحدهم، قائلة: "توجهت إلى منطقة باب العامود في القدس على نية الرباط فيه، وقبل الوصول إلى البوابة، شاهدت مجموعات من المستوطنين يؤدون رقصات تلمودية حاملين الأعلام الإسرائيلية، مرددين عبارات مسيئة للرسول، وشعارات تتمنى الموت للفلسطينيين والعرب، إذ توجهت على الفور للدفاع عن باب العامود ومحاولة اسكاتهم، دون الاكتراث لعددهم أو للجنود، إلا أن مستوطن قام برش غاز الفلفل بشكل مباشر على عيناي، وهو ما أدى إلى إصابتي ونقلي إلى المستشفى لتلقي العلاج".

وتشير الصيداوي، إلى أن أعداد جنود الاحتلال كان يفوق أعداد المستوطنين، إذ خرجوا مدججين بالسلاح بحماية المتطرفين أثناء استباحتهم للمقدسات الفلسطينية، مضيفة: "المستوطنون جبناء، لا ويخشون الفلسطينيين، وقد قذف الله في قلوبهم الرعب، لهذا في كل مرة يقتحمون الأقصى والمقدسات، تخرج أعداد كبيرة من قوات الاحتلال لحمايتهم".

وعن الشبان الذين هبّوا للدفاع عنها أثناء الاعتداء عليها، نوهت الصيداوي، إلى الدفاع عن السيدة الفلسطينية، لا يقل عن الدفاع عن المقدسات والموت من أجلها، هكذا هم الشبان الفلسطينيون، يدافعون عن عرضهم وأرضهم ومقدساتهم ببسالة واستماتة كبيرتين، موضحة أنها تعرضت للاعتداء والاعتقال والابعاد ودفع غرامات مالية عشرات المرات، إلا أنها لم تأبه لكل تلك الإجراءات والانتهاكات بحقها لثنيها عن الدفاع عن الأقصى والمقدسات الإسلامية.

الصيداوي التي لاتزال حتى اللحظة مبعدة عن المسجد الأقصى بقرار من مخابرات الاحتلال، نشأت منذ نعومة أظافرها على حب الأقصى والرباط فيه، إلى جانب عائلتها السبّاقة في الرباط في الأقصى والدفاع عنه وعن كل المقدسات الإسلامية الفلسطينية، وتضيف: " الدفاع عن أولى القبلتين واجب وطني على كل حر شريف، ولن نتوانى لحظة واحدة في الدفاع عنه ولو دفعت حياتي ثمنا لذلك".

وعن استبسالهم في الدفاع عن القدس وهم عزّل وضد جنود مدججين بالأسلحة، أضافت الصيداوي: "نحن أصحاب أرض وحق وعقيدة، وثباتنا في الأرض والدفاع عنها، أمر يرهق حكومة وجيش الاحتلال، لهذا نحن نؤمن أنا الأرض لنا وستعود لنا، لهذا ندافع عنها حتى الموت".

وعن قدرتها على تنظيم وقتها بين بيتها والرباط في الأقصى والقدس، قالت: "إنها بركات من الله سبحانه وتعالى، فقد وضع الله البركة في وقتها وجهدها وصحتها، لأن الدفاع عن الأقصى وهذه المقدسات من أسمى الجهاد في سبيل الله".

وفي نهائية حديثها دعت كل الأحرار حول العالم لشد الرحال إلى القدس والأقصى للدفاع عنه، كون المسجد لا يقتصر على الفلسطينيين فقط، بل هو لكل مسلم حر في كل مكان في العالم، كما حثت الجميع على تربية أطفالهم على حب الأقصى والقدس، والدفاع عن فلسطين حتى دحر الاحتلال.

واقتحم أكثر من 2626 مستوطناً باحات الأقصى، أمس الأحد، على شكل مجموعات، وأدوا "طقوسًا تلمودية"، ورفعوا أعلام الاحتلال داخل ساحاته بحماية قوات الاحتلال التي اعتدت على المرابطين واعتقلت عددًا منهم.

وتصدى المرابطون لاقتحامات المستوطنين، ورفعوا العلم الفلسطيني ردًا على رفع أعلام الاحتلال في المسجد، وواجهوا الاقتحامات بالتكبير والتهليل، وأدوا صلاة الضحى لساعات طويلة.

كما وشهدت عدة نقاط في الضفة الغربية المحتلة مواجهات مع قوات الاحتلال بالتزامن مع استمرار اعتداءات المستوطنين في القدس المحتلة واقتحام المسجد الأقصى.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية