تقرير الذرة المسلوقة.. "فاكهة الصيف" المدللة ورزق الفقراء في غزة

الساعة 10:54 م|26 مايو 2022

فلسطين اليوم- غزة

مع بداية شهر مايو أيار من كل عام و بداية فصل الصيف، تنتشر ظاهرة بيع الذرة المسلوقة و المشوية على نواصي الطرق و شوارع قطاع غزة، حيث يوفر موسم الذرة فرص عمل جيدة للمواطنين العاطلين عن العمل، الذين اصبحوا في قائمة البطالة، التي ترتفع نسبتها عاماً تلو الآخر، بسبب الحصار "الاسرائيلي" المفروض على قطاع غزة، منذ أكثر من 16 عاماً على التوالي.

العمال و الخريجين و الطلبة، كلهم يقتسمون حالة البطالة في القطاع المحاصر، و يتجرعون مرارة الفقر و الحرمان و انقطاع سبل العيش، كلهم في رحلة البحث عن لقمة العيش سواء.

على ناصية أحد شوارع مخيم المغازي وسط قطاع غزة، يقف الخريج مهدي 26 عاماً على "وعاء" كبير وضع فيه بعض "أكواز" الذرة لطهيها على موقد النار الذي أشعله ببعض أوراق الكرتون و ما يجمعه من جوانب الطرق من وسائل للوقود.

و تحت أشعة الشمس الحارقة يبدأ مهدي يومياً بطهي ما يشتريه من ثمار الذرة، غير مكترث بطول وقت و عناء عملية طهي الذرة.

و يقول لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية": "تخرجت من تخصص ادارة الاعمال من الجامعة الاسلامية في غزة، و لم يحالفني الحظ حتى الآن في الحصول على وظيفة".

و أوضح أنه كغيره من الخريجين الذين لا يجدون فرص عمل، يضطرون لاقتناص فرص العمل في الاعمال الموسمية، كما هو الحال الآن في موسم الذرة، مشيراً الى أن العمل في بيع الذرة تدر عليه دخلاً جيداً يعينه على توفير بعض احتياجات اسرته.

أما المواطن أبو فادي، و هو أب لستة أبناء، فأوضح أنه في ظل عدم وجود فرص عمل، و استمرار الوضع الاقتصادي تردياً في قطاع غزة، لا يجد حلاً الا العمل في بيع الذرة في موسم الصيف.

و اردف يقول: "لا يوجد حرج في العمل و كسب الرزق بالحلال"، معبراً عن سعادته بوجود مصدر دخل له، حتى لو كان غير ثابت.

كما عبر عن أمله في أن يجد عمل دائم يمكنه من توفير كل ما تحتاجه عائلته، مطالباً الجهات المعنية للاهتمام بفئة العمال الذين لا حول لهم و لا قوة في مواجهة الحصار و البطالة.

أما الطالب الجامعي أنس 20 عاماً، فأوضح أنه يعمل في بيع الذرة و بعض المثلجات في أحد شوارع الحي الذي يقطنه، لكي يتمكن من جمع بعض المال ليعينه في تغطية مصاريف دراسته الجامعية.

و أشار الى أن فصل الصيف يوفر فرص جيدة للعاطلين عن العمل و أصحاب الدخل المحدود، لا سيما أن الناس تخرج للتنزه و تشتري الذرة المسلوقة و المشوية، و المثلجات لتطفئ حر الصيف لديهم، معبراً عن سعادته بعمله في هذا المجال في ظل انعدام فرص العمل، و ارتفاع تكاليف المعيشة و الدراسة.

و بين أن عائلته المكونة من 10 أفراد تعاني ظروفاً اقتصادية صعبة، و لا يمكنها توفير الرسوم الجامعية أو مصاريف الدراسة له و لإخوانه، و لذلك لجأ الى بيع الذرة و المثلجات، لا سيما أنها تدر عليه دخلاً جيداً في هذا الموسم.

يشار الى أن قطاع غزة يعيش ظروفاً اقتصادية صعبة، بسبب الحصار الاسرائيلي المفروض عليه منذ 16 عاماً، اضافة الى الحروب التي شنها الاحتلال على القطاع، و تسببت في انهيار المنظومة الاقتصادية في القطاع، الذي يسكنه أكثر من مليوني نسمة.

و أظهرت أرقام جديدة في اليوم العالمي للعمال، بداية شهر مايو 2022، ارتفاع عدد العاطلين عن العمل في الأراضي الفلسطينية إلى 372 ألفاً في العام 2021 مقارنة بـ335 ألفاً في العام 2020.

وقال الجهاز المركزي للإحصا، إن معدل البطالة بين الأفراد المشاركين في القوى العاملة في فلسطين، حافظ في العام 2021 على نفس المستوى (26 في المائة). وعلى مستوى المنطقة، فقد حافظ معدل البطالة على نفس المعدل لكل من الضفة الغربية وقطاع غزة، إذ بلغ نحو 16 في المائة و47 في المائة على التوالي.

 

 

 

كلمات دلالية