ما هو "يوم القدس" وكيف فشلت "إسرائيل" بتكريسه على مدار 55 عاما؟

الساعة 06:32 م|29 مايو 2022

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

تحتفل "إسرائيل" اليوم بما يسمى ب"يوم توحيد القدس" تحت السيادة الإسرائيلية، وفي كل عام و خلال هذه الاحتفالات وما يرافقها من مواجهات وتصدى المقدسيين بما تيسر لهم، يثبت فشل "إسرائيل" في تكريس هذا اليوم بمعناه السيادي على المدينة المحتلة، وهي التي تضطر لدفع الآلاف عناصرها المدججين بالسلاح وإغلاق كافة مداخل المدينة لتأمين هذه المسيرات.

واليوم تحيي "إسرائيل" ذكرى احتلالها للشق الشرقي من مدينة القدس في العام 1967، والذي يوافق الثامن والعشرين من شهر الثامن من السنة العبرية والذي وافق 7 حزيران/يونيو 1967.

وتعتبر مسيرة الأعلام من أهم مظاهر هذا الاحتفال الذي يستمر بالعادة أسبوع، يقوم بها المستوطنين برفع الأعلام الإسرائيلية مرتدين لقمصان باللون الأبيض، والرقص وهم يحملون هذه الاعلام في منطقة باب العامود محاولين الوصول إلى المسجد الأقصى.

المشاركون في هذه المسيرة من غلاة المستوطنين الذين ومعظمهم من الأجيال الشابة الذين ينتمون التيارات الصهيونية المتشددة والتي تشكل نواة حركة الاستيطان في الضفة الغربية جماعات الهيكل.

ويقوم بتحديد هذه المسيرة تحديدا جمعية "عام كلبا" التي تأسست عام 1986 والتي تقوم على جمع المستوطنين من مختلف المستوطنات في الضفة الغربية بتمويل من وزارات والمؤسسات الحكومية الإسرائيلية.

ورغم أن إقرار هذا اليوم كعيد وطني إسرائيلي بقانون أقره الكنيست كان بعد 30 عاما من احتلال الشق الشرقي من المدينة، إلا أن أول الاحتفال بهذا اليوم، الذي يطلق عليه المستوطنون يوم "تحرير القدس"، بدأ بعد عام فقط من احتلالها في 12 أيار/ مايو 1967.

في حينه كان عدد قليل من المستوطنين المشاركين قاموا باقتحام البلدة القديمة من جهة باب الخليل انتهاء بساحة البراق،  ولكن مع السنوات تغير مسار المسيرة وتوسع ليشمل عددا أكبر وتنظم أكثر.

وخلال هذه المسيرة يقوم المستوطنون بالرقص بالأعلام وسط هتافات وأغاني داعية لبناء الهيكل المزعوم وهتافات مسيئة للإسلام والنبي محمد عليه الصلاة والسلام.

وهذا العام  كان مشهد العجز أكثر وضوحا، فعلى الرغم من إصرار رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت على هذه المسيرة بالرغم من كل التدخلات السياسية التي طالبته بإلغائها، إلا أن المشهد الأوضح كان مسيرة الاعلام التي خرجت في شارع صلاح الدين، للمرة الأولى منذ سنوات، حيث خرج عشرات الشبان يحملون الأعلام الفلسطينية وهتفوا باسم القدس والاقصى.

و من جهته يقول خطيب المسجد الاقصى، عكرمة صبري والي تبعده "إسرائيل" عن المسجد الأقصى إن ما جرى في مدينة القدس اليوم يثبت سيادة أهل القدس عليها، وليس للمحتل الطارئ عليها.

وتابع صبري:" رغم أن القدس تحولت لثكنة عسكرية إلا أن المقدسيين لم يستسلموا لهذا البطش في تأكيد على عروبة المدينة واسلاميتها".

في حين قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد  ناصر الهدمي، إن ما نراه اليوم في القدس من بطش الاحتلال هو بسبب الشعور بالنقص والضعف أمام ما يجري على أرض الواقع والشعب الفلسطيني الذي لا يملك سوى صموده على الأرض".

وتابع:" اليوم نحن نرى الشعب الفلسطيني في أقوى حالاته، وهو الذي استطاع تجاوز 30 عاما من المفاوضات والتوحد في معركة سيف القدس، وأن يعي أولوياته و القيادة التي يستحق أن يتبعها".

وبحسب الهدمي فإن ما يقوم به المقدسيين اليوم بمواجهة المخططات بالوحدة الشعبية وممارسة حقه بمقاومة الاحتلال أينما وجد سواء في القدس أو الضفة يدلل على فشل الاحتلال على بسط سيادته على القدس.

كلمات دلالية